ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاحتباس الحراري يهدد أوروبا الباردة تواجه القارة الأوروبية تحديات غير تقليدية في الآونة الأخيرة التي انعكست بشكل عميق على المجتمعات الأوروبية خاصة فيما يتعلق بتغير المناخ وتزايد الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، فقد تأثرت العواصم الأوروبية بتغيرات مناخية واسعة النطاق، ما أضحى معه أمن واستقرار الشعوب قيد التهديد المباشر، إضافة إلى الأمن الغذائي للدول الأوروبية نتيجة ما تشهده من موجات جفاف وفيضانات؛ حيث تعد دول الاتحاد الأوروبي من أكثر مناطق الكوكب معاناة من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن قطاع الطاقة بنسبة 78% كانت الدول الست الأكثر انبعاثات في عام 2015 هي: "ألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبولندا"، لذا فقد حاولت العواصم الأوروبية خفض الانبعاثات الحرارية بنسبة 40% بحلول 2.30 مقارنة بالمستويات عام 1990، وبالفعل شهد عام 2015 انخفاضا ملحوظا بنسبة 22 ٪(1).والأمن الغذائي يعني قدرة الشعوب على تلبية احتياجاتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية، كما يشمل القدرة على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء والوصول إلى الأسواق والقدرة على شراء المواد الغذائية. وفي هذا الصدد يُعرف مجلس أبحاث العلوم الإنسانية (HSRC) "الأمن الغذائي"، باعتباره القدرة على توافر الغذاء والوصول إلى الغذاء واستخدام الغذاء. وعليه يتمثل التأثير المباشر لتغير المناخ على الأمن الغذائي من خلال عدم توافر الغذاء بسبب التغيرات في الإنتاجية الزراعية. وبالمثل، فإن منظمة الأغذية والزراعة ذكرت أن تغير المناخ يؤثر على معدل الإنتاج وأنماط المواد الغذائية المختلفة(2). مآلات عكسية لتغير المناخ تواجه الأنشطة الاقتصادية الأوروبية العديد من التحديات التي كادت أن تؤثر عليها بشكل سلبي مثل قطاع الزراعة الذي يلعب دورًا رئيسيًّا في الاقتصاد الأوروبي إلا إنه يعاني من تزايد درجات الحرارة والانبعاثات الغازية(3). تجلت هذه التحديات في شمال ووسط وجنوب أوروبا على النحو التالي: الجفاف، يجتاح العواصم الأوروبية؛ نتج عن الاحتباس الحراري تزايد موجات الجفاف ما أدى إلى تلف المحاصيل علاوة على إفلاس المزارعين، كما تم إعلان حالات الطوارئ في لاتفيا وليتوانيا نتيجة تجاوز درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية في الدائرة القطبية الشمالية مع اتجاهات تغير المناخ. ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية تتعرض السويد لعدد من الحرائق التي وصلت قرابة 50 حالة بالتزامن مع توقف سقوط الأمطار، ما أدى إلى حصد المحاصيل قبل معادها الأمر الذي تسبب في خسائر فادحة قدرت بما يقرب من 8 مليارات كرون سويدي أي ما يعادل (700 مليون جنيه إسترليني)(4). 2- زيادة مخاطر الفيضانات؛ شهدت المدن الأوروبية الجنوبية أكبر زيادة في عدد أيام موجة الحر، كما شهدت مدن وسط أوروبا أكبر زيادة في درجات الحرارة خلال موجات الحر - تتراوح بين 2C إلى 7C للسيناريو المنخفض و8 C إلى 14C للسيناريو العالي-، تمثلت في ارتفاع منسوب مياه الأنهار تجسد في العاصمة الفرنسية "باريس"؛ حيث ارتفع منسوب نهر "السين" بأكثر من أربعة أمتار فوق المستوى المياه الطبيعي. ومتوقع أن تستمر زيادة منسوب مياه الأنهار مما سيعرض بعض العواصم الأوروبية مثل دبلن وهلسنكي وريجا وفيلنيوس وزغرب بما في ذلك لندن، إلى مزيد من الفيضانات فمن المتوقع أن تغمر كورك، وأيرلندا بنسبة 115٪ من المياه لكل فيضان. ومن المرجح أن تشهد غلاسكو، اسكتلندا زيادة في المياه بنسبة 77٪.(5) لذا فمن المحتمل أن يتزايد عدد السكان المتضررين في أوروبا من الفيضانات المستقبلية سوف ينمو بشكل كبير في المستقبل. وتشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أن يتأثر 500000 إلى 1 مليون شخص بالفيضان في المناخ المستقبلي(6). 3- تلوث الهواء؛ أدى تغير المناخ وزيادة الانبعاثات الضارة من مركبات الكربون إلى زيادة الاحتباس الحراري؛ ما أدى إلى تلوث الهواء بشكل كبير والإضرار بصحة الشعوب الأوروبية علاوة زيادة انتشار الأمراض والأوبئة، فعلى سبيل المثال يتعرض أكثر من 80٪ من الأوروبيين لتركيزات المواد الجسيمية (PM) التي تتجاوز إرشادات جودة الهواء لمنظمة الصحة العالمية، مما يقلل من متوسط العمر المتوقع لكل مواطن بمعدل 9 أشهر تقريبًا. فيما أدى الاحتباس الحراري إلى تمديد موسم حبوب اللقاح في أوروبا بمعدل 10-11 يومًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية. مع تزايد كمية حبوب اللقاح المحمولة جوًا في المناطق الحضرية أكثر من المناطق شبه الريفية أو الريفية. يعتقد العلماء أن الزيادة في حبوب اللقاح الموجودة في الجو تمثل جزءًا من الزيادة الكبيرة في عبء أمراض الحساسية التنفسية في جميع أنحاء العالم. 4-انتشار الأمراض؛ أسفر ارتفاع درجات الحرارة إلى تنامي الأمراض مثل الملاريا فمن المتوقع أن تصل نسبة انتقالها من 8-15 ٪ بحلول عام 2050 في البرتغال، ولكن من غير المرجّح أن تعيد الملاريا تأسيس نفسها في أوروبا مع الأنظمة الصحية المتقدمة، وفي هذ السياق تتزايد أسباب انتشار الأمراض مع ارتفاع درجات الحرارة التي يمكن أن تسهم في زيادة حدوث الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية والأمراض المنقولة عن طريق المياه -فعلى سبيل المثال- بحلول الفترة 2071-2100، يمكن أن يتسبب تغير المناخ في حدوث 50٪ إضافية في حالات العدوى بالسالمونيلا المرتبطة بدرجات الحرارة(7). 5. اندلاع الحرائق؛ أسفر ارتفاع درجات الحرارة إلى اندلاع عدد من الحرائق في الدول الأوروبية بأعداد هائلة تجسدت في حرائق الغابات التي شهدتها اليونان بسبب موجة الحر التي تسببت في مقتل 79 شخصًا؛ حيت تعد الأسوأ منذ عشر سنوات التي أسفرت عن مقتل 77 شخصًا، وعليه تم إعلان حالة الطوارق في منطقة تيكا، وبدأت الدول الأوروبية في تقديم المساعدات لإنقاذ السكان وللمناورة بالإمكانيات المتاحة للتقليل الآثار السلبية على المتضررين. أبرز سياسات المواجهة أضحت ظاهرة تغير المناخ من أهم الظواهر العالمية التي يسعى العالم إلى تجنب أضرارها لما لها من تداعيات سلبية على حياة البشرية، وعليه فقد بدأت الشعوب الأرووبية بالتنسيق معًا علاوة على العمل مع باقي الدول المتضررة من تداعيات هذه الظاهرة بالتكيف بشكل مرن مع التغيرات المتلاحقة للتقليل من الأضرار عبر انتهاج استراتيجيات متوافقة تدعم السلام والاستقرار للعواصم الأرووبية التي باتت تعاني موجات من الجفاف والفيضانات وما ترتب عليهم من حرائق وكوارث طبيعية أسفر عنها عشرات القتلى على النحو التالي:. على المستوى الأوروبي؛ اعتمدت المفوضية الأووربية في أبريل نيسان 2013 سياسة التكيف مع التغيرات المناخية المتلاحقة من خلال وضع نهج توافقي يعزز من استعداد كافة الدول على إدارة المواجهة والاستجابة للتغيرات السلبية بكافة أشكالها بكفاءة وفعالية عبر التنسيق المعلوماتي بين الدول للمساهمة في جعل القارة الأوروبية أكثر مرونة وتكيف مع التأثرات المتلاحقة لتغير المناخ. 2. على المستوى الدولي؛ أصبحت الوحدات الدولية في بوتقة واحدة تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في الاحتباس الحراري وتزايد الإنبعاثات الغازية، وعليه فقد بدا التحرك عبر عقد عدد من القمم الدولية والمؤتمرات بهدف التوصل إلى سياسات أكثر تكيفًا مع التطورات المتلاحقة تجلى ذلك في قمة "كوب 23" التي عقدت في مدينة "بون" الألمانية بمشاركة 200 بلد بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر 2017، جاءت القمة لإحراز تقدم ملحوظ في تطبيق اتفاق باريس بشأن المناخ(8). جدير بالذكر؛ أن 194 دولة قد وقعت على اتفاقية المناخ بما فيهم واشنطن التي انسحبت في عهد إدارة "دونالد ترامب" وقد التزمت في نهاية 2015 في باريس بالعمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مع إبقاء درجة حرارة الأرض أقل درجتين قياسًا بعصر ما قبل الثورة الصناعية، بالتزامن مع متابعة وقف إرتفاعها عند 1.5 درجة مئوية، بجانب وضع آلية لمراجعة كل خمس سنوات لمراجعة التعهدات الوطنية التي تبقى اختيارية، وعليه ستجرى أول مراجعة في 2025 لتعين مدى التقدم الذي تم في هذا السياق(9). ختامًا؛ برغم من السياسات الأوروبية لمواجهة تحديات المناخ إلا إنها من المحتمل أن تعاني من موجات جفاف تجتاح مناطق واسعة من جنوب وجنوب شرق أوروبا (جميع بلدان البحر المتوسط، بلغاريا، المجر، البرتغال، جمهورية مولدوفا، رومانيا، أوكرانيا، والجزء الجنوبي من روسيا الاتحاد). مما سيؤدي إلى تداعيات سلبية على الأمن الغذائي وإنتاجية الغذاء؛ حيث ستنخفض إنتاجية المحاصيل بنسبة 30% في آسيا الوسطى بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم سوء التغذية، لا سيما بين فقراء الريف، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد وعليه من المتوقع زيادة عدد حالات الوفاه الناجمة عن زيادة عدد الفيضانات(10) لذا فلابد على هذه الدول التكاتف معًا من أجل تقليل الانبعاثات الضارة وصولًا للحد المأمول تجنبًا لخروج الأوضاع عن حد السيطرة. |
|