رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد الرسل و سر غسل الأيدى الجمعة 18 يوليو 2014 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي كل عام و أنتم بخير إحتفلنا بعيد الرسل مثل كل عام... و شغلنى تفكيرى هذا العام باللقان الذى تصليه الكنيسة فى عيد الرسل و الذى فى أصله يكون بغسل الأرجل تماماً كما هو فى يوم الخميس الكبير من أسبوع الآلام، و ما شغلنى أن أفكر فيه هذه المرة هو لماذا غسل الأرجل فى عيد الرسل، فغسل الأرجل فى خميس العهد هو ممارسة سرية كتذكار مُعاش ليس على مستوى العقل و لكن على مستوى الإشتراك فى العمل ذاته بغسل أرجل المسيح لتلاميذه و هكذا نعيش على الفعل كل عام على نفس المستوى. فكما هو فى سر المعمودية يكون الماء هو المادة البسيطة التى تتحول بفعل الصلاة و حلول الروح القدس إلى رحم إلهى يلد المؤمنين ميلاداً جديداً فى المسيح للحياة الأبدية، و كما أنه فى الإفخارستيا نتناول الخبز و الخمر و لكن فى حقيقة الأمر نحن نتناول الجسد الإلهى الذى يثبتنا فى المخلص بحسب وعده الصادق و بشرب دمه المسفوك عنا نغتسل من آثامنا و خطايانا، هكذا فى سر غسل الأرجل يقوم المسيح سراً بالإنحناء تحت كل واحد منا كما فعل مع الرسل بغسل أرجلهم، يحل المسيح بشخصه فى هذا السر العظيم لكى ما يغسل بيديه أرجلنا. و إذا ما عدنا إلى ما حدث فى يوم خميس العهد فنحن نجد الرب بذاته يغسل أرجل تلاميذه و لكنه يطالبهم أيضاً بغسل أرجل بعضهم البعض، وكما عودنا بطرس الرسول و كما فعل فى مواقف عديدة بأن قاوم الرب مجادلاً فكيف يغسل السيد أرجل التلاميذ و فى إعتقادى أن رفض بطرس نابع مِن أن مَن ينبغى أن يغسل الأرجل هو العبد بحسب تقليد اليهود و إن لم يكن فالأصغر، و لكن بطرس فوجىء بالمسيح وهو يقوم بهذا الدور مما سوف يتبعه أن يقوم بطرس بذلك لأنه أكبر التلاميذ وذلك فى حالة غياب المسيح و هذا ما أكده بالفعل رب المجد، أولاً بأنه قال لبطرس أنه إن لم يقبل غسل رجليه ليس له مع المسيح نصيب ثم لما أتم العمل بأن طالبهم بفعل نفس الطقس و هو ما تمارسه الكنيسة إلى الآن فالبطريرك أو الأسقف يغسل أرجل الكهنة و الكهنة تغسل أرجل الشعب. أما عن غسل الأرجل فكان إشارة لما سيحدث فى اليوم التالى من بذل المسيح نفسه على الصليب عن خلاص جنسنا و حمله خطايانا فأرجل التلاميذ فى ذلك الوقت كانت ما يحمل قذارات الطريق وكان ذلك إشارةً إلى حمل المسيح فى اليوم التالى خطايانا فوق رأسه كنبوة أشعياء النبى أن الرب وضع عليه إثم جميعنا (إش53) و كذا العريس لعروس النشيد التى هى أنا و أنت يا صديقى أن نفتح قلوبنا للرب لأن "رأسى إمتلأ من الطل و قصصى من ندى الليل" (نش 5 ) و ما الندى و الطل إلا آثامنا التى حملها المخلص بسرور فوق رأسه باذلاً بدمه نفسه عنا لكى ما يسطر بهذا الدم و هذا الفداء أروع قصة حب يمكن أن يحب بها أحد كما قال المسيح: أنه "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15 ) و كما قال سفر النشيد أيضاً أن "المحبة قوية كالموت لهيبها لهيب نار لظى الرب" (نش 8 ) ، فلم يجد كاتب سفر النشيد وصفاً يصف به لجة محبة الله لنا إلا الموت، موت الرب نفسه الذى أحبنا و حبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدى و لما كان الموت فى طريق خلاصنا إشتهى أن يجوز فيه حباً بنا (صلاة القسمة فى القداس الإلهى). أما قوة هذه المحبة فشَبَّهَهَا كاتب سفر النشيد بأنها كالنار لظى الرب - نار الروح القدس التى لما حلت على التلاميذ فى يوم الخمسين تحولوا من خوفهم قبل حلول الروح القدس عليهم، إلى حالة من الإشتعال القوى النارى.. فالروح القدس ألهب قلوبهم لحب من مات عنهم فإنطلقوا وجالوا مبشرين بخبر الإنجيل و كلمة الإيمان و قدموا أنفسهم فى أتعاب كثيرة وميتات كثيرة إلى أن استشهدوا فى سبيل نشر كلمة الخلاص. وهنا يأتى سر غسل الأرجل مرة أخرى، فبطرس الذى كان المسيح قد أحبه رغم إنكاره و غسل رجليه لكى ما يحمل ضعفه على الصليب، هو أيضاً غسل رجلى المخلص لما استشهد فى آخر خدمته لكى ما يبادل حب الرب له بحب و هذا يا صديقى هو أنا وأنت، فالمسيح لم يغفر إنكار بطرس و ضعفه فقط ولم يغسل رجليه فقط بل غسل أرجلنا جميعاً و يغسلها ليس فقط يوم خميس العهد بل كل يوم عندما يغفر خطايانا وضعفاتنا و يحمل - وهو الطاهر - كل نجاستنا فوق رأسه لكى يفدينا. فليس أقل من أن نكون كبطرس و باقى الرسل فلننكر ذواتنا و نحمل صليبنا و نتبعه لكى ما نستحق أن نكون تلاميذه كباقى الرسل و نستحق أن ننحنى لغسل رجليه مثلهم. فليضع كل منا هذا السؤال أمامه اليوم "هل انا أريد أن أكون تلميذاً للمسيح؟ هل أنا مستعد لحمل الصليب وراءه؟ هل أريد ان أغسل قدميه؟ هل أنوى أن أبادل حبه بحب؟ لو كانالرد بنعم فلأحمل صليبه وأنكر ذاتى وأنسى حقى وكرامتى ورأيى وأتصالح مع كل من هم حولى وأحب أعدائى ومن يبغضوننى.. فهكذا فقط سوف استحق أن أكون تلميذاً لذاك و تابعاً حقيقياً له، و هكذا فقط و بإماتة ذواتنا من أجله نكون قد سرت فينا مفاعيل سر غسل الأرجل سر حب المخلص لنا، ويكون قد اشتعل الحب الإلهى فى قلوبنا بروحه القدوس وإبتدأنا نبادل حب الرب بحب وإنحنينا تحت قدميه لغسل رجليه كما فعلت المرأة الخاطئة (لو7 ) فى بيت سمعان الفريسى و طَوَّبَ المسيح حبها له "من أحب كثيراً يُغفر له كثيراً (لو7 ) التعديل الأخير تم بواسطة MenA M.G ; 12 - 07 - 2018 الساعة 05:04 AM سبب آخر: اظهار الصورة |
28 - 07 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: عيد الرسل و سر غسل الأيدى
موضوع جميل
ربنا يبارك خدمتك |
||||
12 - 07 - 2018, 05:08 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: عيد الرسل و سر غسل الأيدى
بركة الاباء الرسل تكون معنا اميين
كل سنة وحضراتكم طيبين |
||||
12 - 07 - 2018, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عيد الرسل و سر غسل الأيدى
ربنا يباركك |
||||
12 - 07 - 2018, 09:57 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: عيد الرسل و سر غسل الأيدى
ميرسى على الموضوع الجميل |
||||
|