رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سبيل السياح نحو السماء
أيها الحكماء محبي الملك المسيحأن سبيل السياح نحو السماء ليس بنسك الجسد في ذاته والتعب الظاهر في تحمل المشقات بالصبر والتأني، بل بتكميل القداسة في مخافة الله: فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله (2كورنثوس 7: 1). لأن سعي كل من يسير في طريق البر هو اقتناء التقوى،لأنها - حسب طبيعتها الآكلة - تحرق الأفكار الرديئة وتفنيها كمثل النار التي تحرق الصدأ وتنظف الحديد من الأوساخ، فخوف الله (الذي هو التقوى الصالحة) يطرد كل رذيلة من الإنسان ويجعله إناءً للكرامة يسكنه نعمة الله، فيثمر لحساب مجد الله الحي الذي يتمجد فيه ويجعله منارة تُهدي خطوات الطالبين الرب والساعين لطريق البرّ. واعلموا يقيناً أيها الأحباءأن كل من يُريد أن يجد الله حاضراً عنده بملء مجده، وتصير صلاته فاعله ذات قوة وسلطان في حياته الشخصية فليتعلم من قول المرنم الذي اقتنى المخافة الإلهية وبها تكلم بورع أمام الله في محضره قائلاً: أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك، أسجد في هيكل قدسك بخوفك (مزمور 5: 7)، لأن الشرير هو الذي لا يتقي الرب ويقدسه في قلبه: ليس خوف الله قدام عيونهم (رومية 3: 18)، لذلك كونوا أبرار وقدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم (إشعياء 8: 13)، اتقوا الرب واعبدوه بالأمانة من كل قلوبكم، بل انظروا فعله الذي عظمه معكم (1صموئيل 12: 24) فأحبوا التقوى واطلبوهالأنها تأتي وتساكن من يطلبها بأمانة إخلاص قلبه ليلاً ونهاراً. لأنه قد ظهرت نعمة الله المُخلِّصة لجميع الناس. مُعلِّمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبرّ والتقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح. الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة. (تيطس 2: 11 - 14) |
|