رحلة فنية معمارية عبر أراضي الممالك في Game of Thrones

[Mary Naeem]

رحلة فنية معمارية عبر أراضي الممالك في Game of Thrones




Kings Landing




المكان الأكثر ظهوراً في المسلسل. تحوّل في الحقيقة المكان الحقيقي لموقع تصوير العاصمة والمنتمي للعصور الوسطى تدريجياً لتقديم مناظير مختلفة للمسلسل، موسماً بعد الآخر.
في الموسم الأول، تم الاستفادة من اللون الهادئ والدافئ لحجارة مالطة في اسبانيا لتصوير معالم الحياة في أكثر مدينة حضرية في المسلسل، مع تسليط الضوء على مشهد الإعدام في نهاية الجزء الأول وذلك في المعلم التاريخي Fort Manoel في مالطة.







أما في الموسم السادس، فإن الأسطح الحمراء وحجر الجدران الضخمة لمدينة دوبروفنيك في كرواتيا، جعلت منها موقعاً مثالياً لتصوير العاصمة وخاصة أثناء الحدث الأكبر والأقوى في الحلقة الأخيرة من هذا الجزء.
تلك المدينة الكرواتية التاريخية مع المناطق المحيطة بها تحتوي على عدة مواقع جيدة لتصوير على الصخور التي تعلو أمواج البحر المتوسط. فعلى جرف بارتفاع 125 قدم وجدران بعرض 40 قدم تقع القلعة الأثرية Fort Lovrijenac، أو ما يعرف بالمسلسل بـ Red Keep، مكان العرش الحديدي ومركز حكم الممالك السبعة.





Winterfell




التشابه الكبير بين أغلب المناطق في وينترفيل، بسمائها الرمادية وتلالها العاصفة بالرياح، جعلت من الطبيعة القاسية للمملكة المتحدة مكاناً مثالياً للتصوير، وبالتحديد في شمال إيرلندا واسكتلندا. في البداية، أناقة الموقع الأثري Castle Ward المبني بطراز كلاسيكي – قوطي والذي يميّز واجهة الخليج الأعظم لبريطانيا Strangford Lough جعلت منه الفناء السابق الخاص بعائلة ستارك.
أما معقل وينترفل فتمثّل بقلعة Doune في اسكتلندا. إذا لاحظت الصور سترى أن الخضار المحيط بالقلعة يبعث الفرح والراحة في النفس، لذلك تم تعديل ألوانه بدرجة كبيرة نحو الألوان الداكنة، فالنضال من أجل السيطرة على الشمال أسفر عن الكثير من العنف والضحايا، وهو ما لا يتناسب مع الألون النقية والفاتحة.





Meereen




المدينة المشهورة بخليج العبيد ذات التفاصيل المعقدة والمستلهمة من عدة تصاميم تتدرّج بين أهرامات حضارة المايا إلى مساكن القرن العشرين. تعيش الطبقة الغنية في أهرامات مهيبة موصولة مع بعضها بشبكة من الحجارة القديمة كنوع من التحصينات. ولتحقيق هذه الروعة البصرية تم تصوير مشاهد ميرين في قلعة Klis في كرواتيا وهو بناء قديم من القرون الوسطى بعمر 2000 سنة.







مسكن كاليسي الهرمي مستلهم من Millard House للمعماري فرانك لويد رايت، والواقع في مدينة كاليفورنيا الأميركية، وخاصة من خلال حجارة الشرفة المنحوتة والبلاط، في حين أن الزجاج يعكس الطراز المعماري الأميركي المشهور في عمل النوافذ، وهو ما مثّل خلفية رائعة لمكان المفاوضات السياسية لأمّ التنانين.





Braavos




تستلهم مدينة برافوس الحرّة هندستها وعمارتها من المدن المرفئية على ساحل البحر المتوسط كمدينة البندقية، التي تتكون من عدد من الجزر المتصلة مع بعضها بشبكة من الجسور الحجرية الصغيرة.
في الموسم الخامس، عاد طاقم العمل إلى كرواتيا وتحديداً إلى مدينة Ibenike التي تنتمي للقرون الوسطى، والتي تحتوي على 4 قلاع.
أثناء تنزهك في شوارع هذه المدينة القديمة، ربما ستعثر على المنزل الخرافي، منزل الأبيض والأسود، وقاعة الأقنعة.
على مدخل المدينة، ينتصب النصب الأثري العملاق لبرافوس، والذي هو في الحقيقة نسخة مطوّرة عن تمثال روديس القديم، أحد عجائب الدنيا السبع.







ربما تتعجب من المقياس الضخم لهذا التمثال والذي يعتبر أحد أضخم الهياكل في المسلسل، إلا أنه ليس بعيدًا عن الواقع. يخطط حتى أحد المهندسين لإعادة انشاء تمثال روديس، الذي سيكون أحد المعالم الأثرية شبه الكلاسيكية للقرن الـ 21.


Qarth




في أقصى الجنوب الشرقي لساحل ايسوس، يُشار إلى قارث كشعبها بـ “أعظم مدينة تم بناؤها على الإطلاق وستبقى كذلك”.
بعد هذا الوصف، من المؤكد أن مدينة كهذه ستكون بساحات وأروقة وأعمدة خلابة، وهذا ما دفع طاقم العمل للسفر إلى كرواتيا مرّة أخرى لتصوير مشاهد قارث، وتحديداً في جزيرة Lokrum ذات المناظر الساحرة، في البحر الأدرياتيكي.
دير جزيرة لوكروهم كان هو الجهة الرئيسية في رحلة كاليسي، أما من ناحية أخرى، فقد كان قصر Rector الرائع مكان استضافة كاليسي من قبل ملك التوابل.








يقع القصر في أرض كرواتيا الرئيسية وتحديداً في Dubrovnik، القصر مشهور بعمارته الفريدة وقاعاته الخلابة. الفراغ المشمّس، والمحاط بالأروقة والدرج الحجري المزخرف، يختصر روعة Qarth ويعكس تلك المدينة كواحدة من أجمل المدن في عالم Game of Thrones، والتي تحظى بجمال ساحر لدرجة تجعلك تسارع إلى الطائرة، أو تمتطي التنّين، وتطير إلى تلك المدن الرائعة التي تقع في أقاصي البحر الأبيض المتوسط.
نرى هنا مرّة أخرى كيف تجتمع الفنون المختلفة خلف عدسة الكاميرا من أجل تقديم اللوحة الفنيّة النهائية المتمثلة في المسلسلات والأفلام، وإن العمارة في Game of Thrones ما هي إلا نموذج إبداعي من الدقّة في عالم الشاشة الصغيرة.