††† طقس القداس †††
مقدمة عامة عن الطقوس
قال أحد مشاهير علم الاجتماع المحدثين في أمريكا "إن إهمال الطقوس في الكنائس البروتستانتية كان من العوامل التي ساعدت على تفشي داء الكفر و الإلحاد بين العامة"
- كلمة طقس = كلمة معربة عن الكلمة اليونانية taxic و معناها نظام و ترتيب
- و يراد بهذه الكلمة في الكنيسة نظام الخدمة و ترتيبها أي ما يتلى فيها من صلوات كلامية أو حركات خشوعية ورمزية ، و يدخل في ذلك شكل الكنيسة و أدواتها و رتب الكهنة و ملابسهم.
- بمعنى آخر الطقوس هي قوالب مصبوب فيها معاني روحية و عقيدية.
- يقول الإنجيل "فإلهنا ليس اله تشويش بل اله سلام" (1كو14: 33)
- و يقول أيضا :ليكن كل شئ بلياقة و بحسب ترتيب" (1كو 14: 40)
قدم الطقوس
+ نوح بعد جفاف المياه و نزوله من الفلك بنى مذبحاً للرب (تك 8 : 20 ، 21)
+ أبونا إبراهيم الذي تعود أن يبني مذبحاً للرب و يدعو باسم الرب (تك 12 : 7،8)(13: 18)
+ كذلك أبونا يعقوب (تك 33: 30) (تك 35: 6)
+ أيام موسى إهتم الله جداً بتنظيم طقس العبادة حتى انه أفرد له جزء كبير من سفر الخروج و سفر اللاويين بأكمله
+ و قد كرس الله سبط بأكمله لخدمة الخيمة كما كرس هارون و بنيه كهنةً.
و كان الله يعاقب كل من يتعدى على هذا الطقس مثال:
- قصة ناداب و أبيهو (لا 10) ← تقديم نار غريبة ← احترقا بالنار
- عزيا الملك (2اى26 : 16) ← التعدي على عمل الكهنة ← عوقب بالبرص
- عُزَّا الذي حاول مسك تابوت العهد أيام داود (1اى13: 9) ← عوقب بالموت
إحترام الرب يسوع للطقوس
- خضوعه لشريعة الختان ← (لو2: 21)
- خضوعه لشريعة افتداء الابن البكر ← (لو 2: 22-24)
- احترام الأعياد ← (يو2: 13) (يو11: 55،56)
- قصة شفاء الأبرص ← (مت 5:4)
- قصة شفاء العشرة برص ← (لو17: 14)
- و عندما أراد تأسيس سر العشاء الرباني صنع أولا الفصح اليهودي و أكله مع تلاميذه حسب الطقس المعتاد و بعد ذلك أسس سر الشكر.
التقليد و الطقوس و الكتاب المقدس
- يشهد الإنجيل أن الرب يسوع كان يظهر لتلاميذه خلال فترة الأربعين يوماً بعد القيامة يكلمهم عن ترتيب الكثير من الأمور كما يقول سفر الأعمال " الذين أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم و هو يظهر أربعين يوماً يتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله" (أع 1 : 3)
- يقول بولس الرسول لجماعة المؤمنين "لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا"(1كو11: 23)
- و يطمئن المؤمنين على الطقوس و التقليد "و أما الأمور الباقية فعندما أجئ أرتبها"(1كو11: 34)
- و يوصي تلميذه تيموثاوس بوجوب تسليم الطقوس و العقائد قائلاً "و ما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضا" (2تى2: 2)
- كما ينصح تلميذه تيطس أسقف كريت قائلاً "من اجل ذلك تركتك في كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة و تقيم في كل كنيسة قسوساً كما أوصيتك" (تى1: 5)
كلمة أخيرة
- كل مؤسسة أو هيئة لها نظام و تقاليد و الكنيسة بصفتها مؤسسة إلهية لها نظام و تقاليد
- لو تُركت الكنيسة بدون طقوس ثابتة و صلوات نموذجية مرتبة ، و نادت بأن يصلي الإنسان في الاجتماعات الدينية كما يشاء دون التقيد بنظام ثابت، لأصبحت الكنيسة مجموعة متغيرات و زال عنها عنصر الثبات و لم يعد بها نماذج للصلاة تناسب حاجات الإنسان في كل عصر و في كل زمان.
- أما نحن فلأن كنيستنا تقليدية، و صلوات القداس فيها صلوات منتقاة من الكتاب المقدس ففيها تعبير كامل عن حاجات النفس البشرية في كل عصر و في كل زمان و ليس حاجة هذا المصلي أو ذاك.
- و أخيراً ……… قال الأنبا غريغوريوس "لا تنس أن استقرار الصلوات يعطي نفس المصلي راحة و استقراراً كما أنه يستطيع أن يحفظها عن ظهر قلب و يهذ فيها دائماً"