رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التساهل أم الحزم في حروب الشياطين؟ 14/02/2010 كثيرا مايسقط الإنسان في الخطية, بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية. فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج, وتريد أن تدخل وتسيطر. وبالتساهل معها تتحول الحرب من الخارج إلي داخل القلب. كثيرا مايسقط الإنسان في الخطية, بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية. فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج, وتريد أن تدخل وتسيطر. وبالتساهل معها تتحول الحرب من الخارج إلي داخل القلب. فكيف يحدث هذا التطور؟ تكون الخطية في الخارج: شيئا مثيرا, وتصرفا سيئا من شخص ما, أو أي شيء يمكن اشتهاؤه أو اقتناؤه ثم يتساهل الإنسان مع حواسه, مع سمعه أو بصره, فيأتيه الفكر ضعيفا في البدء, ويمكن طرده بسهولة. ولكن بالتساهل مع الفكر, ينزل إلي القلب, ويتحول إلي شعور. فإن استيقظ الإنسان إلي نفسه يمكنه التخلص من هذا الشعور, مؤقتا, لأنه يقوده إلي الخطيئة. فهذا الشعور الخاطيء هو خطية في حد ذاته. ولكن بالتساهل مع الشعور يتحول إلي انفعال أو شهوة. وهنا يكون الإنسان قد بدأ يخضع للفكر. وبدأ يدخل في صراع بين شهوته وضميره. والشهوة إن طردت بحزم, يمكن التخلص منها. ولكن بالتساهل تبدأ الشهوة أن تنتشر حتي تشمل فكر الإنسان وقلبه وحواسه. وبالتساهل مع الشهوة, تحاول أن تعبر عن ذاتها عمليا. فإن تساهل معها يصل إلي الخطية بالفعل والعمل, وتصبح الخطية كاملة. ثم لاتستريح الخطية بهذا, إنما تريد أن تتكرر. فإما أن يتوب الإنسان بعد سقطته, أو أنه يتساهل في عمل الخطية, فتتحول إلي عادة. وبهذا يخضع لسيطرتها ويصبح عبدا لها, ويرتكب الخطية بغير ارادته أحيانا ولايملك السيطرة علي نفسه.. كمن يقع في الغضب تلقائيا, ويثور دون ان يتحكم في أعصابه. أو كمن يخطيء في الكلام دون أن يتحكم في ألفاظه... أما الأبرار فهم في منتهي الحزم, لا يتساهلون مع أنفسهم. إنما لهم علي أنفسهم رقابة شديدة جدا: رقابة علي كل فكر, علي كل شعور, رقابة شديدة علي حواسهم, في حزم. ورقابة علي كل كلمة تخرج من أفواههم, وعلي كل تصرف. إنها رقابة من الضمير ساهرة في حرص, والنعمة تحفظها. لاتساهل إذن مع الخطية, اعتمادا, علي قوتك. ثقة منك أن الشيطان لايقدر عليك. فالذي لايحترص, ولايبعد عن العثرات, ولا يطلب معونة الله ليلا ونهارا, يمكن أن يسقط كما سقط من قبله أقوياء. إنك تكون في ملء قوتك حينما تبدأ الحرب الروحية من الخارج. وتكون أيضا في ملء عمل النعمة معك. ولكنك كلما تتساهل مع الخطية, تضعف قوتك, وتقل مقاومتك, ويزداد تأثير الخطية عليك, وتزداد سيطرتها علي تفكيرك وشعورك وإرادتك. إذ يكون فكر الخطية قد ثبت أقدامه داخلك, وحينما تحاول أن تخرج من نطاقه ومن مجاله, تجد عقبات وتدخل في صراع. وباستمرار التساهل, تجد قوتك قد فرغت, واستسلمت. كقطعة من الحديد وجدت نفسها في مجال المغناطيس. وتريد أن تخرج منه فلا تعرف. وأحيانا لاتريد. بل تجدد نفسها بكل مافيها منجذبة إليه!! كما أن تساهلك مع الخطية ـ ولو بالفكر ـ معناه أن مثاليتك بدأت تهتز. بدأت تتنازل عن المستوي العالي, وتسمح للشيطان بمكان داخلك. إن الشيطان في بدء حروبه معك, يحاول أن يختبرك ويجس نبضك, ليعرف نوعيتك: هل أنت سهل أمامه أم صعب؟ هل ترفض كل ما يعرضه عليك بحزم وبدون نقاش؟ أم تقبل؟ أم تتفاوض؟ أم تتساهل معه وتقابله في منتصف الطريق. لذلك نراك تتساهل مع أفكاره, حينئذ تسقط هيبتك أمامه, ويعاملك علي أساس هذه الخبرة. وحينئذ يتجرأ الشياطين ويتلاعبون بك. ويسلمك كل وحد منهم إلي الآخر لكي يلهو بك. ككرة قد نزلت إلي الملعب, واللاعبون يمررونها بينهم. احترس إذن لنفسك. فالذي يتساهل مع الخطية مرة يتعود التساهل ويتمادي فيه. لاتتساهل مطلقا مع الخطية مهما بدت أمامك بسيطة, فاعتبارك أنها بسيطة يقودك إلي التساهل. لا تحاول أن تقسم الخطايا إلي صغائر وكبائر. لاتقل هذا شيء بسيط وهذا أمر تافه لا يزعج الضمير, وهذه ليست خطية؟ وهذا التصرف لايعثرني, ولن يترك أثرا في نفسي. واعلم ان كثيرين قد سقطوا لعدم تدقيقهم فيما يفعلونه. واعلم ايضا ان الذي لايحترص من الصغائر, يمكن ان يسقط في الكبائر. وكل خطية هي تمرد علي الفضيلة, وانفصال عن العشرة مع الله. والخطية عموما هي ضعف ودنس. كثيرون مثلا يعتبرون ان اخطاء اللسان هي امور بسيطة لاتزعج ضمائرهم. بينما كل كلمة بطالة يتكلم بها الشخص, سوف يعطي عنها حسابا امام الله. وليست الكلمة البطالة هي فقط التي في مستوي الكذب والشتيمة والتجديف. إنما الكلمة البطالة هي كل كلمة ليست للمنفعة, وليست للبنيان. ولاشك أن الإنسان الذي يدقق في كلماته, ولا يتساهل مع أخطاء اللسان, فإنه بالتالي لم يتساهل مع العمل الخاطئ, والتدقيق الذي يتعوده يشمل كل حياته وكل تصرفاته. كن مدققا إذن في كل شيء. واعلم أن التساهل مع الشيء الصغير يجعله يكبر. والذي يتساهل في الخطوة الأولي يقع في الثانية ثم في الثالثة وإلي غير حد. واعلم ان التساهل قد يؤدي الي اللامبالاة, وإلي عدم الخوف من كسر وصايا الله. لأنك في تساهلك لست تتساهل فقط مع حروب الشياطين, أو مع نقاوة قلبك, إنما تتساهل بالأكثر في حقوق الله عليك, في وصاياه الإلهية. وإن سقطت في خطية لاتتساهل في معاقبة نفسك عليها, وفي توبيخ ذاتك بل في معاقبة نفسك أيضا. ولا تحاول أن تدلل ذاتك في سقطاتها وتلتمس لها عذرا وتخفف عنها! لأن الذي يتساهل في توبيخ نفسه علي خطاياه, ما أسهل ان يرجع إليها. وإن تعودت عدم التساهل مع الخطية, سوف تتعود أيضا التدقيق في القيام بواجباتك الروحية, وفي حرصك باستمرار علي خلاص نفسك والاستعداد لأبديتك. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تخف من حروب الشياطين فهي بلا قيمة |
حروب الشياطين |
طبيعة حروب الشياطين |
التساهل أم الحزم فى حروب الشياطين؟ |
طبيعة حروب الشياطين |