الكاهن والشاروبيم

[walaa farouk]

١] الحقيقة أن موضوع (الشاروبيم ،الملقط والجمرة) مع (الكاهن) يبدأ من يوم رسامة الكاهن

ففي وصية الكاهن الجديد يٌقال له:
"فيالهذا السر الخفي ، هذا هو الجسد المقدس والدم الكريم ....
كن منهما أيها الابن غاية الانتباه واحرس هذه الذخيرة كحراسة الشاروبيم لشجرة الحياة .

.. تحقق (be sure to know) أن الشاروبيم والسيرافيم وقوف بالمخافة والارتعاد"
ويٌقال له أيضاً:
"... وإحترز على هذه السرائر احترازاً يٌخلصك من الجرائر ..

. ولا تناوله إلا للحسن السيرة ، الصالح السمعة ، الطاهر السريرة ...
واحذر من الإهمال .... فإن العالم كله لا يٌساوي منه مثقالاً من ذرة"
وفي نهاية الوصية الخاصة بالسرائر المقدسة وإذا سمع وعمل بها، يٌقال له:
"... لتكون خدمتك مقبولة ووساطتك مكرمة وصلاتك نافعة..."
وهكذا فالكاهن:
+ حارس للذبيحة كحراسة الشاروبيم لشجرة الحياة
+ وعلى الكاهن أن يكون متأكداً أن الشاروبيم في القداس وقوف بجانبه بكل مخافة وارتعاد
+ وعليه كوكيل سرائر الله ووسيط و شفيع أن يحترز في توزيع الأسرار ليس من باب التسلط والتحكم و ....

، لكن عملاً بما جاء في الوصية :
"لأن العالم كله لايساوي منه مثقالاً من ذرة" وهو سيعطي حساباً أمام الله و
واضعاً في اعتباره ماجاء في سفر حزقيال:
"وإن حذرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ، ولَم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه

. أما أنت فقد خلصت نفسك" أصحاح ٣٣ أية ٩

٢] يقول المتنيح أنبا غريغوريوس:
" الكاهن مسئول أمام الله وحسب مقتضيات مسئوليته الكهنوتية ....

لا يٌقرِّب إلى الأسرار المقدسة إلا من يراه مستحقاً لهذه الكرامة ،
فالكاهن في وضع الشاروبيم الحارس لطريق شجرة الحياة (تك٣ أية ٢٤) ، وعلى ذلك فمن حق الكاهن أن يمنع -كأب وكراعِِ مسئول- من يرى أنه غير أهل للتناول من الأسرار المقدسة لأسباب روحية"
الموسوعة (٨) - ص٤٠٠
وإلا فهل نناول غير المؤمنين والمرتدين والهراطقة ....؟!

٣] وهذه الفكرة كانت موجوده في تاريخ الكنيسة وليست شيئاً مٌستحدثاً:
*** جاء عن البابا ديمتريوس الكرام البطرك ال١٢ (بدايةالقرن الثالث الميلادي) في
(تاريخ الكنيسة القبطية - الجزء الأول - اعداد الراهب يعقوب المقاري المتنيح - ص٢٩):
" وعندما يتقدم أحدهم للتناول من الأسرار المقدسة وهو مقترف خطية لم يتب عنها كان يمنعه من التناول ويكشف له عِظَم خطيته حتى يخجل ويٌقر بذنبه ويتوب عن خطيته توبة صادقة"
*** وجاءت هذه الأقوال عن البابا ديمتريوس بأكثر تفصيل في:
+ موسوعة المتنيح الأنبا غريغوريوس (٣٢) - ص ٧٦
+ تاريخ البطاركة - الجزء الأول - من ص٥٨ إلى ١٥٦

٤] يٌعلق (القديس مارافرام السرياني) على رؤيا إشعياء النبي قائلاً على لسان المسيح الجالس مع تلاميذه في العلية يوم الخميس الكبير:
" ...
انظروا لقد مددت يدي اليمنى
ووضعت الخبز الحي في أفواهكم
الملقط هو يدي اليمنى ، لقد أخذت مكان السيرافيم
تلك الجمرة هي جسدي
وكلكم تكونون كأشعياء
المذبح هو هذه المائدة ...."
(كتاب الإفخارستيا وسر الحياة - د. مارك شنوده - مراجعة وتقديم نيافة أنبا رافائيل - فصل الإفخارستيا حياة الشفاء - ص ٢٦٩)

>>> وبهذا -ومن وحي رؤيا إشعياء ٦- وعند التقرب للتناول من الأسرار المقدسة:
+ يٌمثل الكاهن الشاروبيم
+ ويد الكاهن اليمنى التي تٌناول تمثل الملعقة النارية (الملقط = الكلبتين)
+ جسد المسيح المٌعطي الحياة تٌمثله الجمرة

٥] وهذا عين ماتقوله قسمة القداس الكيرلسي:
" ... وكما طهَّرت شفتي عبدك إشعياء النبي إذ أخذ أحد السيرافيم جمرة بالكلبتين من على المذبح وطرحها في فيه وقال له ها هي قد لمست شفتيك ترفع أثامك وتٌطِّهر جميع خطاياكِ ...."

>>> وبروح التوبة والانسحاق نقول في نفس القسمة:

"... أعطنا هذه الجمرة الحقيقية المعطية الحياة للنفس والجسد والروح التي هي الجسد المقدس والدم الكريم اللذان لمسيحك"

٦] وهذا ماقاله المتنيح أنبا غريغوريوس
" ... والذي يتأمل كلمات القداس الرهيبة .... ويتفكر في التعبيرات العميقة التي يعبر بها القداس الكيرلسي عن حقيقة سر القربان ، ويٌشبِّه الجواهر المقدسة بجمرة النار التي التقطها أحد السيرافيم من على المذبح بملقط ولمس بها شفتي إشعياء النبي وقال إن هذه قد لمست شفتيك فانتٌزِع إثمك وكٌفِّر عن خطيئتك (أش ٦ من ٥ -٧)

٧] ونختم بما كتبه المتنيح أنبا غريغوريوس
"بعض أباء الكنيسة الكبار الروحانيين كان يرى الشيروبيم على المذبح يمنع بعض الناس ويقصيهم عن التناول ولذلك كان هذا الأب يقصي هذا الشخص من التناول...

[Mary Naeem]

بعض أباء الكنيسة الكبار الروحانيين كان يرى الشيروبيم على المذبح يمنع بعض الناس ويقصيهم عن التناول ولذلك كان هذا الأب يقصي هذا الشخص من التناول
ربنا يفرح قلبك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى مرمر