رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إحيينى «بكرة» أيضاً! [COLOR=black !important]يعجب كثير منا بالمثل القائل: «إحيينى النهاردة وموتنى بكرة» على أساس أنه من الأمثلة «العميقة» الفلسفة، بينما أرى من ناحيتى أنه من أكثر الأمثلة الشعبية التى تعكس قدراً «مدمراً» من قصر النظر وكذلك يعبر عن انعدام الطموح الذى بدونه تفقد الحياة ركناً أساسياً من أركانها، وتتوقف عند التطور والتقدم إلى الأمام لضمان غد أفضل، ولو أن كل المبدعين والمبتكرين والبنائين اتبعوا هذا المثل، ما حققت البشرية أى إنجاز يذكر، فلا كانت الكهرباء تضىء حياتنا إلى ما شاء الله، ولا كانت الأبحاث فى سبيل القضاء على الأمراض المستعصية وكل جهد علمى ساهم فى إسعاد الإنسان وفتح أبواب الأمل أمامه، وكنت من الذين يشعرون بخطورة قرار السلطات المصرية المتعاقبة منذ سبعينات القرن الماضى بإهمال القارة الأفريقية التى لعبت مصر دوراً محورياً فيها بمساندة حركات التحرر والاستقلال والمساعدة فى بناء المؤسسات والبنية التحتية فى جميع المجالات، على قاعدة الندية والاحترام المتبادل، والأكيد أن جمال عبدالناصر، كان من أنصار «إحيينى النهاردة وأيضاً إحيينى بكرة».. بإرساء علاقات مع المحيطين العربى والأفريقى بوجه خاص لتبقى لمصر أجنحتها التى تحلق بها فى سماء «غد» يكفل لها المكانة الجديرة بها موقعاً وحضارة وتأثيراً.. وبعيداً عن الإحساس بالرضاء لبدء تصويب الوضع المشوه فى علاقات مصر الدولية وفى مقدمتها الأفريقية، بزيارة الرئيس محمد مرسى لأديس أبابا فى القمة الأفريقية الأخيرة، أتمنى أن تتم دراسة الملف الأفريقى فى حقبة الستينات والاستفادة من الخطوات والإجراءات التى حققت لمصر موقع الريادة والقيادة والاحترام وفى الوقت نفسه عادت علينا بفوائد كثيرة ليس أقلها بطبيعة الحال السهر على حراسة نهر النيل من ألاعيب الأعداء، وهو ما تحدثت فيه فى بداية الثمانينات مع مسئول مصرى آنذاك، إذ نبهته إلى المحاولات المحمومة التى تقوم بها إسرائيل لبناء «سدود» لدول حوض النيل بتمويل أمريكى.. ويبدو أن العمل وقتها كان بمفهوم «إحيينى النهاردة» وإذا كانت زيارة الرئيس الجديد لإثيوبيا وعودة الاهتمام بدول حوض النيل، فالأمل بألا يتوقف الأمر على «عودة الاهتمام» بل الأهم هو «عودة الوعى»، فالنيل ومتانة العلاقات وعمقها بين دوله ضرورة حياتية لأبناء مصر.. للنهاردة.. ولبكرة كذلك.. فإهمال المستقبل، غالباً ما يطيح بالحاضر. الوطن |
|