![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من تعاليم القديس أنبا شنودة كان أنبا شنودة يعلِّم أولاده قائلاً: يوجد طريق واحد للحياة، هو أن تحب الرب إلهك من كل قلبك وتحب قريبك كنفسك. والذي لا تشتهي أن يفعله بك أحد لا تفعله أنت بأحد. لا تقتل، لا تفسق، لا تشتهِ شيئًا لصاحبك، لا تشهد بالزور. لا تقُل شرًّا على أحد، ولا يكن كلامك كاذبًا أو باطلاً. لا تكن بقلبين في أفكارك البتّة. لا تأخذ أجرة أجير، ولا تتعظّم في قلبك، ولا تقُل كلامًا رديئًا. لا تبغض أحدًا من الناس. إذا سقط واحدٌ في خطية فبكِّته بينك وبينه وصلِّ لأجله ووجِّهه مثل نفسك وقال أيضًا: اهرب من كل شر. لا تكن غضوبًا لأن الغضب يقود إلى القتل. لا تكن حسودًا ولا لوامًا ولا مماريًا، لأن ذلك يولِّد القتل. لا تكن طموحًا مشتهيًا، لأن الشهوة تؤدِّي إلى الزنى. لا تتفوّه بكلام باطل. لا تكن وقح العينين، لأن ذلك يؤدّي إلى شهادة الزور. لا تكن راقيًا ولا معزِّمًا، ولا تقترب من هذه الأفعال، لأنها تجعل الإنسان يبعد عن الله. لا تكن كاذبًا ولا محبًا للفضة، لأن ذلك يؤدّي إلى الكفر. لا تصغر نفسك، ولا تفكر بالشر وقال أيضًا: كن وديعًا لأن الودعاء يرثون أرض الحياة. كن طويل الأناة بسيط القلب صالحًا خائفًا من الله، مرتعدًا من كلام الله في كل وقت. لا ترفع نفسك ولا تتكل على الغد. اسلك مع الأبرار والتصق بالمتواضعين. وما يحلّ بك اقبله سواء ظننته شرًا أو خيرًا. اتلُ الكلام المبارك ليلاً ونهارًا واذكر كلام الله. اسأل عن طريق القديسين وابتهج بكلامهم. لا تعمل فرقةً بين إنسان وآخر، بل اجمع المتفرقين بالمصالحة والسلام. أحكم بالحق ولا توبِّخ أحدًا على خطيته. لا تكن مبسوط اليد عند الأخذ وقابضها عند العطاء. أعط الفقراء لكي تُمسَح خطيتك. وإذا دفعتَ شيئًا لأحد لا تكن بقلبين، ولا تتذمر عند الدفع. إذا كنتَ رحيمًا فاعلم أن الله يعطيك الأجر الحسن. لا تردّ وجهك عن سائل كقدر قوتك. كن مشاركًا لكل أحد يحتاج إليك، لأنك إذا شاركتَ الآخرين في الدنيا الفانية، تكون مشاركًا للأبرار في الآخرة الباقية وقال أيضًا: التأمل هو نصف العبادة، والجوع يجب أن يرافق العبادة. أقرب الناس إلى الله هو المتفكر في الخير وفي الجائع. وكما قال بعض المعلّمين: إذا امتلأت المعدة ثارت الفكرة وصمتت الحكمة وارتخت الأعضاء عن العبادة. خبز الشعير والماء والنوم على المزابل يوافق مَنْ يشاء أن يسكن الفردوس وقال أيضًا: من أعداء المسيرة الرهبانية التفكير العقلاني والرضا عن الذات وشر التدبير، وثمرة المعرفة هي الحكمة، وحُسن التدبير هو في كمال غيرة المعرفة والكنوز المذّخرة في أقوال الصالحين. إذا علمتَ (أي إن كانت لك معرفة) فاذكر أن الله ينظر إليك، وإذا تمسكنتَ فاذكر معرفة الله فيك، وإذا تكلمتَ فاذكر أن الله يسمعك. راقب ساعات حياتك لئلاّ تفلت منك بالتغافل، وإيمانك لئلاّ تبيعه بثمن بخس، وكلامك لئلاّ تتكلم فيما لا يعنيك وقال أيضًا: اهجر الدنيا بالآخرة، والناس بالملامة. وإذا لم تساعدك نفسك على الطاعة ومخافة الله والشكر، فتمم الطاعة بمخافة ورجاء وشكر. أصل المعصية هو الكبرياء والغضب والحسد وقال أيضًا: إذا كنتَ بالنهار هائمًا وبالليل نائمًا، فمتى تتجه نحو من يأمرك وهو قائم؟ إذا كنتَ بالنهار (مثل) خلية، وبالليل (مثل) خشبة، فمتى تقوم لكي تتجاوز العقبة؟ إنك تنال النعمة السماوية بفعل المكارم وتجنُّب المحارم والصبر على المغارم (أي الخسائر)، مع امتلاء العينين بالدموع واللسان بالثناء والتمجيد، والقلب بمخافة الله والرجاء وقال أيضًا: إذا دخل النور الإلهي في القلب انشرح، وعلامته هي مجافاة دار الغرور والهروب إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل الموت باكتساب الفضائل وترك الرذائل والتخلّي عن هذا المجد الزائل وقال أيضًا: لا تحقد على من يُبغضك ولا من يُغضبك، ولا تخطئ في من تحب، واصبر على من ضربك ولطمك وظلمك. لا تصحّ الأُخوّة إلاّ بالأعمال وتقريب الآجال وتنقية الآمال وقال أيضًا: من أدلة المحب: السكوت والتذلل والإطراق والخجل والدموع. انفق ما فضل من مالك، وامسك الفضل من لسانك. غاية الزهد الانشغال بذكر الله عما سواه، والعلم بأنه إن أعطاك فلا يقدر أحد أن يحرمك، وإن منعك لا يقدر أحد أن يعطيك. اترك الاهتمام برزقك الذي ضمنه لك وقال أيضًا: حقيقة الإيمان هي الالتجاء إلى رحمة الله والالتزام بطاعته والمداومة على تقواه. إذا أبطأ عليك الرزق والاستجابة فاكنـز من طلب المغفرة، وإذا جاءتك نعمة فسبّح الله، وإذا حلّت بك مصيبة فتقوّى بالرب وقال أيضًا: صلِّ من أجل من قطعك عنه، وأعطِ من حرمك من شيء، واغفر لمن ظلمك. إياك أن يُخرجك غضبك عن الحق أو رضاك إلى الباطل. لا تأخذ مما ليس لك. إذا كنتَ لا تنفع الناس فلا تضرّهم، وإذا لم تسرّهم فلا تغمّهم، وإذا لم تمدحهم فلا تذمّهم وقال أيضًا: شره القلب يتولد من كثرة الأكل وكثرة النوم وكثرة الضحك، ويتولد أيضًا من عدم الاحتراس في الكلام وكثرة الذنوب، ومن التعليم بدون علم لأنه يُفسد أكثر من أن يُصلح، ومَنْ جعل أذنيه هدفًا لسماع ما يحكم به على الآخرين. يكثر انشغال الإنسان بالله إذا اتّقاه في كل شيء واستعان به في كل شيء وافتقر إليه في كل شيء. احتمل كل ما يأتي عليك وقال أيضًا: أصل جميع الخطايا هو الكذب، فتجنّبوه لأنه هو الشيطان الكبير. وأصل جميع الخيرات هو الحق، فإذا اعتمدتم عليه لا تخيبوا، ومَنْ اعتمد عليه في كل طرقه يقويه الله. لا تتفكّروا في الأمور الرديئة، ولا تطلبوا أن تأكلوا شيئًا من الإخوة بالسرقة، لأنه لا يفرح بالسيئات إلاّ الشيطان وقال أيضًا: الرجل الحكيم إذا رأى أن واحدًا قد سقط يجتهد في إنقاذه ويتعب حتى يخلّصه. كما أن الله إذا أبصر إنسانًا ساقطًا في خطيئة لا يُسرّ بذلك، بل يُسرّ بالذي يسلك في الطريق المستقيم الإلهي وقال أيضًا: تدبّر يا بُنيَّ بما في الكتب ولا تعمل بغيره، لأن الروح المتكلم في الأنبياء هو المتكلم في الصديقين إلى الأبد. وغاية المستقيم هي أبونا السماوي كما قال سيدنا يسوع المسيح. لأن غاية الصديقين هي التشبُّه بالله بقدر الطاقة وقال أيضًا: يا إخوة، يجب أن نجتهد في تكميل ما جاء في الكتب المقدسة، وأن يكون الإنسان بارًا وصدّيقًا ومتجنِّبًا للأمور الرديئة، فإذا فعل ذلك يكون كالشمس مضيئًا في الملكوت كما هو مكتوب (مت13: 43)، ولا يسلك في أي شيء من طرق السوء. والصدّيق يحزن على مَنْ يسلك فيها. قال الرب: لا تحب السوء وانظر إلى أفعال القديسين لأنهم يطلبون الخير بكل قلوبهم لكل من يسقط وقال أيضًا: لا تفتخر، لأن القديس إذا افتخر سقط من أعين الناس بسبب تعظُّم قلبه وافتخاره بمجد فارغ، كما أنه يُغضب الله بتعظُّم قلبه وقال أيضًا: لا يقدر أحد أن يقف على أسرار الله التي في الكتب إلاّ إذا أنار الله عليه، ولكنه بحكمته لا يقدر على ذلك، وإذا اتكل في ذلك على حكمته فقد عظمت سقطته وقال أيضًا: لا تقُل في نفسك: إنني لم أفعل شيئًا، فتكون سقطتك كبيرة، فلا يوجد صدّيقٌ على الأرض ولا بارٌّ ليس له بين يدي الله خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض. وأقول لكم إن كل من افتخر بالذي يفعله ويتعظم به فقد صار كالفريسي وانعدم فيه الخير. وقال أيضًا: من قتل نفسه بالجوع والعطش وأنفق جميع ما له وليست فيه محبة فليس له نصيب مع الرب، وهو يرذله ويضعه. ومن اتضع واعتمد على الله في كل أفعاله وأهان نفسه وسلّم أموره لله استحق أن يُنيره الله بنور مسيحه كالعشار الذي بسبب تأدُّب نفسه واتضاعه وقرعه على صدره قال للرب: لستُ مستحقًا أن أرفع عينيَّ إلى السماء لكثرة خطاياي وذنوبي، لذلك مضى إلى بيته بالأنوار المضيئة الإلهية. ومن افتخر مثل الفريسي وظن أنه فاعل خير ورفع عينيه إلى السماء بافتخار يخزى مثله ويضيع أجره لأنه مضى بالخزي والخيبة وقال أيضًا: الصدّيق الذي يعمل الحسنات ويفتخر بعمله يكون مرذولاً أمام الله أكثر من الخطاة. والمتضع فاعل الحسنات القليلة ويُعظِّم غيره يكون عند الله في منـزلة جليلة والموضع الرفيع الذي لا يوجد مثله. والمفتخر بالسوء، المفتري على الصالحين ويفعل الخير يكون عند الله أشرّ من الخطاة النجسين بسبب افتخاره، وتكون حسناته مرذولة أمام الرب. فاقتنِ الاتضاع لأنه هو غاية البر، فتُعتبر حسناتك القليلة كثيرة عند الله وقال أيضًا: الذي يرذل الصدّيقين تكون خطيئته عظيمة أمام الرب لأنهم مصطفون وجليلون أمام جماعة الملائكة. كل من يخاف الرب ويصنع الخير ولا يفكر في الشر؛ يكون مكرَّمًا أمام الرب أكثر من الملائكة. الذين يخطئون ولا يعرفون الرب يسوع المسيح ولا ملائكته ولا كلامه، فالويل لهم جميعًا قدامه. والذين يعرفون الرب يسوع المسيح ويُغضبوه بأعمال الشر ولا يفعلون الخير إطلاقًا، فالويل لهم لأن الرب يحب الذين يفعلون الخير على قدر طاقتهم، لأن الحكيم يقول: «لا تكن بارًّا كثيرًا» (جا7: 16)، وهو يحب ألاّ يفتخر الأديب بحكمته، لأنه هو القائل إنه ليس أحد أديب ولا عالِم غيري، ولكنه يحب من يتضع ولا يتعظم ولا يفتخر ولا يكذب، ومن يرجع إلى كلام ذوي المعرفة وذوي الأعمال الصالحة الذين ليس فيهم غش ولا كذب، أولئك الذين يحبهم الرب بسبب صلاح قلوبهم وحبهم له واجتنابهم فعل الشر ومحبتهم للإخوة. والصدّيق لا يفتخر بالحسنات، بل إنه يُكثر منها ويتضع مثل الرب يسوع المسيح الصدّيق الحقيقي الذي اتضع حتى الموت موت الصليب. فلا يجب أن يفتخر الأديب بحكمته لأن إلهنا هو ربّ كل أدب وحكمة، وهو القائل: لا أديب غيري وقال أيضًا: قال الرب: اجعلوا الناس يرون أعمالكم الحسنة التي ليس فيها غش ولا رياء، فيمجدون الله أباكم، ولا يسمعوا منكم كلام العلم الذي أساسه الافتخار. كثيرون عملوا خيرات كثيرة ثم ابتعدوا من الله بسبب الكذب والنجاسة والسرقة وقلة السمع والأفكار الرديئة التي يقبلونها مع فعل الخير. لا توجد خطية أعظم من الكذب، ولا توجد فضيلة أفضل من قول الحق، والصدق هو الذي يوقف الإنسان أمام الرب مستقيمًا وقال أيضًا: مَنْ عمل بالناموس كله ماعدا وصية صغيرة قيل عنه: «من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرمًا في الكل» (يع2: 10). وأنا رأيتُ كل ذلك بروح الله وفهمته عندما أحاط الأعداء بروحي مثل الكلاب، ومثل سباع تزأر لتخطف، لأنني رأيتُ أنني أخطأتُ كثيرًا، لأن الإنسان إذا فعل خيرًا كثيرًا ثم فعل شرًّا قليلاً فإنه يُلاشي ذلك الخير، ويُبعده من الله بعد الاقتراب منه بسبب السيئات القليلة التي ارتكبها. لقد كنتُ في زماني أفعل خيرًا كثيرًا، فقلتُ إنني قد اقتربتُ من المسيح وصرتُ صدّيقًا، فابتعدتُ عنه بسبب الشر القليل الذي ارتكبتُه. لذلك يجب على الخاطئ أن يفعل الخير بدون افتخار ولا يتكلم عنه بل يُخفيه ويُظهر للناس خطاياه التي لا يعرفونها، وبذلك فإن الرب يسوع المسيح وملائكته يعظمونه عند توبته وعودته إلى الصلاح، ولا سيما إذا أخفى ما عمله من الخير وقال أيضًا: من يفكر في السوء فهو كمَنْ فعله. وإذا احترسنا من الأفكار الرديئة وتكلمنا بالسوء نكون قد فعلنا جميع الخطايا. ومَنْ قال إنه ليست له خطية فقد كذّب الله، لأنه قال على ألسنة أنبيائه إنه لا يوجد صدّيق بلا خطية ولو أقام على الأرض يومًا واحدًا وقال أيضًا: المتذمر والغضوب والمتكبر والذي يأكل لحم الناس بالاغتياب، أي الذي يتكلم في حق أخيه؛ كل مَنْ يرتكب تلك الأمور مرذولٌ جدًا قدام الله وملائكته. الرجل الفهيم هو الذي ليس فيه غش والماشي حسب الحق ولا يغضب. الذي يخاف الله هو المتحنن الرءوف الذي يحزن على من يعمل الشر ويفرح بالله ويعمل الصلاح، ولا يفتري على مَنْ يُخطئ بل يبكي على أخيه الذي يفعل السوء، هذا الإنسان يظهر برّه أمام الله والناس وخصوصًا إذا لم يظن أن الله راضيًا عنه، بل يعتقد أنه خاطئ وقال أيضًا: مَنْ يأكل فليأكل من أجل الله ويشكره، ومَنْ يصوم فليصُم بقوة من عند الرب ويفعل ذلك بدون غش، والمريض الذي له قوة احتمال فليحتمل، ومَنْ لا يقدر أن يحتمل فليطلب قوة الاحتمال من الله بمخافة وقال أيضًا: خادم الإخوة المرضى فليهتم بهم في كل مكان بمخافة الله بكل ما يأمرهم به الأرشيمندريت، ولا يفعلون شيئًا إلاّ بأمره. الذي يتمارض وهو ليس مريضًا، ولكنه يطلب شهواته، فهذا مرذولٌ أمام الله تعالى. والمريض إذا اشتهى شيئًا فليطلبه مرةً أو اثنتين بخضوع وبساطة وبدون غش، بينما يكون متضرعًا إلى الله أن يصرف عنه الشهوات الجسدية لأنها موت، وبذلك تقوى فيه الأفكار الروحانية التي تؤدّي إلى الحياة الأبدية وقال أيضًا: المريض المحق في مرضه الشاكر لكل ما يصنعه له الخادم، يكون منيرًا بين يدي المسيح ربنا. الخادم المتهاون بالمريض الذي يؤخر عنه شهواته وطلباته يكون شريرًا بين يدي السيد المسيح وكمن يُهرق دماء الناس. كذلك المريض القليل الشكر والذي يتفكر في قلبه بالرديء على الخادم، يكون مرذولاً. كما أن الخادم إذا تفوّه بكلام صعب أو بغيض للمريض يكون مرذول وقال أيضًا: أي واحد من الإخوة، صغيرًا كان أو كبيرًا، رجلاً أو امرأة، لا يأكل شيئًا مسروقًا ولا حتى عود بقل أو خبز إلاّ مع الإخوة، ومَنْ فعل غير ذلك يكون مظلمًا قدام الله. ولا يشرب أحد شيئًا مسروقًا لا في مرضه ولا في صحته، ولا في برد ولا في حرّ ولا لأي ضرورة وقال أيضًا: مكتوبٌ في ناموس الآباء المتقدمين أن يكون الأكل مرة واحدة في اليوم، وذلك بالنسبة لكل مَنْ يلبس الإسكيم. ولا ينتقل أحد من موضع إلى آخر، فقد قال أنبا أنطونيوس: لا تنتقل من مكان إلى آخر سريعًا، فالرهبنة الحقيقية هي أن يثبت كل واحد في الموضع الذي يسكن فيه، ويلزم الصبر في موضعه ويثبت ولا يتنقّل ويقاتل أراخنة الشياطين. فلا تتشبهوا أنتم بغير المؤدَّبين الذين يتنقّلون من موضع إلى آخر حيث أن ذلك لا يتفق مع عبادة الله. ولا يقاوم أحد صاحبه في أي شيء وقال أيضًا: يجب ألاّ يسكن راهب مع علماني، ولا يجوز أن يقبل الرهبان العلمانيين في مجمعهم، بل يجعلونهم خارج المجمع، ولا يأكلوا ولا يشربوا قدامهم. لا يخرج راهب أو راهبة من باب الدير، وبعد أن يضرب الناقوس في آخر النهار لا يتحدث الراهب مع أحد حتى يدق ناقوس السَحَرْ وقال أيضًا: لا تذهب أية راهبة قط إلى دير رجال. وإذا ذهبت راهبة أو راهب لمقابلة الأقرباء بدون مشورة فإنه يسجس قلوب الذين يرعونه ويخالف الوصايا الإلهية. فالراهب يجب أن يخضع لناموس الرب في الدير. فعلينا أن نطيع كبير الدير ولا نقاومه ولا نتكلم معه أو من ورائه إلاّ بما يشاء هو، لأنه مختارٌ من الله تعالى لرعاية المقيمين في هذا المكان، وهو مكلَّفٌ بالاهتمام بنجاة نفوسهم وسيجاوب الله عنهم، وهو المهتم بأمورهم وكل مصالحهم. لذلك يجب ألاّ يعملوا شيئًا كبيرًا أو صغيرًا إلاّ بمشورته وقال أيضًا: الراهب يهتم بالتوبة وملازمة الأفكار الإلهية، ولا يفكر في الشر أو يتمم شيئًا منه، ولا يتفوّه بكلام بشري، ولا يهتم بالاختلاط الفارغ بالناس أو الأفكار الجسدانية، بل يذكر خطاياه ويندم عليها، ويختلي ويحزن على أعماله الشريرة ويجتهد في الابتعاد عما يماثلها، ويبكي من أجل مَنْ يعمل شرًّا ولا يوبخه، ويتقوى بالرب الذي يعمل على خلاص أفكارنا وأجسادنا من هذه كلها، وذلك كمن يريد أن يدير سفينته في ريح عاصف حتى تسلم وتصل إلى الميناء. وعلينا أن نلازم ضرب المطانيات قدام الله لأجل التوبة عن ذنوبنا ومن أجل الذي يندم عليها، والرب، جلّ اسمه، يُعيننا وإياكم على العمل بما يُرضيه. آمين |
||||
![]() |
|