✥.✥.✥ القديسة تقلا معادلة الرسل ✥.✥.✥
(القرن الأول) 24 أيلول
القديسة تقلا قديسة مشهورة في بلادنا، وقد سُمِّيت كنائس وأديار مختلفة باسمها، ومنها دير القديسة تقلا في معلولا في جبال القلمون.
وكثيرات من النساء لشيوع قصة حياتها أخذنَ اسم تقلا.
وُلدَت هذه القديسة في إيقونية، وترعرعت فيها وكبُرت. ولجمالها الفريد وذكائها النادر وغناها كثُر طالبو يدها للزواج. وفعلاً قد خُطبت لأحد الشبان الذي يضاهيها حسَباً ونسَباً، لكن لمّا مرَّ الرسول بولس في نواحي إيقونية تعرّفت عليه تقلا وتتلمذت له، وآمنت بالمسيح عن يده. وحينئذٍ تركت كل حب عالمي، وتعلّقت بالمسيح عريسها السماوي، ووحّدت مصيرها مع مصيره.
ولمّا علم بذلك أهلها وخصوصاً والدتها، إذ ان والدها قد تُوفي وهي صغيرة، غضبت و بدأت تذيق ابنتها عذابات شتّى. ولهذا الغرض استجارت بحاكم المدينة ليثني تقلا عن معتقدها المسيحي. فأخذ في تهديدها بشتّى العذابات، فلم يُفلح. أخيراً أمر بإضرام النار وإحراق جثتها، لكن ويا للعجب، فقد هطل المطر وأطفأ النار. فهربت الجموع من شدّة خوفها من هذا الأمر العجيب. عندئذٍ هربت تقلا ولجأت إلى معلّمها الرسول بولس، والتجأت إليه، وأخذت تساعده في التبشير والكرازة
.وفي انطاكية فُتِنَ بها أحد الأغنياء فأراد اختطافها، فهربت منه. فلجأ إلى حاكم المدينة ليعذّبها، فصدَّته بجرأة وشجاعة. أخيراً حُكم عليها بأن تُقدَّم للوحوش لتأكلها، وفي هذه المرة أيضاً أظهر الربّ قدرته فتحوّلت الوحوش الكاسرة إلى وحوش وديعة، تحترم جسد القديسة وتلاطفها. وعبثاً جرّب الوالي تقديمها للوحوش مرة ثانية وثالثة، ففي كل مرة كان يحدث التحوّل المذهل عند الوحوش. أخيراً أمر الوالي بأن تُربَط إلى ثورين هائجين جداً، ولكن الثورين تركا القديسة ولحقا بالجلاَّدين. أخيراً خطرت في بال الوالي بأن يرمي القديسة في حفرة عميقة مليئة بالثعابين السامّة، وهذه أيضاً احترمتها وبدأت تلاطفها. وكل مرة كانت دهشة الوالي تزداد. فسألها عن سرّ هذه النجاة من الأخطار المحتمة، فقالت له تقلا: "اني عبدة المسيح ابن الله الحي، الذي هو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص النفوس. هو أيضاً نجاة المأسورين وتعزية الحزانى ورجاء اليائسين، وهو الذي ينقذني من الوحوش ومن الموت. وهو الذي يحفظني لكي لا أعثر فله المجد والكرامة". حينئذٍ أعلن الوالي أن تقلا هي حرّة طليقة، فعادت إلى بولس الرسول تروي له قصتها المثيرة، فمجّد الله معها. ثم تركت إيقونية حيث ما زالت والدتها متشبّثة بالوثنية، وأخذت تبشّر في أنحاء سورية، وخاصة حسب التقليد، في أنحاء جبال القلمون التي اتخذتها لها معقلاً ومكاناً للانطلاق للتبشير.
وسكنت في مغارة، هي ربما دير القديسة تقلا في معلولا، أو كما تقول رواية أخرى أن الجبل حيث كانت تعيش انشقَّ لمّا لحق بها بعض الأشرار يريدون بها سوءاً، وهو أيضاً أصل الفجّ الشهير في بلدة معلولا. وعاشت تقلا تسعين سنة. وكان الناس يتجمّعون حولها ويسمعون إرشاداتها وخصوصاً يسمعون عجائب الله معها. ثم رقدت رقاد الأبرار المطمئنين بعد حياة مليئة بالجهاد في سبيل المسيح، ولا تزال بعض أعضاء جسدها تكرّم في اسبانيا. وقد ورد ذكرها في مواعظ القديسين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبيّ الفم وغريغوريوس النزينزي وإيرونيموس، مما يؤكّد وجود هذه القديسة. كتب القديس إيسيذوروس الفرمي الدمياطي إلى راهبات أحد الأديار، فقال: "من بعد يهوديت وسوسنة العفيفة وابنة يفتاح لا يحقّ لأحد أن ينسب الضعف إلى جنس النساء. بالأكثر عندما نرى تقلا، تلك البطلة المتقدمة بين البطلات من البنات، البتول الذائعة الصيت في الدنيا كلّها، عندما نراها حاملة عالياً علم الطهارة والبرارة، وقد فازت فوزاً باهراً في معارك شديدة على الشهوة الرذيلة، نوقن أن قلوب النساء يمكنها أن تكون جبّارة". فهذه القديسة التي من بلادنا استشهدت للمسيح ودُفنت في سلوقية.
عن كتاب "كنيسة الشهداء" للأب الياس كويتر ب. م.
««الطروبارية علي اللحن الرابع»»
نعجتك يا يسوع تصرخ بصوت عظيم: يا عروسي أنا أصبو إليك، وأجاهد في طلبك، وأصلب وأدفن معك في معموديتك.وأتألم من أجلك لأملك معك. وأموت في سبيلك لأحيا فيك. فتقبل كذبيحة لا عيب فيها من ضحي بها لك بشوق. وبما أنك رحيم خلص بشفاعتها نفوسنا.
««القنداق على اللحن الثامن»»
لقد تلألأتِ بجمال البتوليّة، وتزيَّنتِ باكليل الشهادة، واؤتمنتِ على الرسالة، أيتها البتول المجيدة. وحوَّلتِ لهيبَ النار إلى ندى، وسكَّنتِ ثورةَ الثور بصلاتِكِ، ياأُولى المجاهدات.