أعراض الانسحاب القلبى

Rena Jesus · رقم المشاركة : ( 1 ) 12 - 06 - 2018, 07:36 AM

من أصعب الأشياء التي تواجه قلب الإنسان و تعصف بحياته هي "الانفصال "...
شيء ما في داخل هذه الدائرة يدنو بك إلى الأعمق في دوامة تكاد تقترب من الاكتئاب و مهما كنت قويا تحتاج إلى الوقت و المقاومة و حبوب النسيان لمزيد من المقاومة حتى تطفو بعيدا عنها

فكرة أن تستيقظ لتجد نفسك غير قادر على أن تهاتف من تحب فكرة قد تقودك إلى الجنون ..
فربما كان القرار صائبا و لكن قوانين القلب لا تخضع لهذا الهراء فهي تفتقده كثيرا و تهفو إليه و تود أن تعصف بكل ذلك لسماع صوته الصباحي ..
مهما كانت الكلمات فصوته يأذن لشمسك أن تشرق ويبدأ صباحك ..

و من دون صوته يبدأ الوجع و تغذيه الذكريات ليكبر أكثر و يؤلم أعمق فالعادات جميعها تبدو سخيفة و مملة فجأة بغيابه ..
ربما مع مرور الأيام تعتاد كسرة القلب و تتعلم التعايش مع ألم هذا الجرح الممتد على طول جدار قلبك الحزين كل صباح ... وربما لا !!

ستبدو الأيام ممزقة بالية ينقصها الكثير بغيابه ..
و سيبدو تتبع أخباره عادتك المفضلة صباحا و مساء ..
و كأن كل شيء بداخلك يتآمر عليك من أجل أن يرجع إليه !!

فكل شيء يقاومك بشدة لأنه يفتقده بشدة و يتصارع داخلك من أن أجل أن يفشل في البعد عنه و ينتصر في العودة إليه ..

فالتفاصيل تحتاج إلى الوقت لتناسيها و الأماكن تحتاج إلى الوقت للتأقلم على التواجد من غير قلبك الذي رحل معه بعد أن كان هنا منعما مدللا بين يديه بجانبك ..

و تتوقف عند كل شهيق عميق عند أسباب الرحيل و لا تحملك نفسك إلى المقاومة بل تبدو كل الأسباب تافهة فجأة و غير مجدية أمام مساحات الألم الشاسعة داخلك و تنكسر غالبا أمام الحنين و الاشتياق ولكن بلا جدوى من العودة .. فهذا هو القدر !!..

ويالها من حياة عبثية تلك التي نحياها لتخبرنا أننا لن نستيقظ على صوت من نحب بجانبنا في صباح أخر جديد.

ليست وحدها الأيام تبدو كئيبة بل الأصدقاء و الأشياء و الموسيقى حتى وجوه الأطفال أحيانا قد تدفعك للبكاء فشيء داخل كل خلايا قلبك لا يكف عن الاحتراق في البعد عنه !!

حتى تستيقظ يوما و كأنه ليس هناك خلايا متبقية للاحتراق فتبدأ دورة الأيام من جديد و ربما تتعافى و يظهر من هو قادر على لملمة شظاياك الصغيرة و أعادة بناءك مرة أخرى و ربما تنجح عملية ترميم قلبك المحترق لأعاده زراعة نبتة الحب من جديد لتمتص جميع الأدخنة المترسبة على جدران القلب و تعيد طلائها .. ربما !! ...
فدائما سنحيا بالأمل

مقال لغادة كريم