![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما نغفله من عيد الميلاد إلى الجمعة العظيمة
![]() ثمة أمر جميل في السنة الليتورجية، وهو يتعلّق بالفصول التي تجذبنا أكثر إلى أسرار إيماننا. لكن التركيز الذي فرضه عيد الميلاد على الفترة الأولى من حياة المسيح قد يتركنا أحيانا نتأمل في طفولته لبضعة أسابيع من ثم وضع الطفل يسوع بعيدا إلى جانب هشاشة الحلي وأضواء عيد الميلاد المتشابكة التي لا أمل فيها. فنحن نعيش طفولته بكثافة خلال 12 يوما، ونشير إلى طفولته في قراءة إنجيلية واحدة، ثم ننتقل إلى المعمودية. ولكن في بعض الأحيان، يُذكّرنا يوم العيد بأن طفولته كانت طويلة مثل أي شخص آخر. يوم الأحد الماضي، احتفلنا بميلاد القديس يوحنا المعمدان، وهو ابن عم يسوع وأكبر منه بستة أشهر. وبذلك يتم تذكيرنا بأنّ مريم كانت حاملا في شهرها الثالث، قبل 2018 عاما تقريبا. وكانت تنتقل إلى الثلث الثاني من الحمل وتتطلع إلى الشعور برفسات الله الصغيرة في رحمها. قبل حوالي 2017 عاما، كان الطفل يسوع يبلغ من العمر ستة أشهر. كان قد بدأ بالجلوس، ولو بطريقة غير مستقيمة، وكان يحاول الزحف. وككل أم، كانت مريم تحدق فيه بتعجب، وقد رأت سنه الأول وانتظرت كلمته الأولى ولفظة “ماما”. وفيما كانت تساعده كي ينام، كان يمسك بيدها فتجد نفسها تحدق في أصابعه الصغيرة السمينة، تلك الأصابع التي شكلت النجوم وعلتقها في السماء. كانت تنظر إلى غمازاته، وتتساءل عما إذا كان الأطفال يضحكون بشكل مبهج مثله. وقبل حوالي 2016 عاما، كان قد بدأ يستكشف العالم الذي خلقه، واتخذ خطوات حذرة على الحصى ووضع يديه اللزجة على كل شيء تمكن الوصول إليه. وكانت والدته، ككل أم، أسيرة محبته. وفي السنة التالية، كانت مريم تحاول مواكبة الطفل، إذ كان يركض باتجاه كل شيء، ويتسلق الطاولات وكان يحدث أضرارا كثيرة. وكانت ركبتاه مليئة بالجروح ومفرداته تتوسع. لم تستطع أمه أن تميل نظرها عنه، خوفا من أن يتسلق النافذة. ومع مرور الوقت، رأته يتلو الصلاة. علّمته صلواته وأخبرته بقصص الآباء والأنبياء القدامى. وكما هو الحال في كل شيء، كانت مفتونة به. وكان ذلك أكثر من مجرد أمومة. فعندما كانت مريم تنظر إلى ابنها، كانت تعبده. حتى عندما كان بعيدا عن الأنظار، كان يملأ قلبها. وكانت عيناها مثبتتين عليه، ” نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ” (عب 12: 2). وكانت تتمحور كل لحظة من حياتها حوله، لخدمته، لعشقه، وللسعي إلى معرفته بشكل أفضل وحبّه أكثر. كم منا يعبد يسوع كرب ومخلّص بطريقة غامضة من دون أن يعرفه حقا؟ مريم، أول مسيحية وأم لكل المؤمنين، هي مثالا لنا في هذا الأمر. فهي لم تكن لتنتقل قط من عيد الميلاد إلى الجمعة العظيمة بالطريقة التي نقوم بها في كثير من الأحيان. بل كانت عيناها ثابتتين على يسوع. تأملت فيه ليلا ونهارا، وكانت تفكر مليا في كل تفاصيل حياته في قلبها، حتى أثناء عملها اليومي. من السهل جدا أن نقضي وقت صلاتنا لشكر الله على الأمور التي استجاب إليها بالفعل. لكن الله ليس خادمنا. إنه الرب والحبيب والمخلص والصديق. وبالوقوف إلى جانب الأم المباركة، دعونا نبدأ بالنظر إلى يسوع. دعونا نتخيل كيف كان وهو طفل ونبحث في الأناجيل عن الأفكار التي غفلنا عنها. ودعونا نثبت أعيننا على المسيح، باتخاذنا أمه مريم مثالا… ودعونا نخلص أنفسنا من كل عبء وخطيئة تتمسك بنا. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الجمعة العظيمة |
الجمعة العظيمة |
الجمعة العظيمة |
الجمعة العظيمة |
الجمعة العظيمة |