منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2018, 11:37 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

مواهب‏ ‏الروح القدس

مواهب‏ ‏الروح القدس
المطران‏ ‏كريكور‏ ‏أوغسطينوس‏ ‏كوسا


"فيعلمكم‏ ‏جميع‏ ‏الأشياء"‏ (يوحنا ‏١٤ : ٢٦)
يشير‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بهذه‏ ‏العبارة‏ ‏إلى‏ ‏مهمة‏ ‏الروح‏ ‏القدس. ‏ومهمته‏ ‏تعليم‏ ‏المؤمن‏ ‏كل‏ ‏شيء ‏يتعلق‏ ‏بخلاص‏ ‏نفسه‏، ‏ويمنحه‏ ‏مواهبه‏ ‏السبع.‏ ‏وفيما‏ ‏نستعرض‏ ‏هذه‏ ‏المواهب‏ ونتبيّن‏ ‏ماهيتها‏، نسأل‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يفيض‏ ‏علينا‏ ‏روحه‏ ‏القدوس‏ ‏لنفهم‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏يضمن‏ ‏لنفوسنا‏ ‏الخلاص‏ ‏الأبدي‏.‏
‏١- ‏ما‏ ‏هي‏ ‏المواهب‏
يحدد‏ ‏القديس‏ ‏توما‏ ‏الأكويني‏ ‏مواهب‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏بقوله: "‏أنها‏ ‏كمالات‏ ‏تُهيّء ‏الإنسان‏ ‏لاتباع‏ ‏إلهامات‏ ‏الروح‏ ‏القدس"‏. ‏فمواهب‏ ‏الروح‏ ‏إذاً‏ استعدادات‏ ‏تقوية‏ ‏تميل‏ ‏بالنفس‏ ‏إلي‏ ‏الإصغاء‏ ‏إلي‏ ‏إلهامات‏ ‏الروح‏ ‏والعمل‏ ‏بها. ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏وإن‏ ‏جمّلت‏ ‏نفسه‏ ‏النعمة‏، ‏وزينتها الفضائل‏، ‏يبقى‏ ‏معرّضاً‏ ‏للخطأ‏. ‏إرادته‏ ‏لا‏ ‏تزال‏ ‏ضعيفة‏ ‏وعقله‏ ‏عرضة‏ ‏للضلال‏. ‏وكثيرا‏ً ‏ما‏ ‏ينجرف‏ ‏في‏ ‏تيار‏ ‏الأهواء‏ ‏الصاخب. ‏ولا‏ ‏يقوى‏ ‏على‏ ‏تقديس‏ ‏نفسه‏ ‏إلا‏ ‏بمعونة‏ ‏الروح. ‏فالروح‏ ‏عندما‏ ‏يسكن‏ ‏نفس‏ ‏المؤمن‏ ‏يفيض‏ ‏عليها‏ ‏مواهبه‏ ‏السبع، و‏يخلق‏ ‏فيها‏ ‏جواً‏ ‏روحياً‏ ‏مؤاتياً‏ ‏يُسهّل‏ ‏عمل‏ ‏الخلاص.
‏٢- ‏عدد‏ ‏المواهب‏
ليست‏ ‏مواهب‏ ‏الروح‏ ‏مقصورة‏ ‏على‏ ‏سبع‏ ‏فقط، ‏ولكن‏ ‏العدد‏ ‏سبعة‏ ‏كثيرا‏ً ‏ما‏ ‏يدل‏ ّ‏في‏ ‏التوراة‏ ‏على‏ ‏ملء‏ ‏الكمال. ‏وقد‏ ‏أشار‏ ‏إليه‏ ‏اشعيا ‏النبي‏ ‏عندما‏ ‏تنبأ‏ ‏عن‏ ‏المسيح‏ ‏بقوله‏: "ويخرج‏ ‏قضيب‏ ‏من‏ ‏جذر‏ ‏يسّى‏ ‏وينمي‏ ‏فرع‏ ‏من‏ ‏أصوله‏، ‏ويستقر‏ ‏عليه‏ ‏روح‏ ‏الرب‏، ‏روح‏ ‏الحكمة‏ ‏والفهم، ‏روح‏ ‏المشورة‏ ‏والقوة، ‏روح‏ ‏العلم‏ ‏وتقوى‏ ‏الرب‏، ‏ويتنعّم‏ ‏بمخافة‏ ‏الرب"‏ (‏اشعيا ١١: ١). وكل موهبة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المواهب‏ ‏السبع تمد‏ّ ‏النفس‏ ‏بنور‏ ‏خاص.‏

- الحكمة‏: ‏تساعد‏ ‏الإنسان‏ ‏على‏ ‏معرفة ‏الأمور‏ ‏الإلهية‏ ‏والتعمق‏ ‏فيها‏ ‏واستساغتها‏ ‏‏‏كما‏ ‏يقول‏ ‏صاحب‏ ‏المزامير: "‏أنظروا‏ ‏ما‏ ‏أطيب‏ ‏الرب‏" (مزمور‏٣٣ : ٩)، ‏فنفضل‏ ‏خدمة‏ ‏الله‏ ‏والسكن‏ ‏في‏ ‏بيته‏ ‏على‏ ‏اختيار غنى‏ العالم‏ ‏والانغماس‏ ‏في‏ ‏ملاذه‏، مردّدين‏ ‏مع‏ ‏النبي‏ ‏داود‏: "‏ما‏ ‏أحب‏ ‏مساكنك‏ ‏يارب‏ ‏الجنود... ‏ان‏ ‏يوما‏ ‏في‏ ‏ديارك‏ ‏خير‏ ‏لي‏ ‏من‏ ‏ألف"‏ (‏مزمور‏ ٨٣: ٢و١١).

- الفهم:‏ ‏يساعدنا‏ ‏على‏ ‏تفهّم‏ ‏الكتب‏ ‏المقدّسة‏ ‏والتعمق‏ ‏في‏ ‏حقائق‏ ‏الإيمان. ‏ونحن‏ ‏لا‏ ‏نّدعي‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الهبة‏ ‏تمكّن‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏فهم‏ ‏أسرار‏ ‏الدين‏ ‏في‏ ‏جوهرها‏، ‏ولكنها‏ ‏تمدّ‏ ‏العقل‏ ‏بنور‏ ‏روحي‏ ‏يتمكن‏ ‏معه‏، ‏إذا ‏ ‏قرأ‏ ‏مقطعاً‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏ ‏مثلا‏، ‏يفهمه‏ ‏حق‏ ‏الفهم‏، حتى ‏ولو‏ ‏لم‏ ‏ينتبه‏ ‏إليه‏ ‏سابقاً‏ ‏رغم‏ ‏قراءته‏ ‏للنص‏ مرات عديدة، ‏فيتخذ‏ ‏له‏ ‏منه‏ ‏منهجاً‏ ‏يسير‏ ‏عليه‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏الروحية‏. ‏وقد‏ ‏أوتي‏ ‏هذه‏ ‏الهبة‏ ‏جميع‏ ‏اباء الكنيسة ‏الذين‏ ‏شرحوا‏ ‏العقيدة‏ ‏الدينية‏ ‏وقرّبوها‏ ‏من‏ ‏اذهان‏ ‏المؤمنين‏ "لأن‏ ‏الروح‏ ‏يفحص‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏حتى ‏عن‏ ‏أعماق‏ ‏الله"‏ (قورنتس الأولى ٢: ١٠).
- المشورة‏: ‏تُجنّب‏ ‏الإنسان‏ ‏الطيش‏ ‏والتسرّع‏ ‏والإدعاء‏ ‏وأخطاره‏ ‏على‏ ‏الحياة‏ ‏الروحية‏، ‏فالذي‏ ‏يتخذ‏ ‏قراراته‏ ‏دون‏ ‏استلهام‏ ‏الله‏ ‏والعودة‏ ‏إليه‏، ‏يقع‏ ‏في‏ ‏ضلال‏، ‏فهو‏ ‏يعبد‏ ‏نفسه‏ ‏ويعظمّها‏، ‏وعليه‏ ‏أن‏ ‏يعبد‏ ‏الله‏ ‏ويمجّده‏، "لأن‏ ‏كل‏ ‏عطية‏ ‏صالحة‏ وكل ‏موهبة‏ ‏كاملة‏ ‏هي ‏من‏ ‏لدنك يا ابا‏ ‏الأنوار". ‏والمسيح‏ ‏نفسه‏ ‏أعطانا‏ ‏مثلاً‏ ‏في‏ ‏ذلك‏، ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏يعمل ‏شيئا‏ ‏دون‏ ‏استشارة‏ ‏أبيه‏، ‏وقد‏ ‏قال‏ ‏‏عن ‏نفسه: "لا‏ ‏يستطيع‏ ‏الابن‏ ‏أن‏ ‏يصنع‏ ‏شيئاً‏ ‏من‏ ‏عنده‏ ‏إلاّ‏ ‏إذا‏ ‏رأى‏ ‏الأب‏ ‏قد‏ ‏صنعه‏" (‏يو‏حنا ٥: ١٩).
- القوة‏: تمكن‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏العمل‏ ‏برغائب‏ ‏الله‏ ‏ومجابهة‏ ‏الشدائد‏ ‏واحتمال‏ ‏المحن‏ ‏والمصائب‏، ‏فنشعر‏ ‏مهما‏ ‏صعبت‏ ‏الدنيا‏ ‏امام‏ ‏وجوهنا‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏معنا‏، كما فعل الله مع ‏موسى‏ ‏يوم‏ ‏كلّفه‏ ‏بإخراج‏ ‏الشعب‏ ‏الإسرائيلي‏ ‏من‏ ‏مصر: "اني‏ ‏أكون‏ ‏معك‏" (‏خروج ‏٣ :١٣). ‏ونقوى‏ ‏على "‏طاعة‏ ‏الله‏ ‏لا‏ ‏الناس‏" (‏أعمال ٤: ١٩)، ‏ولو‏ ‏كُلّفنا‏ ‏سفك‏ ‏الدماء. ‏وقد‏ ‏أوتي‏ ‏جميع‏ ‏الشهداء‏ ‏هذه‏ ‏القوّة‏ ‏فآثروا‏ ‏الموت‏ ‏على‏ ‏الكفران‏ ‏بالله‏.
- العلم‏: ‏يرينا‏ ‏الأشياء‏ ‏على‏ ‏نور‏ ‏روحي‏ ‏سامٍ. ‏إن‏ ‏المُلحد‏ ‏يرى‏ ‏الطبيعة‏ ‏والناس‏ ‏بنوره‏ ‏الطبيعي‏، أما‏ ‏المؤمن‏ ‏فيرى ‏ذلك‏ ‏بالنور‏ ‏الذي‏ ‏يفيضه‏ ‏عليه‏ ‏الروح‏ ‏القدس. ‏فيرى‏ ‏في‏ ‏الطبيعة‏ ‏والناس‏ ‏صورة‏ ‏الله، ‏فيجتنب‏ ‏ما‏ ‏من‏ ‏شأنه‏ ‏أن‏ ‏يوقعه‏ ‏في‏ ‏مهاوي‏ الظلام و‏الضلال‏، ‏ويمشي‏ ‏إلى‏ ‏غايته‏ ‏الأخيرة‏ ‏معتمداً‏ ‏لها‏ ‏الوسائل‏ ‏الناجعة‏ ‏التي‏ ‏توصله‏ ‏إليها‏.
‏- ‏التقوى: وهي‏ ‏أثمن‏ ‏هبات‏ ‏الروح‏، ‏تشدّد‏ ‏العزيمة‏ ‏وتقوّي‏ ‏النفوس‏ ‏الضعيفة، كما‏ ‏يقول‏ ‏بولس‏ ‏الرسول: "إن‏ ‏الروح‏ ‏يأتي‏ ‏لنجدة‏ ‏ضعفنا" (‏رومة ٨: ٢٦). ‏والتقوى‏ ‏تُهيمن‏ ‏على‏ ‏علاقات‏ ‏الإنسان‏ ‏بالله‏ ‏وتوطّدها‏ ‏على‏ ‏أسس‏ ‏صحيحة‏ ‏ثابتة. ‏فهي‏ ‏إذاً‏ ‏مزيج‏ ‏من‏ ‏عبادة‏ ‏واحترام‏ ‏بنوي‏ ‏للآب‏ ‏السماوي‏.
- ‏الخوف: الخوف‏ ‏أخيرا‏ ‏لا‏ ‏ينافي‏ ‏التقوى، ‏ولا‏ ‏نعني‏ ‏بالخوف‏ ‏خوف‏ ‏القصاص‏ ‏وهو‏ ‏خوف‏ ‏العبيد‏، ‏بل‏ ‏نعني‏ ‏خوف‏ ‏إهانة‏ ‏الله‏ ‏بالخطيئة‏، ‏وهو‏ ‏خوف‏ ‏البنين. ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الخوف‏ ‏الذي‏ ‏تحدّث‏ ‏عننه‏ ‏اشعيا‏ ‏النبي عندما‏ ‏قال‏ ‏عن السيد‏ ‏المسيح: "‏انه‏ ‏يتنعم‏ ‏بمخافة‏ ‏الرب‏" (اشعيا ١١ : ٣). وهو‏ ‏الخوف‏ ‏الذي‏ ‏يشعر‏ ‏به‏ ‏الملائكة‏ ‏في‏ ‏حضرة‏ ‏الله‏، ‏ومصدره‏ ‏الاحترام‏ والتكريم ‏والعبادة‏.‏ ‏كما يعلمنا ‏ كتاب‏ ‏المزامير‏ ‏بقوله: "‏مخافة ‏ ‏الرب‏ ‏طاهرة‏ ‏ثابتة‏ ‏إلى ‏الأبد‏" (‏مزمور‏ ١٨: ١٠)، ‏وعن‏ ‏روح‏ ‏الخوف‏ ‏هذا‏ ‏تحدّث‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏ كذلك قائلاً: "لم‏ ‏تتلقّوا‏ ‏روحاً‏ ‏يستعبدكم‏ ‏ويردكم‏ ‏إلى ‏الخوف‏، ‏بل‏ ‏روحاً‏ ‏يجعلكم‏ ‏أبناء‏ ‏وبه‏ ‏ننادي: ‏يا‏ ‏ابتا‏ه" (‏رومة ٨ : ١٤).
خاتمة‏:
نسأل‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يفيض‏ ‏علينا‏ ‏روحه‏ ‏القدوس‏ ‏ومواهبه‏، ‏ويثمر‏ ‏فينا‏ ‏تلك‏ ‏الثمار‏ ‏التي‏ ‏أشار‏ ‏إليها‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏بقوله: "‏أما‏ ‏ثمار‏ ‏الروح‏ ‏فهي: المحبة‏ ‏والفرح‏ ‏والسلام‏ ‏وطول‏ ‏الأناة‏ ‏واللطف‏ ‏ودماثة‏ ‏الأخلاق‏ ‏والأمانة‏ ‏والوداعة‏ ‏والعفاف"‏ (‏غلا‏طية ٥ : ٢٢)، ‏فتتفجر‏ ‏في‏ ‏أعماقنا‏ ‏أنهار‏ ‏ماء‏ ‏الحياة‏ ‏التي‏ ‏دعاها‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بقوله‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏المظال: ‏"من‏ ‏آمن‏ ‏بي‏ ‏فليشرب‏"، ‏وكما‏ ‏ورد‏ ‏في‏ ‏الآية: "ستجري‏ ‏من‏ ‏جوفه‏ ‏أنهار‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏الحيّ، وأراد‏ ‏بذلك‏ ‏الروح‏ ‏الذي‏ ‏سيتلقاه‏ ‏المؤمنون‏ ‏به‏" (‏يوحنا ٧ : ٣٨ و ٣٩).
اللّهم‏ ‏امنح‏ ‏مؤمنيك‏ ‏المواهب‏ ‏السبع، ‏هَب‏ ‏لنا‏ غاية‏ ‏الخلاص‏، ‏أعطنا ‏الفرح الحقيقي ‏والأبدي.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صلاة للروح القدس: هلّم أيها الروح القدس
‏الروح تألف من يُطمئِنها
لنطلب من الروح القدس أن يقودنا _ صلاة رائعة للروح القدس
الصلاة لطلب الروح القدس والمعمودية بالروح القدس
الفرق بين الروح القدس كأقنوم والروح القدس كمواهب


الساعة الآن 02:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024