رد معارضون علي قرار البابا تواضروس
اجتماعات مكثفة بالإيبارشيات لوضع «الآليات» والمعارضون: نخشى اتهامنا بـ«السلفية»
>> إطلاق حملة «لبِّسْ بنتك» في الكنائس وقائمة الممنوعات تشمل الملابس المكشوفة والبنطلونات «المقطعة» والمكياج
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تناول مجددًا ملابس النساء في الكنيسة، لكنَّ هذه المرة عبر تعليمات أصدرها لأساقفة الكنيسة.
مصدر كنسى كشف لـ «فيتو»، أن البابا، أصدر «فرمانا» سريًّا، لأساقفة الكنيسة، طالب فيه بضرورة إيجاد صيغة تلزم النساء بما وصفه بـ «الحشمة» داخل الكنيسة، وأوضح المصدر أن البابا عبر عن انزعاجه الشديد من ملابس النساء، التي تعرضهن للمضايقات، والمعاكسات بل تجلب اللوم إلى الكنيسة، خاصة في حفلات الزفاف.
البابا تواضروس دائمًا ما كان يحض على ارتداء الملابس الملائمة في الكنائس، مشيرًا إلى أن الملابس تعبر عما في القلوب، لكنه في الوقت ذاته كان يتعامل مع الأمر من منطلق أن “الملابس أمور شخصية لا يجب الحديث عنها”.
غير أن موقف البابا تغيرَ إلى التدخل المباشر، بإصدار تعليمات خاصة بالتوعية بـ«الحشمة»، وهى المرة الأولى التي يتدخل فيها البابا شخصيًّا فيما يخص ملابس النساء.
“فرمان البابا” وجد تجاوبًا سريعًا من قبل أساقفة الإيبارشيات، وعُقدت اجتماعات ضمت مجمع الكهنة بكل إيبارشية على حدة، لمناقشة آليات التوعية، وخرج البعض بمقترح إطلاق حملة في الكنائس بعنوان «لبِّسْ بنتك»، لكنها لم تخرجْ للنور بعد.
مصدر كنسى - طلب عدم ذكر اسمه - قال إن تعليمات البابا فيما يخص «ملابس النساء»، تقف في منطقة «لفت الانتباه»، خاصة داخل الكنيسة فقط، مشيرًا إلى أن هناك اعتراضات خافتة من البعض حتى لا يوصف القرار بـ«السلفي»، خاصة أن التوعية موجودة منذ فترة، واستمراريتها قد تصيب البعض بالنفور من الكنيسة.
وأوضح المصدر أن بعض النساء يقبلن النصيحة بدافع الحفاظ على هيبة ووقار الكنيسة، والحفاظ على مظهرهن، لكن في النهاية الضحية في الحالتين الكنيسة والكاهن، فإذا حدث النفور يكون السبب قمع الكنيسة وسيطرة الكهنة «السلفيين»، وإذا وافقوا يكون الكاهن قد سيطر على الناس، وسلبهم حقهم في حرية التصرفات.
وأكد أنه لا توجد طريقة لتطبيق قرار في هذا الشأن، فمن الذي يملك التقييم وتحديد أن هذا مناسب وذاك معيب؟! مشيرًا إلى أن الأمر يقتصر على النصح والإرشاد والتوعية، فقط، بدلًا من القرارات، خصوصًا أن الأمر يتعلق بالمرأة، خاصة أن كنائس المهجر قد اتخذت قرارات في هذا الأمر والسيدات التزمن بها.
أهمية التعليمات تأتى من قيمة مصدرها، فللمرة الأولى التي يتدخل البابا شخصيًّا في هذا الأمر، وكانت في السابق هناك محاولات فردية، حيث أصدر الأنبا يؤانس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأسيوط، قرارًا بضرورة التزام المصلين بالملابس اللائقة للدخول الكنيسة.
أسقف أسيوط قرر تفعيل قرار منع غير المحتشمات من دخول الكنيسة، واستند في قراره إلى الكتاب المقدس الداعى إلى «لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّى بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِى الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِى هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ».
ونبه أسقف أسيوط على الشباب والفتيات بعدم ارتداء «البنطلون القصير أو المقطع»، وشدد على مسئولى الكشافة متابعة تنفيذ القرار، كما أن خدمة السيدات بالكنيسة قامت بحياكة الجواكت مغطاة الأكتاف المعروفة بـ «البلورو» و«الجونلات الطويلة» الواسعة لتحتفظ بها خدمات الكشافة عند البوابات الخارجية للاستعانة بها عند الطلب من الفتيات والسيدات قبل الدخول إلى الكنيسة لحضور المناسبات والطقوس الكنسية، خاصة صلاة الإكليل المقدس، وإعادتها مرة أخرى عند انتهاء الصلاة والخروج من الكنيسة.
كما أن الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، أصدر تعليمات لجميع الكنائس بالمطرانية بمنع الفتيات فوق 11 عامًا، من وضع الماكياج أو ارتداء البنطلونات والبلوزات أثناء التناول.
كما أن الأنبا بموا، أسقف السويس، وزع نشرة على الكنائس التابعة للإيبارشية، طالب من خلالها السيدات بالاحتشام في الملبس خلال حضور المناسبات المختلفة بالكنيسة.
مطرانية قنا أيضًا طالبت السيدات بضرورة الالتزام بالحشمة والوقار حال دخول الكنيسة، خاصة في صلاة «إكليل الزفاف»، محذرًا من أن مخالفة ذلك يترتب عليه منع مراسم الصلاة.
ووضع الأنبا بموا محاذير، خلال حفلات الزفاف، وقداسات الأكاليل التي تشهدها كنائس الإيبارشية، مشددًا على إلغاء زينة الكنائس في الأفراح «الأكاليل»، مع دفع حاجز الإكليل غرامة تأخير، يستردها عند عدم الالتزام بالموعد المحدد، وأكد ضرورة الالتزام بالاحتشام في الملابس عند حضور المناسبات المختلفة خاصة الأفراح للعروسين والمدعوات، ووفر الأنبا بموا رداء ترتديه النساء اللاتى يحضرن بملابس غير محتشمة، من باب الكنيسة الخارجى إلى نهاية صلوات الإكليل، وذلك حفاظًا على الخشوع والإجلال.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو