بشرة خير العلماء يوقفون الألم المصاحب للعلاج الكيماوي
موجز: يصف الباحثون نجاحهم في إيقاف الألم المُبرح الذي يصاحب علاج سرطان القولون و المستقيم، وذلك ضمن نموذج حيوانيّ.
القصّة كاملة
في ورقة نُشرت مؤخّرًا في مجلةPain ، يصِف الباحثون في جامعة سانت لويس نجاحهم في إيقاف الألم المبرح الذي يصاحب سرطان القولون والمستقيم ضمن نموذج حيوانيّ.
تدرسُ (دانيلا سالفيميني- (Daniela Salvemini -الحاصلة على الدكتوراه و الأستاذة في علم الأدوية والأعضاء في جامعة سانت لويس- طرقَ الألم، وهي سلسلة التّفاعلات بين العناصر على المستوى الجزيئيّ والتي تسبّب الألم في الجسم.
ويُعتبر ألم الاعتلال العصبي الناجم عن العلاج الكيماويّ ( CINP)، أحد أنواع الألم الذي تبحث فيه، وهو عرض جانبيّ منهك للعلاج الكيماوي، والذي يمكن أنْ يتمثّل بوخز وتنميل في اليدين والقدمين، بالإضافة إلى ألم حادّ أو حارق في الأطراف، أو إمكانيّة الشّعور بحرارة أو برودة شديدة.
إذْ أنّه يسبّب الأم والمعاناة للمريض وغالبًا ما يكون ألم الاعتلال العصبي الناتج عن العلاج الكيماوي أحدَ معوّقات العلاج.
تقول سالفيميني: هناك 14مليون ناجٍ من السّرطان في الولايات المتحدة بفضل ازدياد فعالية العلاج، والكثير من هؤلاء الناجين يعانون من الأعراض الجانبية طويلة الأمد لآلام الاعتلال العصبي الناتجة عن العلاج الكيماويّ، والتي لم يتمّ التّوصل لتدبير مُثبَت يساهم بمنعها أو بعلاجها إنّها حاجة طبية مُلحّة غير ملبّاة .
وفي مقالها الحاليّ، درست سالفيميني (الأوكساليبلاتين -Oxaliplatin) ، وهو أحد أدوية العلاج الكيماوي المعتمد على (البلاتين- (platinum، إذْ يُستخدم الأوكساليبلاتين بشكل واسع لعلاج سرطان القولون والمستقيم، وأكثر من 60% من المرضى الذين عُولجوا بواسطة الأوكساليبلاتين يتطوّر لديهم ألم الاعتلال العصبي النّاجم عن العلاج الكيماويّ، و يمكن أن يمتدّ هذا الأثر لسنوات بعد العلاج.
وقد وجد الباحثون أنّ طريق الألم المرتبط بهذا الدواء يتحرّض بسبب ازدياد التعبير عن أنزيم (أدينوسين كيناز-(Adenosine kinase ضمن الخلايا النجمية ( نوع من خلايا الجهاز العصبي المركزي)، ونقصان إشارة الأدينوسين في المستقبل A3AR .
و بتعزيز هذه الإشارات بوساطة شادّات A3AR، تمكّن الباحثون من إيقاف ألم الاعتلال العصبي النّاجم عن العلاج الكيماويّ بدون التداخل مع الخواصّ المضادّة للسّرطان في الأدوية المعتمدة على البلاتين.
وقد ساعدت هذه النّتائجُ الباحثين على فهم طرق الألم، كما زوّدتهم بمعلومات جديدة حول الأدوية وقدرتها على منع الألم الكيماويّ.
ولعلّ الأمر المشجّع للغاية، أنّ شادات المستقبل A3AR تُدرس حاليًّا في مختبرات سريريّة كعوامل مبتكرة مضادّة للسّرطان.
ويُشكّل هذا البحث دليلًا قويًّا لتقييم هذه الأدوية من أجل استخدامها مع بعضها بالاشتراك مع الأوكساليبلاتين للحدّ من آلام الاعتلال العصبي التي تنتج عن العلاج الكيماويّ خلال معالجة السّرطان.