رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ندب | يندب وهي كلمة للتعبير عن مظاهر الحزن على الميت ولكل بلد عاداته في ذلك. ولكل عصر عاداته أيضًا. إلاّ أن عادات الشرق تتصف، بوجه عام، بالحزن الزائد، وبممارسة حركات محسوسة هي بنفسها تثير الحزن. وكان اليهود، عند ندب الميت، يبكون كثيرًا، ويمزقون ثيابهم، ويلطمون خدودهم، ويصومون عن الاكل (2 صم 1: 12)، ويرتمون على الارض (2 صم 12: 16)، وينتفون شعر لحاهم، ويحلقونه، ويجرحون أجسادهم (لا 19: 28 و 21: 5 وتث 14: 1 و ار 16: 6)، وذلك لمدة سبعة ايام، إلا الزعماء فكانوا يندبونهم شهرًا كاملًا (عد 20: 29 وتث 34: 8)، وكانوا في احيان أخرى، يلازمون البيوت في مدة الندب، ويأكلون على الأرض ، ويغطون وجوههم ويمتنعون عن تعاطي الاعمال، وعن قراءة الشريعة، وعن اداء الصلوات المعتادة. وكانوا يتركون ثيابهم بلا ترتيب، وفراشهم واثاثهم بلا نظام، ولا يستحمون ولا يزينون أبدائهم ولا يحيون أحدًا (أي 2: 11-13) وكان هذا ما يجري في البيت، وعلى السطوح، وفي المقابر (اش 15: 3 ويو 11: 31). وكان لتلك المدة ثياب خاصة، تسمى المسرح (2 صم 3: 31). وكثيرًا ما كانوا يستأجرون نساء ليبكين على الميت ويندبنه ويستأجرون موسيقيين ليلعبوا على بعض آلات الطرب بأنغام محزنة (ار 9: 17 ومت 9: 23)، وكان الغرباء عن الميت يشاركونه اهله، لانهم اعتبروا ذلك خدمة يسرّ لها الشرع، وكان السائر اذا شاهد جنازة انضم اليها دون ان يعرف من هو الميت (لو 7: 12-14). وكان على الجيران ان يزوروا اهل الميت ويقوموا بواجب التعزية وان يقدموا لهم الطعام والشراب. واحيانًا كان عليهم ايضًا تحضير المآدب لكل من يحضر الجنازة أو يأتي للتعزية. الاّ ان الشريعة حرمت على الكهنة ندب احد، الا من كان قريبًا جدًا لهم. اما الكاهن العظيم فكان الندب محرمًا عليه، مهما كانت قرابة الميت له (لا 21: 1-6 و 10 و 11). والحقيقة ان الكثير من مظاهر الندب التي عددناها لا تزال موجودة إلى اليوم في مناطق شرقية متعددة، اذ لا يزال التعبير عن الحزن تعبيرًا ماديًا محسوسًا. |
|