24 - 03 - 2018, 03:48 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
توضيح لفهم الإنجيل ومعناه من جهة الخبرة والتطبيق
إنجيل المسيح في الواقع التدبيري
هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لأن فيه معلن برّ الله، والبار بحسب طبيعته الجديدة التي نالها من الله في المسيح: [بالإيمان يحيا]
وهذا الإيمان هو إيمان الإنجيل الذي يبدأ بالتوبة لكي يكون فعال في واقع حياتنا الشخصية، لأنه يُترجم بشكل عملي بالعمل بوصايا شخص المسيح الرب الذي يُكلمنا بروحه في قلوبنا من خلال كلمته، لأن من يفعل إرادة الله هو الإنسان الصالح المؤمن إيمان حي عملي وليس نظري.
لأنه ما معنى إيماني بالمسيح أو ما هي قيمته الحقيقية في حياتي الشخصية وأنا ما زلت أعيش كما أنا قبل الإيمان، لم أتغير ولم أختلف واقعياً وفعلياً ولا أنمو في البر والتقوى والقداسة والعفة والنقاوة، بل مستمر أحيا تحت عبودية الخطية وميل قلبي نحو شهوات الجسد وملذات الحياة الحاضرة كلها.
لأن هناك فرق عظيم بين
(1) إنسان يحيا في الخرائب ويعيش في تلوث بيئي خطير وكله أمراض وليس فيه صحة ولا عافية ولا قدرة ولا حتى رغبة في الحياة الصحية ولا يوجد من يعتني به،
(2) وبين إنسان يحيا في بيت أبيه وبيئة صالحة وقد أُصيب بمرض عابر وابيه يعتني به ويأخذ من يده العلاج فيُشفى،
أو مثل الفرق ما بين
(1) عبد يحيا عاملاً عند سيده يأكل ويشرب ويحيا بالقهر وقيود بلا حرية، متسخاً قذراً ولا يهتم به أحد، وممكن ان يُطرد في أي ساعة أو قت يشاء فيه سيده،
(2) وبين ابناً يحيا في بيت أبيه له ميراث البنين وحتى لو تعثر أو تلوثت ملابسه فهو ما زال ابناً فهو لا يحيا باستمرار في وسخ الجسد أو وسخ الملابس بل دائماً يغتسل ويتطهر ويجدد ملابسه باستمرار.
فهناك فرق عظيم جداً
ما بين حياة العبودية تحت هوان الخطية،
وبين الحياة في المسيح ومجد البنوة، فإيماننا بالمسيح ينقلنا من الحالة الأولى لحالة أخرى تُسمى التجديد، علامتها التغيير المستمر والتطهير والاغتسال الدائم وظهور ثمر غرس كلمة الله في القلب، لذلك يقول الرسول: اطْرَحُوا (= توبوا) كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ (يعقوب 1: 21)
وهذا هو معنى مثل الرب عن الأرض والبذار،
فخرج الزارع يزرع والبذار تقع في القلوب، والقلب الطيب السليم يقبل بوداعة الكلمة بكونه طرح عنه كل نجاسة وكثرة شرّ (وهذه هي التوبة)، فتنغرس فيه وتنمو وتأتي بثمر، فينقيه الراعي الصالح مفلح القلب فيأتي بثمر أكثر، وهذا هو المعنى الصحيح العملي للإيمان بإنجيل المسيح، والمعنى العملي لنوال قوة البرّ في المسيح يسوع وحياة التجديد المستمر التي كثر التحدث عنها من فوق المنابر في الكنائس والاجتماعات وفي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن معظمها كلام محفوظ وتعبيرات مل منها سامعيها، لأنهم لم يستطيعوا أن يتذوقوا خبرتها التي تجعلهم فعلياً ينتقلوا من الظلمة للنور ومن العبودية لحرية مجد أولاد الله.
يا إخوتي انتبهوا فالحياة مع الله
ليست مجرد انفعالات نفسية ولا فكر معلومات حلوة تحرك المشاعر، بل قوة تحل من الأعالي في النفس لتلبسها ثوب البرّ فتتغير عن شكلها بتجديد ذهنها وتختبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ويظهر فيها نور الكلمة فيتمجد الله، وتدخل في الفرح السماوي الحقيقي ويظهر فيها ثمر الروح القدس: محبة، فرح، سلام، وداعة، طول أناة، لطف، إيمان، تعفف.. الخ، وأهم شيء هو القداسة التي بدونها لا يُعاين أحد الرب.
|