![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 56. كانت هذه هي النصيحة التي أعطاها لمن آتو إليه. وكان يعطف علي المتألمين، ويصلي معهم، وكثيرا ما استجاب له الرب عن الكثيرين. ومع ذلك فإنه لم يفتخر إذا استجيب له، ولا تذمر إذا لم يستجيب. ولكنه كان يشكر الرب دواماً، ويطلب من المتألم أن يصبر ويعرف أن الشفاء لا يتوقف عليه ولا علي أي إنسان، بل هو من الرب وحده، الذي يفعل الخير وقتما يريد ولمن يريد. ولذلك كان المتألمون يقبلون كلمات الشيخ كأنها شفاء، عالمين بأنهم يجب أن لا يكونوا كسيري النفس، بل بالأحرى طوال الأناة. أما الذين كانوا يشفون فقد أمروا بتقديم الشكر لله وحده لا لأنطونيوس
57. كان هناك يشخص يدعي فرونتو وكان ضابطا في البلاط الملكي، ومصابا بمرض شديد، لأنه كان يعض لسانه، وكان يخشي أن يؤذي عينيه. وإذ أتي إلى الجبل طلب من أنطونيوس أن يصلي لأجله أما أنطونيوس فقال له: "انصرف فتشفي" ولكن أنطونيوس إذ كان منحصرا بالروح، وظل داخل صومعته بضعة أيام، قال له: "إن مكثت هنا لا يمكن أن تشفي، فاذهب وعندما تدخل أرض مصر سوف ترى الآية تمت فيك". فآمن وانصرف. وحالما أبصرت عيناه أرض مصر شفيت أمراضه، وأصبح صحيحا وفقاً لكلمة أنطونيوس التي أعلنها له المخلص في الصلاة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 58. وكانت هناك أيضا فتاه من "بوسيربس طرابلس[108]" مصابة بمرض شنيع جداً. لأنه كان يسيل من عينيها وأنفها وأذنيها سائل إذا سقط علي الأرض تحول في الحال إلى دود وكانت مشلولة، ومصابة بمرض في عينيها. وإذ سمع والداها، وكانا يؤمنان بالرب الذي شفي المرأة نازفة الدم[109]، أن رهبانا ذاهبين إلى أنطونيوس، طلبا منهم أن يسمحوا لهما بالسفر معهم برفقة ابنتهما. ولما سمحوا لهما بقي الوالدان وابنتهما خارج الجبل مع بفنوتيوس المعترف والراهب. أما الرهبان، فدخلوا إلى أنطونيوس، ولما أرادوا إخباره بحالة الفتاة سبقهم وقص عليهم أنباء آلام الفتاة، وكيف أنها سافرت معهم. وعندما طلبوا السماح لها بالدخول رفض أنطونيوس قائلا: "أذهبوا، وأن لم تجدوها قد ماتت فستجدونها شفيت. لأن إتمام ذلك ليس لي حتى تأتى إلى أنا الإنسان الشقي، لكن شفاءها هو عمل المخلص الذي يظهر رأفته في كل مكان لكل الذين يدعونه. لذلك أصغى الرب إليها عندما صلت، وقد أعلنت إلىَّ رحمته أنه سوف يشفي الفتاة حيث هي الآن". وعندئذ تملكهم العجب. ولما خرجوا وجدوا والديها فرحين، والفتاه قد شفيت.
59. وكان هناك أخوان قادمين إليه وأعوزتهما المياه في الطريق. فمات أحدهما، وكان الآخر علي وشك الموت، لأنه لم تكن له قوة علي استمرار المسير، بل رقد علي الأرض متوقعاً الموت. أما أنطونيوس فإذ كان جالسا علي الجبل، دعا راهبين تصادف وجودهما وأمرهما قائلا: "خذا جرة ماء واركضا في الطريق إلى مصر. لأن أحد الرجلين الذين كانا قادمين قد مات فعلاً، وسيموت الآخر إن لم تسرعا إليه. لأن هذا قد أعلن إلي وأنا أصلي". لذلك ذهب الراهبان، ووجدوا واحداً ميتا فدفناه. وأنعشا الآخر بالماء، وأخذاه إلى الشيخ، لأن الطريق كان سفر يوم. أما أن سأل أحد لماذا لم يتكلم قبل أن يموت الآخر، وجب أن لا يوجه سؤال كهذا. لأن قصاص الموت لم يكن من أنطونيوس، بل من الله الذي نقل الواحد وأعلن حالة الآخر. أما وجه العجب هنا فهو فقط في حالة أنطونيوس، لأنه إذ كان جالسا علي الجبل كان قلبه متيقظا وأعلن له الرب أشياء بعيدة . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 60. ومرة أخري كان جالساً علي الجبل، وتطلع إلى فوق. فرأى في الهواء شخصا محمولاً إلى أعلي، وكان هنالك فرح عظيم بين الذين قابلوه. ولما تعجب وحسب أمثال هؤلاء مباركين صلي لكي يعرف حقيقة الأمر. ولحال جاءه الصوت: "هذه نفس أمون راهب نيترا[110] أما أمون هذا فكان قد لبث في النسك إلى سن الشيخوخة. وكانت المسافة من نيترا إلى الجبل الذي كان فيه أنطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوماً. ولما رأى رفقاء أنطونيوس أنه منذهل سألوه ليعرفوا السبب، فعلموا أن أمون مات تواً. وكان اسمه ذائع الصيت لأنه طالما مكث هناك، وجرت علي يديه آيات كثيرة، هذه إحداهما: أراد آمون مرة أن يعبر نهر ليكوس (وكان وقتئذ في فيضانه) فطلب من زميله تيودوروس أن يبقي بعيداً، لكي لا يرى أحدهما الآخر عاريا عند اجتياز الماء عائمين. ولما انصرف تيودورس خجل أمون حتى من أن يري نفسه عارياً. وبينما كان متفكراً وهو ملئ بالخجل حمل إلى الشاطئ الآخر بغتة. أما تيودورس إذ كان رجلا صالحاً. فأقترب ورأى أن آمون عبر أولاً دون أن تسقط منه نقطة ماء. فسأله كيف عبر ولما رأي أن آمون لا يريد أن يخبره أمسك بقدميه. وصرح بأنه لن يطلقه قبل أن يعرف منه الحقيقة. ولما رأى أمون تصميم تيودوروس في إلحاحه، طلب منه أن لا يخبر أحداً قبل موته، وأخبره بأنه قد حمل، ووضع علي الشاطئ الآخر. وأنه لم يضع حتى قدميه علي الماء، وأن ذلك لم يكن ممكنا لأى إنسان بل للرب وحده، ومن يسمح هو لهم، كما فعل مع الرسول العظيم بطرس[111]، وعلي ذلك لم يخبر تيودورس بهذا إلا بعد موت أمون .
أما الرهبان الذين تحدث إليهم أنطونيوس عن موت آمون فقد سجلوا يوم الوفاة، ولما وصل الأخوة من نيترا بعد ذلك بثلاثين يوما سألوهم فعلموا أن آمون رقد في اليوم والساعة التي رأي فيها الشيخ نفسه محمولا إلى فوق. فتعجب هؤلاء وغيرهم من طهارة نفس أنطونيوس. وكيف أنه علم في الحال ما حدث علي مسافة سفر ثلاثة عشر يوما. ورأي النفس وهي صاعدة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 61. وأيضا إذ وجد الكونت أرخيلاوس في إحدى المرات في الجبل الخارجي طلب منه مجرد الصلاة من أجل بوليكراشيا من لاودكية، وهي فتاة شريفة مسيحية، وكانت تتألم آلاماً شديدة في معدتها وجنبها بسبب الإفراط في النسك، وكانت ضعيفة الجسد جداً لذلك صلي أنطونيوس. وسجل الكونت تاريخ تقديم الصلاة، ولما انصرف إلى لاودكية وجد الفتاه قد شفيت. وعندما سأل عن وقت شفائها من ضعفها قدم الورقة التي كتب عليها وقت الصلاة. وإذ قرأها تبين أنها شفيت في ذات الوقت فتعجب الجميع لما عرفوا أن الرب قد شفاها من آلامها في الوقت الذي كان أنطونيوس يصلي فيه ويتوسل إلى صلاح المخلص من أجلها.
62. أما عن الذين أتوا إليه فكثيرا ما كان يتنبأ عن سبب مجيئهم قبل وصولهم ببضعة أيام، أو بشهر في بعض الأحيان. فالبعض إنما جاءوا لمجرد رؤيته. وآخرون بسبب ما حل بهم من أمراض، وغيرهم لأنهم كانوا يتألمون من الأرواح الشريرة والجميع لم يحسبوا مشقه السفر تعباً أو خسارة ، لأن كل واحد عاد واثقا أنه نال فائدة. ولكن رغم أنهم قالوا مثل هذه الأقوال، ورأوا مثل هذه المناظر. فإنه اعتاد أن يطلب منهم بأن لا يتعجبوا منه من أجل هذا، بل بالأحرى يجب أن يتعجبوا من أن الرب منح لنا نحن البشر أن نعرفه علي قدر طاقتنا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 63. ومرة نزل إلى الصومعة الخارجية في مناسبة أخرى، وطلب منه أن يدخل سفينة مع الرهبان، فلاحظ هو وحدة رائحة كريهة جداً، أما الذين كانوا علي ظهر السفينة فقالوا أن الرائحة الكريهة منبعثة من السمك المملح في السفينة. فأجاب بأن الرائحة تختلف عن هذا. وبينما هو يتكلم صرخ شاب فيه روح شرير كان قد جاء واختبأ في السفينة. ولما وبخ الشيطان باسم الرب يسوع المسيح انصرف عنه، وشفى الشاب، وعرف الجميع أن الرائحة الكريهة منبعثة من الشيطان.
64. وجاء أيضا شخص ذو مركز رفيع به شيطان، وكان الشيطان مرعبا جدا. حتى أن المريض لم يعلم أنه ذاهب إلى أنطونيوس، وكان يأكل حتى البراز الخارج من جسده، والذين أحضروه طلبوا من أنطونيوس أن يصلي من أجله، فشفق القديس علي الشاب وصلي لأجله، وسهر معه الليل كله، ونحو الفجر هجم الشاب علي أنطونيوس فجأة ودفعه، ولما غضب الذين جاءوا معه قال أنطونيوس"لا تغضبوا علي الشاب، لأنه ليس هو الذي عمل هذا بل الشيطان الذي فيه. وإذ وبخ الشيطان وأمر أن يذهب إلى أماكن مقفرة تهيج هياجا جنونيا. وفعل هذا. فاشكروا الرب لأن هجومه هكذا علامة علي انصراف الروح الشرير". ولما قال أنطونيوس هذا عاد إلى الشاب صحيحا في الحال، ورجع إليه عقله أخيرا، وعرف أين هو وحيا الشيخ وشكر الله . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 65. وقد روى الكثيرون من الرهبان ـ باتحاد في الرأي ـ أن أموراً كثيرة مماثلة تمت علي يديه. علي أن هذه لا تبدو عجيبة كثيرة كمسائل أخري معينة. لأنه في إحدى المرات عندما كان مزمعا أن يأكل وقام ليصلي نحو الساعة التاسعة أدرك بأنه قد أختطف بالروح. والعجيب أنه وقف ورأي نفسه كأنه خارج جسده، وأنه اقتيد في الهواء بواسطة أشخاص معينين. وبعد ذلك وقفت في الهواء كائنات أخرى مرعبة. وأرادت أن تعرقل مسيره، ولكن لما قاومها مرشدوه سألت عما إذا كان هو ليس مدينا لها. وعندما أرادت أن تخلص الديون منذ ولادته أوقفهم مرشدو أنطونيوس قائلين: "لقد مسح الرب خطاياه منذ ولادته، ولكن يمكنكم أن تحاسبوه منذ أن صار راهبا وكرس نفسه لله".
وبعد ذلك عندما اتهمته ولم تستطع إثبات أية تهمة عليه أصبح طريقه خالياً وأزيلت عنه كل العراقيل. وللحال رأي نفسه كأنه قد أتي إلى جسده، وأصبح أنطونيوس كما كان من قبل. وإذ نسي الأكل صار يئن ويصلي بقية النهار وطول الليل، لأنه دهش إذ رأي كيف أن مصارعتنا مع خصوم أشداء، وكيف أننا يجب أن نجتاز الهواء بجهود شاقة، ثم نذكر أن هذا هو ما قاله الرسول "حسب رئيس سلطان الهواء"[112]لأن العدو له فيه سلطان ليحارب ويحاول تعطيل الذين يجوزون فيه. ولذلك قدم النصيحة بكل قوة "احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير[113]. وذلك لكي يخزي المضاد إذ ليس له شئ رديء يقوله عنا [114]ونحن الذين تعلمنا هذا لنصغ إلى الرسول عندما يقول: "أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم" [115]أما أنطونيوس فقد رأي أنه أتي إلى الهواء، وصار يجاهد حتى تحرر. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 66. ثم أعطيت إليه أيضا هذه النعمة، وهى أنه عندما كان يجلس علي الجبل وحيداً. تحصل له حيرة في تأملاته، يعلن له هذا في الصلاة بواسطة العناية الإلهية، وتعلم الرجل السعيد من الله كما هو مكتوب.[116] وعندما كان يتناقش مرة مع بعض أشخاص أتوا إليه عن حالة النفس وعن طبيعة مركزها بعد هذه الحياة، ناداه واحد من فوق في الليلة التالية قائلا: "قم يا أنطونيوس وأفرح وأنظر" وإذ خرج (لأنه كان يعرف من ذا الذي يجب أن يطاع) تطلع إلى فوق فرأي واحداً واقفاً يصلي إلى السحاب، طويلا مرعبا، مزعجا، وآخرين صاعدين كأن لهم أجنحة. وبسط الشيخ يديه فصعد بعض الصاعدين بينما طار الباقون إلى فوق، وإذ خلا لهم الجو إلى السماء حملوا إلى فوق بلا عناء. عند ذلك صر المارد علي أسنانه، ولكنه شمت بأولئك الذين سقطوا. وللحال آتي الصوت إلى أنطونيوس: "أتفهم ما تري؟" فأنفتح ذهنه، وفهم أن هذا كان عبور النفوس وأن ذلك الكائن الطويل الذي وقف هو العدو الذي يحسد المؤمنين، وأن الذين أمسكهم وصدهم من العبور هم أتباعه، أما الذين عجز عن أن يمسكهم وهم يجتازون إلى فوق فهم الذين لم يخضعوا له.
وإذ رأي هذا، وكان يتذكره، كان يزداد جهادا كل يوم للتقدم إلى ما هو قدام. ثم أنه لم يكن يريد أن يتحدث عن هذه الرؤى. ولكنه عندما كان يصرف وقتا طويلا في الصلاة متعجبا ومتحررا، ويضغط عليه الذين معه بالأسئلة، كان يضطر إلى الكلام كأب لا يستطيع أن يخبئ شيئا عن أبنائه. وكان يعتقد أنه طالما كان ضميره خالصا فإن الشرح يقنعهم لكي يعرفوا أن النسك أثمر ثمار طيبة، وأن الرؤى كثيراً ما كانت عزاء عن أتعابهم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 67. يضاف إلى هذا أنه كان لين العريكة، متواضع الروح، لأنه مع وصوله إلى هذه الدرجة من السمو فقد حافظ علي قانون الكنيسة بكل تدقيق. وكان يميل إلى أن كل الأكليروس يجب أن يكرموا أكثر منه، وحتى إن جاءه شماس لطلب المساعدة كان يتناقش معه فيما ينفع، لأنه كثيرا ما سأل أسئلة، ورغب في أن يصغي لمن كانوا حاضرين. وأن قال أي واحد قولا نافعاً كان يعرف أنه قد استفاد.
وعلاوة علي هذا فقد كانت طلعته تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة وهذه النعمة أعطيت إليه أيضا من المخلص، لأنه كان إذا ما وجد وسط جماعة كبيرة من الرهبان، وأراد أحد أن يراه ممن لم يعرفوه سابقا، كان في الحال إذا ما مر بينهم يسرع إلى أنطونيوس كأنه قد انجذب بطلعته ومع أنه لم يتميز عن الباقين في الطول أو العرض إلا أنه تميز عنهم في رصانة الأخلاق وطهارة النفس، لأنه إذ خلت نفسه من كل شائبة صارت هيئته الخارجية هادئة وهكذا حصل من فرح نفسه علي طلعة بهجة. وكانت تتبين حالة روحة من حركات جسمه، كما هو مكتوب "عندما يكون القلب فرحا يكون الوجه مشرقاً، وحينما يكون حزينا يكون الوجه مكتئباً[117] هكذا عرف يعقوب الأفكار التى في قلب لابان وقال لزوجتيه: "أنا أرى أن وجه أبيكما ليس نحوي كأمس وأول من أمس. وهكذا عرف صموئيل داود لأنه كانت له عينان فرحتان وأسنان بيضاء كاللبن[118] وهكذا كان يعرف الناس أنطونيوس، لأنه لم ينزعج قط إذ كانت نفسه في سلام، ولم يكن ذليل النفس أبداً إذ كان قلبه جزلا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 68. وكان عجيبا جدا في الإيمان والتقوى، لأنه لم يختلط قطعا بالمنشقين الميليتين[119]، إذ عرف شرهم وارتدادهم من البدء. ولا دخل في صداقة مع "المانيين "[120]، أو غيرهم من الهراطقة إلا إذا أراد أن يقدم لهم النصيحة لكي يرجعوا إلى التقوى. لأنه كان يعتقد ويؤكد أن الاختلاط بهؤلاء مضر، بل مدمر للنفس.
بنفس هذه الكيفية أيضا كره هرطقة الأريوسيين. وكان ينصح الجميع بأن لا يقتربوا منهم، ولا يعتنقوا عقيدتهم المنحرفة ومرة عندما جاءه بعض الأريوسيين وسألهم، وعرف فسادهم. طردهم من الجبل قائلا أن كلماتهم أشر من سم الأفاعي. 69. وفي إحدى المرات أيضا إذ أكد الأريوسيين كذبا أن آراء أنطونيوس تتفق مع آرائهم استاء منهم وغضب عليهم. وبعد ذلك استدعاه الأساقفة وكل الأخوة، فنزل من الجبل، ولدى دخوله الإسكندرية[121] شجب الأريوسيين قائلاً: إن هرطقتهم هي آخر الهرطقات، وممهدة للمسيح الكذاب. وعلم الشعب أن ابن الله ليس مخلوقا، ولا ظهر إلى الوجود من العدم، ولكنه هو الكلمة الأزلي، وحكمة الأب، ومساو له في الجوهر. ولذلك فمن الكفر أن يقال "أنه كان هناك وقت لم يكن موجودا"، لأن الكلمة كائن بالتساوى مع الآب دواما. ولذلك فلا تكن لكم شركة قط مع الأريوسيين أشر الملحدين، لأنه لا شركة للنور مع الظلمة[122]، فأنتم مسيحيون صالحون، أما هم فعندما يقولون أن ابن الله الآب، كلمة الله مخلوق، فإنهم لا يخلفون عن الوثنيين، طالما كانوا يعبدون المخلوق دون الخالق[123]، بل ثقوا أن الخليقة نفسها غاضبة عليهم، لأنهم وضعوا الخالق رب الكل، الذى به وجدت كل الأشياء، في عداد تلك الأشياء التى خلقت. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 70. لذلك فرح كل الشعب لما سمعوا أن الهراطقة المضادة للمسيحية قد شجبها شخص كهذا. وركض كل شعب المدينة ليروا أنطونيوس. وجاء إلى الكنيسة اليونانية ومن يدعون كهنتهم قائلين: "نطلب أن نرى رجل الله". لأنهم هكذا لقبوه جميعاً، لأنه في ذلك المكان أيضا طهر الرب الكثيرون من الشياطين، وشفي المجانين. وطلب كثيرون من اليونانيين مجرد لمس الشيخ، معتقدين أنهم سيستفيدون. ويقيناً أنه اعتنق المسيحية في تلك الأيام القلية الكثيرون ممن كان يجوز أن يعتنقوها في سنة كاملة، وعندما ظن البعض أنه قد تعب من ازدحام الجماهير، وعلي هذا الأساس صرفهم عنه، قال دون أي اضطراب أن عددهم ليس أكثر من عدد الشياطين الذين صارع معهم في الجبل. 71. وعندما كان منصرفاً. وكنا نحن نعد له الطريق، ووصلنا[124]إلى البوابة، وصرخت امرأة من الخوف وقالت: "انتظر يا رجل الله، فإن ابنتي معذبة جدا من شيطان، أتوسل إليك أن تنتظر لئلا أؤذى أنا أيضا نفسي من الركض". ولما سمعها الشيخ. وسمع رجاءنا نحن أيضا. أنتظر بكل ارتياح. وإذ اقتربت المرأة انطرحت الفتاة علي الأرض. ولكن لما صلي أنطونيوس ودعا اسم المسيح، قامت الفتاه صحيحة إذ خرج منها الروح النجس، وباركت الأم الله، وقدم الجميع الشكر. وفرح أيضا أنطونيوس نفسه مرتحلا إلى الجبل، كأنه مرتحلا إلى بيته ووطنه. |
||||
![]() |
![]() |
|