ويُرسل الله إليك شخصاً يُزهر ما أذبلته الأيام في قلبك

[walaa farouk]

.
واحد من العاملين اللي شُغلِتهُم يتشعلقوا على العمارات الشاهقة الإرتفاع علشان ينضفوا شبابيكها من برة
، وهو مشغول بالصابون والكسَّاحة اللي في ايده بينضف القزاز، إتفاجىء بطفل، واضح من شكله إنه مريض سرطان
لفت نظره الشخص المتشعلق ده
فقام من سرير مرضه ووقف يتفرج عليه باندهاش
. إتأثر العامل وواضح إنه في ثواني فكر في فكرة تِفَرَّح الطفل ده وقام راسم بالصابون على القزاز، مكان ما الطفل واقف يتفرج بذهول،
برنيطة وراح مصوره ووراه صورته وهو لابسها
. الولد بقى يكركع من الضحك واختفى
لحظات رجع فيها العامل لشغلانته الصعبة
، بس لقاه رجع بمجموعة من اصحابه العيانين اللي معاه.
بص العامل لقاهم قدامه باصينله بتوقع
. وبسرعة بدأ بالصابون اللي على القزاز
يرسم لده شعر ولده شنب وللبنت فيونكة على البرنيطة اللي مغطية بيها راسها اللي مفيهاش شعر. وحوِّل نظرة الحزن والوجوم والألم اللي على وجوههم لضحك وكركعة وفرحة
إيه إتجاه القلب بتاع العامل ده؟؟ هو فإيه ولا فإيه؟؟
إزاي قلبه رق ومخه طق بالفكرة دي؟؟
إزاي بدل ما يكون قلقان على نفسه المتشعلقة
وشغلته الخطيرة دي اللي أكيد عايز ينهيها وينزل
، يقرر يتوقف وياخد الوقت علشان يضع بسمة وضحكة على شفاه أطفال مريضة، مرهقة ويائسة ويمكن يكون قدامها أيام وترحل من الدنيا؟
يمكن كمان يكون أهلهم تعبوا وأُرهِقوا
واتوجعوا كفاية بحيث نَفَسهُم اتقطع وأعوزتهم الطرق اللي يقدروا يخففوا بيها عن ولادهم ألمهم أو يقدروا يسعدوهم، ولو لوقت قليل.
إحنا فين من العامل الجميل ده؟ هل مَكفِيين على وشنا في حياتنا ومشغوليتنا ولا عندنا قلب مِفَتَّح طول الوقت بيدور على التعبان الغلبان علشان يتفنن في إدخال البهجة والفرحة لقلبه الحزين؟؟
بافتكر لحظات كده في حياتي وبافتكر طعم السعادة اللي حسّيت بيه ساعتها واللي بيفوق أي مشاعر فرحة ممكن نلاقيها في العالم.
طعم بيدوم في حلقك ولما ترجع تفتكره تحس إن دنيتك أشرقت من جديد بنفس إلإشراقة اللي نورت بيها قلب وحيد وحزين. شعور مُغلف بسلوفانة إبتسامة على وجه أبوك السماوي اللي باصص عليك من فوق وفرحان لإنه شاف فيك شبهه.
“فَلَمَّا رَآهَا ٱلرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لَا تَبْكِي».” (لوقا ١٣:٧).