كم من الأشخاص تعرفت عليهم في هذه الحياة، إما عن طريق الصدفة أو بطرق أخرى عديدة. هل تتذكّر من منهم ترك أثرا مميزا في قلبك وفكرك وضميرك، هل تتذكّر شخصا منهم جميعاً
إستطاع أن يزيل عنك أحمالك وتعبك وهمومك، هل تتذكر فردا واحدا إستطاع أن يمنحك أماناً واطمئنانا، أو منحك غفراناً لخطاياك.
مهما سمت مرتبة الإنسان في هذه الأرض الفانية، ومهما علت سلطته الدنيوية، إن كان رئيسا أو زعيما على أمم وشعوب، وإن كان صاحب ممتلكات كبيرة وصاحب أموال مكدسة، لم ولن يستطيع أن يمنح النفس البشرية أملاً في ضمان الحياة الثانية مع الله، فمحدودية الإنسان لا تعطيه القدرة أن يغيّر شيئا من حالة الشخص الأخر الروحية الساقطة في الخطية " أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ." مزمور 22: 6. لهذا سيبقى الإنسان يدور في دوامة حول نفسه من دون حلول لمآسيه ولأحماله الثقيلة ولخطاياه. فاذا لم يتقابل ولم يتعرف على الشخصية الأعظم في هذا الكون التي وحدها تستطيع أن تغيّر وتبدّل وتخلق من جديد، سيظل هذا الإنسان مستلقّيا في وادي الموت روحيا. فهذه الشخصية المميزة ارتضت أن تحمل الخطايا لتحرر النفس البشرية. " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا" يوحنا 8: 36. هل تقابلت مع المسيح شخصيًا؟
وسط البحر وقف وصرخ عليه فأسكته، وفي غرفة الصبية الممدوة على السرير حيث خطفها الموت من بين يدي أهلها الذين يبكون عليها إنتصر على أكبر عدو وأقامها من جديد من بين براثم ظلمة الموت الحتمي "فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: «يَا صَبِيَّةُ، قُومِي!»." لوقا 54:8. ومن داخل المنزل الملىء بالحشد حيث أنزل الرجال الأربعة ذلك المفلوج الحزين من السقف ووضعوه بين يديه، ظهرت *قدرته العجائبية، وعظمته وسلطانه الرهيب وجبروته على كل الأشياء، حيث غفر للشخص المفلوج خطاياه ومن ثم شفاه جسديا وانبهر الجميع من الذي فعله في وسطهم " وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». " متى 9: 2
هل علمت من هو هذا الشخص الذي أكتب عنه، هل عرفت الآن من هي هذه الشخصية المحببة للجميع، إنه المسيح ذلك الصديق الألزق من الأخ، هو يسوع نجار الناصرة، مولود بيت لحم، هو نفسه الذي تعلق بين الأرض والسماء لكي يرفع خطايانا ويمنحنا فداء أبديا لا مثيل له " اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»." غلاطية 3: 13. هو صاحب القبر الفارغ الذي أدهش العالم بقيامته من بين الأموات وحيّر الجموع بالذي فعله إذ داس قوة الجحيم بالموت وبالقيامة، وهو أيضا سيرجع كما ارتفع تماما "وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ»." أعمال 11:1.
هل تقابلت مع المسيح؟ هل تعرفت عليه شخصيا من خلال الإيمان به بالفكر والذهن والقلب، هل آمنت به كمخلص وغافر لخطاياك؟ هل قمت بخطوة اللجوء إليه بالتوبة الحقيقية، فوحده سيترك في حياتك أثر لا يتزعزع، فأثار جروحه ما زالت تعمل في القلوب الحجرية لكي تبدلها إلى قلوب لحمية تدرك وتحس. وحده يستطيع أن يحمل أحمالك وأن يطرح أثقالك وخطاياك في بحر النسيان. تعرف على المسيح وتقابل معه فرديا وشخصيا ولن تندم أبدا.
"لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." رومية 10: 9