رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هكذا يكونُ مَصيرُ هذا الجِيلِ الشِّرّيرِ انجيل القديس متى ١٢ / ٤٣ – ٤٥ ” إذا خرَجَ الرّوحُ النَّجِسُ مِنْ إنسان، هامَ في الصَّحارى يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها، فيقولُ أرجِــعُ إلى بَيتي الَّذي خرَجتُ مِنهُ. فيَرجِــعُ ويَجدُهُ خاليًا نَظيفًا مُرتَّبًا. فيَذهَبُ ويَجيءُ بسبعَةِ أرواحٍ أخبثَ مِنهُ، فتدخُلُ وتَسكُنُ فيهِ. فتكونُ حالُ ذلِكَ الإنسانِ في آخِرها أسْوأَ مِنْ حالِهِ في أوَّلِها. وهكذا يكونُ مَصيرُ هذا الجِيلِ الشِّرّيرِ.” التأمل: “هكذا يكونُ مَصيرُ هذا الجِيلِ الشِّرّيرِ…” أيها الروح النجس أنا لست لك، ولن تجد الراحة معي… قلبي ليس لك، فإذا أغويته يوماً بألاعيبك الجهنمية، لن يخفق لك ثانيةً، ولن تجده فارغاً، فهو مليءٌ بالحب وبدماء من افتداني على الصليب… بيتي ليس لك، فإذا زرته يوماً لن تملك فيه لحظة واحدة، فهو صحراءٌ قاسية لكل الأفاعي أمثالك… نظري ليس لك، لا تستهويني قذاراتك، فقد عوّدت عينيّ على التأمل بجمال الخالق في مخلوقاته، وأنتَ بنظري منحطٌ بشع مقيتٌ، أفعى مسكنها جوف الارض وليس القلوب، تُداس وتدفن كالقذارة ولا توضع إكليلاً على الرؤوس، فإكليل مجدي هو رب المجد… سمعي ليس لك، لا يُطربني كِفرُك… فمن تعوّد على سماع أناشيد الملائكة في الكنائس وتذوّق عذوبة كلمة الله في الكتاب المقدَّس سيسدّ أذنيه عند سماع نباحك… نفسي ليست لك، فقد تنقّت بمياه المعمودية، وتباركت بزيت المسحة الإلهية، وتعطّرت بذخائر القديسين وتسلحت بأسرار الكنيسة، واتشحت بثوب العذراء وحملت زنبقة الطهر، زنبقة يوسف بوجهك… لن تسود في حياتي، رغماً عنك كل جزءٍ فيها هو تحت سيادة الله، وكل فراغٍ فيها مملوءٌ من حضوره الجميل، لن تجد الراحة في مملكة الصليب، بل التعاسة والشقاء والزوال الحتمي… إطمأني يا نفسي لأنك محصّنة بالقربان ومسيّجة بالصلبان، فأنت عصيّة بإرادة الرب على كل روح شرير… آمين. |
|