منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 03 - 2018, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 20281 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عربيزي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عربيزي
بحسب الموسوعة الحرة، ويكبيديا، الكلمة عربيزي تعني :

“أبجدية غير محدَّدة القواعد، مُستحدثة، غير رسمية. ظهرت منذ بضعة سنوات، ويستخدمها البعض للتواصل عبر الدردشة على الإنترنت أو رسائل المحمول باللغة العربية أو بلهجاتها. وتُنطق هذه اللغة مثل العربية، إلا أن الحروف المستخدمة في الكتابة هي الحروف والأرقام اللاتينية بطريقة تشبه الشيفرة”.
تقول بعض الإحصائيات أن 84٪ من الشباب يستعملونها كلغة للتواصل. ويطلق عليها أيضًا الأرابيش أو الفرنكو”.
وهي تُكتب إما بالأرقام، فيعطى رقم لكل حرف مثل "٢=همزة، ٧=ح، ٥=خ، ..الخ." فكلمة “سؤال” بالعربية تكتب “so٢al” بالعربيزي و“sa٧e٧” تعني “صحيح”، وهكذا. بالإضافة لبعض الاختصارات المعروفة من اللغة الإنجليزية مثل: See you=CU.
يصعب على البعض قراءتها، بينما البعض الآخر أصبح من الأسهل لهم الكتابة بها عن الكتابة بالعربية أو الإنجليزية.
لا تزال الكتابة بهذه الطريقة غير مسموح بها في أوساط العمل والأوساط الرسمية.
وأنا لست بصدد توضيح موقف من هذهالأبجدية، فهذا متروك لاستحسانك الشخصي، وإنما أود مشاركتك عزيزي القارئ ببعض الأفكار الكتابية بخصوص :
“اللغة”:

-1-
أصل اللغات
يخبرنا الكتاب، في :
(تكوين11: 1-9)

أن البشر ظلوا لفترة طويلة يتكلمون لغة واحدة، حتى أرادوا بناء مدينة وبرجًا رأسه بالسماء، الغرض منه كما أوضحه الكتاب :
“نصنع لنفسنا اسمًا”.
مما اعتبره الرب تمرُّدًا صريحًا عليه؛ فبَلبَل لسانهم (أي جعلها لغاتهم غير مفهومة بعضهم لبعض)، ومن هنا نشأت اللغات المختلفة في الأرض، والتي أصبحت تُعَدُّ بالآلاف. ثم تبدَّد البشر على وجه الأرض وكاناللسان، أي اللغة، هو أساس التقسيم :
(تكوين10: 5 ، 20 ،31).
ومن هنا نفهم أن اللغات المختلفة كانت وصمة التمرد على الرب. وأضحت اللغات عقبه في سبيل تواصل الناس واتحادهم.
أراد البشر الاتحاد معًا ضد الرب ؛ ففرَّقهم الرب. لكنه عاد ليجمع المؤمنين الحقيقيين به في كيان جديد مجيد، هو الكنيسة، التي لا فرق فيها بين الناس على أساس اللغة أو على أي أساس آخر. وقريبًا سيكون المفديون في السماء حول المسيح من كل لسان :
(رؤيا5: 9).

هذا هو عمل نعمة الرب التي لا يقف أمامها مانع، حتى ولو كان شر الإنسان.

-2-
اللغة والهوية
اللغة تسهم بشكل كبير في تحديد هُويّة الشخص. وهناك قول شهير لأحد الفلاسفة تكلَّم فأرَاك أي

أستطيع أن أعرف الكثير عنك إذا تكلمت كلمات قليلة”.
هذا ما حدث مع بطرس، تلميذ المسيح، في وقت محاكمة المسيح، حيث كان يجب أن يكون بجوار سيده، لكنه جلس بين العبيد في دار رئيس الكهنة، وكانت النتيجة إنكاره للمسيح.
«..جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ.»
(لوقا22: 55).
لكنهم بسهوله ميَّزوا تبعيته ليسوع فقالوا له :
«أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!».
(متى 26: 73)
كان بطرس بينهم لكنه لم يكن منهم، وهكذا المؤمن الحقيقي فهو يعيش في العالم لكنه ليس من العالم :
(يوحنا17: 14)،

وله مكانه الصحيح الذي يجب أن يكون فيه وهو أن يكون تابعًا للرب :
(لوقا5: 11).

لكن بطرس وقت المحاكمة :
«..فَتَبِعَهُ (الرب) مِنْ بَعِيدٍ »
(لوقا22: 54).
وكذلك فكل تلميذ للمسيح ليس من العالم، ومن الطبيعي أن تكون له لغته التي تميِّزه عن لغة العالم. ففي الوقت الذي يصف فيه الكتاب الأشرار بالقول :
«حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ.وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً.»
(رومية3: 13-14)؛
هذا ما تنتجه الخطية. لكن بالولادة الجديدة من الرب ونوال الطبيعة الإلهية، يتغير الكيان؛ فيتغير اللسان *نحو مجد الرب . ويصبح الترنيم والصلاة والشهادة للرب هي لغة الإنسان الجديد كما يعطي الروح عطيته بألسنة جديدة سماوية ينطق بها *.
(أعمال3: 8؛ 9: 11).(مرقس 16: 17)
شهد أعداء المسيح عنه قائلين :
«لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!»
(يوحنا7: 46)
ومن سمعوه تعجِّبوا من :
«..وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، »
(لوقا4: 22).
وهكذا، فكلما نمونا في معرفة المسيح ستتغير لغتنا لتشبه لغته.

-3-
تُكتب ولا تُنطق!
تستطيع أن تكتب بـ“العربيزي ولكن أن أردت نطقها فستنطقها بالعربية أو بالإنجليزية، أي بلغة الكلمة الأصلية. كذلك في حياتك، يمكن أن تكتب وتعبِّر كثيرًا دون أن تنطق بكلمة واحدة. هل تذكر مريم التي دهنت قدمي الرب بطيب ناردين خالص كثير الثمن ومسحت قدميه بشعرها، وكيف امتدح الرب عملها، وتكلم الملايين، بل وتعلموا، من تلك التي لم تنطق بكلمة واحدة :
(يوحنا12: 1-11).

-4-
اكتب بوضوح
يقول الرسول بولس للمؤمنين :
«ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ،... لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ الرب الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ».
(2كورنثوس3:3)
إنه أمر خطير، نحن رسالة الرب للعالم، والسؤال:
ماذا يقرأ الناس من خلالنا عن الرب؟
يا ليتنا نكون حريصين أن نوصل المعاني التي في الرب للعالم من حولنا بكل وضوح.
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 06 - 03 - 2018, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 20282 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اعرف اني احبك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي، يقول الرب.
لأنه كما علت السماوات عن الأرض ،
هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم.
إشعياء 8:55-9


بغض النظر عن شدة محاولتنا لادراك روعة الله، فهو مازال الله ونحن لا. يجب ان نتذكر للابد ان الخطية الاصلية والاساسية كانت محاولة ان تصبح مثل الله في المعرفة والفهم. نحن نعرف الله، لكننا لا يمكن ان نفهم كل شيء عنه بشكل كامل. نحن نحاول ان نأخذ شخصيته، ولكن لا يمكن الاقتراب من عظمته او بره او قداسته. هذا امر مثير ومحبط في ذات الوقت. ولكن يبقى الوعد انه في يوم ما سوف نراه كما هو (يوحنا الاولى 1:3-3) ونعرف كليا حتى واننا معروفين كليا (كورنثوس الأولى 11:13-12).


ايها الراعي الصالح، اشكرك على صبرك معي حينما لا استطيع ان افهم واقدر قداستك وشخصك الفائق . اشكرك على ارسالك يسوع حتى استطيع ان اعرفك بشكل افضل واثق بك لتعرفني بشكل افضل مما اعرف نفسي . أنا اتطلع لأن اراك وجها لوجه عندما يأتي يسوع ليأخذني لبيتي . حتى ذلك اليوم، من فضلك اعرف اني احبك. باسم يسوع اقدم شكري وتمجيدى. آمين
 
قديم 06 - 03 - 2018, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 20283 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ايها الراعي الصالح
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اشكرك على صبرك معي
حينما لا استطيع ان افهم
واقدر قداستك وشخصك الفائق .
اشكرك على ارسالك يسوع
حتى استطيع ان اعرفك بشكل افضل
واثق بك لتعرفني بشكل افضل مما اعرف نفسي .
أنا اتطلع لأن اراك وجها لوجه
عندما يأتي يسوع ليأخذني لبيتي .
حتى ذلك اليوم، من فضلك اعرف اني احبك.
باسم يسوع اقدم شكري وتمجيدى.
آمين
 
قديم 06 - 03 - 2018, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 20284 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نفرح وسط الأحزان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تئنُّ النفس وتنحني تحت ثقل الحزن والبلوى.
ويتفتت القلب وينكسر إثر لطم أمواج التجارب المحيطة به
فيصرخ الإنسان صرخات النجدة والاستغاثة
ويذرف دموع الثكل والأسى إفراجاً عن همه
وتعبيراً عن انكساره ناسياً أن هنالك وسيلة أفضل.
يقال إن أعذب الينابيع توجد وسط مياه البحار المالحة،
وأجمل الأزهار تنمو في أشد المضايق وعُورة، وأكثرها جدباً.
وإن أروع المزامير كانت عصارة نفس اختبرت أعمق الحزن وأشده.
هكذا الحال مع محبي الرّب، يقفزون فرحاً
حتى في ساعات الحزن الشديد ويهلّلون لاسم الله أبيهم..
هل اختبرت هذه الحقيقة يا أخي؟
ليس فقط أن نحتمل بصبر أو نقبل برضى
بل أن نفرح وسط الأحزان فرحاً لا يعبّر عنه ومجيد..
 
قديم 06 - 03 - 2018, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 20285 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كل دقة قلب هي دليل على محبة الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك.
وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك،
وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم.
تثنية 6:6-7


نحن نبدأ كل يوم مع الله. كل نفس نأخذه يجب ان يكون تذكير قوي ان آبانا منحنا يوما آخر للحياة لخدمته. كل دقة قلب هي دليل على محبة الله ، تذكير لنا اننا مباركون بدقيقة أخرى لنقدم له الافضل. هذه البركة تنسى بسهولة جدا. افضل طريقة لتذكر هذه الحقائق عندما نعلمها ونظهرها ونعيشها مع اطفالنا.


الله العظيم، الرزاق الرؤوف، والصديق الذي لا استحقه، اشكرك! اشكرك على هذا النفس الذي اتنفسه وعلى دقة قلبي التي تحفظ حياتي . اجعلني مدركا بوجودك بينما اتنزه واتكلم وارتاح واعمل . باسم يسوع، المضحي الكريم، اصلي . آمين.
 
قديم 06 - 03 - 2018, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 20286 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما بين محبة الذات

والتوبة الحقيقية والإيمان الحي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما بين محبة الذات، والتوبة الحقيقية والإيمان الحي
حينما ننحصر في أنفسنا فأننا نحب ذواتنا،
وحينما نستمر في محبتها فأن محبتنا نحوها تصير أكثر من الله وبهذه الطريقة فأننا نفرط في محبتها طبيعياً، فنصير عبيد تحت متطلباتها فنُحقق رغباتها الحسية وهي لذة الشهوات الدنيئة، سواء كانت الحسية من جهة شهوات الجسد أو من جهة الأفكار المُظلمة المختلفة، أو حتى الأفكار الفلسفية والأسئلة التي تعبر عن ظلمة الفكر المُنطفئ فيه النور الإلهي، وحينما نحيا في هذه الدائرة المُغلقة تتعذر توبتنا توبة سليمة ننمو فيها فنثبت في الحق وينمو برّ الإيمان الصالح فينا، لذلك كان صوت الحق منادياً لنا: أن أراد أحد أن يتبعني فلينكر نفسه، لأن حينما ننكر أنفسنا أولاً فأننا نرفض الخضوع لرغبات النفس الدنيئة وبذلك نتحرر من محبة الذات، لأن نكران النفس يصل بنا للصليب فنستطيع بسهولة أن نصلب الجسد مع الأهواء والشهوات، لأن الرب لم يقل فقط ينكر نفسه بل يحمل صليبه كل يوم ويتبعني، فالتبعية تستحيل في وجود الذات وتحقيق كل رغبات النفس حتى الشريفة منها، لأن من يسير في طريق التقوى لا يرغب سوى أن يتمم مشيئة من يتبعه، لذلك قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله (يوحنا 4: 34)، لذلك الرب عملنا أن نُصلي قائلين: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
فهذه هي الطريقة الوحيدة الصحيحة للتوبة النافعة
التي تثبت فينا الإيمان بشخص المسيح الرب، وتجعلنا ننمو نمواً صحيحاً ولا نظل أطفالاً تحركنا الأهواء كما تشاء، لأن من يحيا في محبة الذات فأنه ينحصر في إنسانيته العتيقة الساقطة، ويصير عبداً لأهواء قلبه وشهواته الخاصة، لأن الجسد مثل الفرس أن لم يخضع لروح الله فأنه يتمرد، يصير جامحاً يهيج ويرفس ولا يُمكن ترويضه، لذلك قال الرسول:
+ فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى اظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ انْتُمْ ايْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. فَأَمِيتُوا اعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ، الأُمُورَ الَّتِي مِنْ اجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى ابْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ بَيْنَهُمْ انْتُمْ ايْضاً سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا. وَأَمَّا الآنَ فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ انْتُمْ ايْضاً الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ افْوَاهِكُمْ. لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ. (كولوسي 3: 1 – 10)
لذلك علينا أن نطرح عنا كل نجاسة وكثرة شرّ،
لكي تنغرس فينا كلمة الحياة وتُثمر ثمراً صالحاً حسب قوة الحياة التي فيها، لأننا الآن أمام طريقين، وهو إما أن ننكر أنفسنا فنكف عن محبة ذواتنا، ونحيا بالإيمان العامل بالمحبة، فنصلب الجسد مع الأهواء والشهوات، فنحيا للرب يسوع، أو نحيا نظرية الإيمان فنفرط في محبة الذات التي تجعل خطاياك تصلب إيماننا فنموت روحياً منحصرين في ذواتنا مُتممين كل ما تُمليه علينا من طلبات مخالفة لمشيئة الله ووصاياه المقدسة، لذلك فأن وصية الرسول لنا:
+ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ. لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ، لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ (أو التعليم)، امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ، تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ، اِمْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرٍّ. وَإِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1تسالونيكي 5: 17 – 22)
 
قديم 06 - 03 - 2018, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 20287 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التدريب والالتزام

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال السيد المسيح :
فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا،
أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.
( متى 7 : 24 )
كل تغيير في الانسان يستلزم التدريب والالتزام. كثيرين يعرفون المسيح ولهم علاقة شخصية معه، ولكن لاتتغير حياتهم والسبب دائمًا مايكون (التهاون والكسل والاستسهال)، وحياتنا تتحول الى مجرد رغبات فقط بدون تنفيذ. فكثيرين يرغبون ان ينزل وزنهم ولكن لايعملون على ان ينزل وزنهم، وهكذا من يرغب بان تكون له حياة صلاة قوية ويتوقف الامر على مجرد رغبة فقط بدون عمل وتدريب، او من يرغب ان يراقب لسانه لانه كثيرًا مايشتم ويتكلم بنكات قبيحة، ولكن يظل الامر مجرد رغبة ولايقوم باي عمل او تدريب. الرب يسوع قالها بكل وضوح "كل من سمع كلامي وعمل به"، فالسمع لايكفي، فالكثير منا لهم معرفة بالكثير من الامور في الكتاب المقدس وسمعوا للكثير من العظات وشاهدوا الكثير من الاختبارات، ولكن لا يوجد تغيير حقيقي في حياتهم. فقط العمل بالسمع، اي بما سمعته، هو الذي يصنع التغيير ويجعل حياتك مبنية على اساس قوي وثابت. البداية بالتغيير تكون معك بأنك "تسمع او تقرا او تشاهد قدوة صالحة"، هذه الامور تقودك الى ان ترغب بالتغيير، فنحن نقرا الكتاب المقدس او نسمع عظة او نشاهد حياة شخص او اختبار، وتبدأ بداخلنا الرغبة بالتغيير وهذا ماعايشه تلاميذ المسيح فهم سمعوه يُعلم وشاهدوا حياته مُعاشة امامهم وتتلمذوا على حياته وتعليمه. ولكن مع هذا، لم يتغيروا مباشرة، بل ظل المسيح معهم يوجههم وفي بعض الاحياة يوبخهم ويقودهم فاذن المشاهدة المباشرة للمسيح نفسه لم تغير التلاميذ ولكن العمل والتدريب بما عرفوه، متكلين على نعمة المسيح هي التي غيرتهم. ولنبدأ بمن يريد مثلًا ان تكون له حياة صلاة قوية: كما قلنا، ممكن ان يشاهد اختبار او يسمع عظة او انه يقرا كتاب ويتشجع بأن تتغير حياته ويكون له علاقة اعمق مع المسيح، ولكن هذه المعرفة تتطلب تدريب وتخصيص وقت والتزام وونفس الامر ينطبق على قراءة الكتاب المقدس. وهناك من يريد ان ينزل وزنه، فيسمع انه محتاج ان يعيش حياة صحية ويحافظ على وزن صحي ومثالي، وممكن انه يشاهد قصص او اختبارات لأشخاص فقدوا الكثير من وزنهم وصاروا يتمتعون باجسام صحية، وهنا تتولد الرغبة ويجب ان نتشجع ان تتحول الرغبة الى تدريب وارادة قوية والتزام: تدريب على نظام غذائي متوزان تلتزم به وتقليل لكميات الطعام. وهناك من يعانون من (العادة السرية) ويرغبون بتركها، وتبدا الرغبة عندك بان تتوقف عنها بانك ممكن تقرا في الكتاب المقدس او تسمع عظة او تشاهد اختبار معين، وبعدها تتولد الرغبة "لااريد ان استمر في حياتي وانا اعاني من العادة السرية انا تعبت منها"، هنا انت امام مرحلة مهمة وهي الرغبة، ولكن لاتتوقف عندها بل حولها الى تدريب وصلاة والتزام، بأن تبتعد عن كل مايقودك الى (العادة السرية) وهذا التدريب سيقودك الى ان يكون لك حياة عملية تبدا من خلالها تفهم "كيف كنت تسقط؟." وتحاول ان تتجنب الرجوع الى الدوائر التي كانت تقودك للسقوط، سواء كانت علاقات او صور او افلام. ولاننسى انه الموضوع يبدأ بالفكر وكل ماذكرناه من "صور وافلام او علاقات" التي تقودك للسقوط هي تبني بداخلك الخيالات، ولكن الاهم هي الفكرة التي تقودك الى السقوط وهي "نظرتك للمرأة او نظرة المرأة للرجل"، فتشويه صورة المرأة الذي عمله ابليس في عقل الرجل وجعل منها "وسيلة لأشباع الرغبات" وجعله يرى انها فقط جسد يشبع رغباته من خلاله ويستمتع به، وليس انها مخلوقة على صورة الله ومثاله وهي شخصية بحد ذاتها لها "نفس وروح وجسد" وكلما بدأت تتغير نظرتك للمراة كلما بدات تنتصر على انك تستخدمها لأشباع رغباتك، لانك تراها كما خلقها الله وليس بالتشويه الذي سببه ابليس للصورة في عقلك عنها. والتدريب هنا يحتاج الى الصلاة والانضباط والالتزام، وهذا سيقودك الى الانتصار شيئًا فشيئًا. واخيرًا لاتنسى انك كونت هذه العادات طوال سنوات عديدة، ولهذا فانت محتاج حتى تبني عادات جديدة ان تضع امامك نموذج ومثال من يُدرّب جسده على بناء العضلات. فهو يقضي ايام وشهور حتى يكتسب عضلات في جسمه مع التزامه بالتدريب وبنظام غذائي يناسبه، ويجب ان يكون التدريب عنوان حياته كلها حتى يحافظ على لياقة جسمه وعضلاته التي اكتسبها، وبالمثل فما تتدرّب عليها حتى تحافظ عليه يجب ان تلتزم به، ويكون هو مسيرة العمر كله وليس مجرد فترة محددة فقط في حياتك تعيشها في التزام.


 
قديم 06 - 03 - 2018, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 20288 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخلاقيات الملوك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخلاقيات الملوك
يذخر التاريخ بمواقف مشرِّفه لأُناسٍ بُسطاء تصرَّفوا بشيمِ العظماء.. وكم تأثَّرت وأنا أشاهد مقطع حقيقي لأب فى المحكمه يقف وجها لوجه مع مجرم قاتل ابنته، يعلن لهذا المجرم أنه قد سامحه، بل ويطلب من الرب أن يفتح قلبه لينال الخلاص الأبدي. إنها أخلاقيات ملوكية؛ تتسامي وتعلو وتصفح، وتختلف عن سفاهة الصعاليك التى لا تعرف إلا القتل والنهب.
ما أحوجنا الى مثل هذا السمو، سمو الأخلاقيات الأدبية الراقية، التى هي بحق أخلاقيات الملوك وسِمَةِ العُظماء الحقيقيين. فيا تُري ماهي أخلاقيات الملوك هذه؟!
في صورة واضحة ومفارقة صارخة بين شخصيتين في التاريخ، نستطيع أن نكتشف بسهولة، أن الملوك الحقيقيين قد لا نجدهم علي عروش الأرض أو في القصور الفاخره، بل فى أبسط الأماكن وأقل الأمكانيات!!
نري البسطاء عظماء، وقد نري علي العروش صعاليك أدنياء!!

أولاً:
الملك الصعلوك.. والصغير العظيم!!
في واحده من القصص الدراميه الواقعيه والتي سردها الكتاب المقدس، قصة شاول الملك وداود، والتي يدهشني فيها أخلاقيات كل منهما؛ حتي أجد نفسي متسائلاً:
من هو الملك ومن هو الصعلوك؟!
-1-
الأنانية أم التضحية:
قال الرب عن شاول الملك إنه سيعمل كل شيء لا لصالح شعبه بل لنفسه :
« يَأْخُذُ بَنِيكُمْ وَيَجْعَلُهُمْ لِنَفْسِهِ...»
(1صموئيل8: 11).
بينما قيل عن داود الذي كان من عامة الشعب وقتها :
«فَإِنَّهُ وَضَعَ نَفْسَهُ بِيَدِهِ وَقَتَلَ الْفِلِسْطِينِيَّ فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمً»
(1صموئيل5: 19).
-2-

الألفاظ النابية والكلمات الراقية:
ما أردأ ألفاظ من شاول هذا المفروض أنه ملك!
فمرة يهيج علي ابنه يوناثان بسبب محبة ابنه لداود، وشتمه بأصعب الألفاظ :
«..يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ..»!!
فياللعار! بينما، علي الجانب الآخر، استمع الي ألفاظ داود، حتي في أصعب المواقف التي أراد فيها شاول قتله، قال له :
«فَانْظُرْ يَا أَبِي، انْظُرْ... أَنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِي شَرٌّ وَلاَ جُرْمٌ،... يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ»
(1صموئيل24: 11-12)
فيا للسمو!! لقد صلى هذا الصغير الكريم قائلاً :
« لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي»
(مزمور19: 14).
-3-

العفو أم الانتقام:
أراد شاول قتل داود عدة مرات دون ذنب، حتى داود أندهش وأنا معه - أن ملك كبير يطارد شابًا صغيرًا دون سبب :
(1صموئيل24: 14).
بينما لمعت أخلاقيات داود وهو في موقف مشابه، مع اختلاف الأداور، عندما وقع شاول بين يديه، وكان في قدرته قتل شاول وهو نائم، لكنه ترفَّع ومنع رجاله من المساس به قائلاً :
«حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ»
(1صموئيل24: 6).
وهذا أدهش شاول جدًا حتي أنه بكى وقال :
«أَنْتَ أَبَرُّ مِنِّي، لأَنَّكَ جَازَيْتَنِي خَيْرًا وَأَنَا جَازَيْتُكَ شَرًّا».
(1صموئيل24: 17).
تُرى عزيزي، من كان الملك من أمتلك أخلاقيات العظماء:
شاول أم داود؟!
-4-
الالتصاق بالرب أم الرفض من الرب:
إن السرَّ الذي جعل الملك حقيرًا، والذي جعل الصغير كبيرًا؛ ليس هو انتخاب البشر، ولا العرش ولا القصر، إنما الالتصاق بالرب أو رفضه!!
فلقد قيل عن شاول :
" مَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِي بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ»
(1أخبار10: 13).
بينما وصف الرب داود بهذا التعبير الرائع :
«وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي»
(أعمال13: 22).
إن معرفة المسيح والتطهُّر بدمه الكريم، والامتلاء بروحه، تجعل مني ومنك ملوكًا بحق أمام الرب، وشرفاء أمام الناس؛ فهل أنا وأنت هكذا؟!

ثانياً:
الأمير الذي يحاكَم أمام الحقير!!
لا أريد أن أنهي الحديث، دون التحوّل إلى هذا الكريم والشريف الأعظم، الذي مع كل سموه، وقف أمام عبدٍ حقيرٍ لكي يحَاكَم منه، ومع ذلك أظهر هذا الكريم كل سمو أخلاقه ونبل صفاته.. إنه الرب يسوع المسيح، في وقفته أمام بيلاطس وهيرودس لمحاكمته.. المذهل: مَن يُحاكِم مَن؟!
وأكتفي بإشارتين لتوضيح من هو الملك الحقيقي وأخلاقياته، الذي جلس علي الكرسي أم الواقف أمامه.
-1-
الفارق الأدبي والأخلاقي الشاسع:
ما أبعد الفارق بين المسيح وغيره!! إنه المُعلَمٌ بين رِبوة (10000)، العجيب المشير الإله القدير!!
كان هيرودس ملكًا على العرش، لكنه منحطًا أدبيًا وشهوانيًا دنيئًا، لا تحكمه قوانين ولا تضبطه مبادئ؛ فلأجل شهوته وعشيقته قتل أعظم المولودين من النساء، يوحنا المعمدان، فقط لإرضاء راقصة فاجرة وأمها!! فأين الأخلاق؟! وهل يمكن أن نسمي هذا ملكًا؟!
أما ربنا يسوع المسيح، فرغم أنه لم يكن له مكان ليبيت، لكن في حب وسمو أدبي جال يصنع خيرًا، عاش لا ليُخدَم بل ليخدُم، يتحنن ويشفق، يشفي ويُشبع، يُخلص ويُعلٍّم، يُعطي ويبذل حتي نفسه. فشهد عنه الضابط الروماني :
«حَقًّا كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ إيلوهيم!»
(مرقس15: 39).
-2-
التمسك بالحق حتي النهايه:
وأليست هذه من شيم الملوك والعظماء؟!
وقف ربنا يسوع يُحاكَم أمام بيلاطس، الذي بالرغم من اقتناعه بأن المسيح هو الحق، ومن الناحية القضائية المسيح أيضًا كان بلا علة، لكن خوفُا على منصبه وكرسيه باع الحق وأسلم يسوع ليصلب، وأطلق باراباس المجرم حرًّا بريئًا لإرضاء الشعب!!
أمثل هذا يكون أميرًا أم حقيرًا، عادلاً أم مجرمًا؟!
أما الملك الحقيقي، ربنا يسوع، فأصر أن يقول الحق، ويعيش الحق، ويموت لأجل الحق، قائلاً :
« لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ»
(يوحنا18: 37).
ويالسموه، حتى وهو يموت على الصليب يتوسل للآب قائلاً :
«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»
(لوقا23: 34).
إخوتي الأحباء، إن العظيم ليس من يمتلك الأشياء أو يجلس في المناصب المرموقة، أو يعيش في فخامة الممتلكات، فلم تعطِ الأشياء أبدًا قيمة لصاحبها، لا وألف لا.. فالحكيم سليمان يقول :
«اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً»
(أمثال16: 32).
إن العظمة والسمو هو أمر داخلي وليس خارجيًا، أدبيٌ وليس ماديًا، أبديٌ وليس وقتيًا. إنه سمو الأخلاق والصفات وليس الأشياء والممتلكات. وهذا يأتي عندما يُحلّ المسيح بالإيمان في القلب، وتتعمق كلماته في الفكر، ويمتلك روحه القدوس كل اتجاهات الحياة.

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 06 - 03 - 2018, 06:19 PM   رقم المشاركة : ( 20289 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إصبع وفلسان للرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إصبع وفلسان للرب
“كوري تن بوم”
(15/4/1892 – 15/4/1983)
هولندية مسيحية - جنبًا إلى جنب مع والدها وشقيقتها “بتسي”، وأفراد عائلتها الآخرين ساعدت الكثير من اليهود على الهرب والنجاة من اضطهاد النازية، خلال الحرب العالمية الثانية. وسُجنت بسبب هذا الأمر، ولكن بعد انتهاء الحرب بهزيمة النازي، أُطلق سراحها، فانطلقت تجوب كل العالم لتُقدِّم دليلاً حيًّا على الإيمان المسيحي والتسامح والغفران والمحبة في وجه الوحشية والبغضة والكراهية، وشهادة مذهلة لقوة الرب المُعضّدة وسط جنون الشراسة والنجاسة والإرهاب الدموي الرهيب.

وتحكي “كوري” - في كتابها :
“مسيرة لأجل الرب”
عن زيارة لها لإقليم ليتوانيا في روسيا، إبان الحكم الشيوعي، وأثناء هذه الزيارة قامت بزيارة امرأة عجوز تقيَّة تخدم الرب. وعن هذه الزيارة تقول “كوري”:
وصَلت إلى شقتها ليلاً لكي نتجنب اكتشافنا مِن قِبَل السلطات الشيوعية. تسلّقت أنا ومرافقتي درجات السلم الشديدة الانحدار، لنخرج من باب خلفي إلى الشقة المُكوَّنة من حجرة واحدة. كانت مُكدَّسة بالأثاث مما يعد دليلاً على أن الزوجين العجوزين كانا يعيشان ذات مرة في منزل أكبر وأروع.
كانت العجوز تنام مُحاطة بالوسائد - على أريكة صغيرة. كان جسدها مثنيًا وملتويًا بما يفوق الوصف، بسبب تشوّه وتيَّبُس جميع مفاصل جسمها، بما فيها مفاصل العمود الفقري، نتيجة لمرض الروماتويد المُرعب. وكان زوجها المُسن يقضي كل وقته في العناية بها، لأنها لم تكن قادرة على التحرك بعيدًا عن الأريكة.

مشيت عبر الحجرة، وانحنيت وقبَّلت وجنتها المتجعدة. حاولت السيدة أن تنظر إلى أعلى، ولكن العضلات في عنقها كانت ضامرة، ولذا لم تستطع إلا أن تحرك عينيها إلى أعلى وتبتسم. ورفَعت يدها اليُمنى ببطء، وهي ترتعش عدة مرات. كانت يدها اليُمنى هي الجزء الوحيد من جسدها الذي استطاعت أن تسيطر عليه. واستطاعت بمفاصل أصابعها المُشوّهة والكثيرة العقد أن تربت على وجهي.
تأملت إصبع السبابة في تلك اليد؛ الإصبع الوحيد الذي أبقاه الرب خاليًا من التشوّهات وتيَّبُس مفاصله. ثم اقتربت منها وقَبَلت أصبع السبابة هذا في تلك اليد، لأنها طالما مجَّدت الرب بهذا الإصبع الوحيد.

فبالقرب من أريكتها كانت هناك آلة كاتبة من الطراز القديم. وفي كل صباح كان زوجها الوفي ينهض من النوم، ويُصلي ويحمد الرب، ثم بعد أن يستجيب لاحتياجات زوجته ويُطعمها إفطارًا بسيطًا، يساعدها على وضع الجلوس على الأريكة، ويضع الوسائد حولها حتى لا تقع. بعد ذلك كان يحرك تلك الآلة الكاتبة السوداء القديمة لتكون أمامها على منضدة صغيرة.
ثم كان يُخرج كومة من الورق الأصفر الرخيص من دولاب قديم. وعندئذٍ كانت الزوجة تبدأ في الكتابة بذلك الإصبع الوحيد المُبارك، طوال النهار، وجزءًا من الليل. كانت تترجم الكتب المسيحية إلى اللغة الروسية واللغة اللاتفية؛ لغة شعبها. وكان زوجها يجمع الصفحات الخارجة من آلتها الكاتبة ليوزعها سرًا على المسيحيين.

يا لها من مقاتلة!
باستخدام ذلك الإصبع الوحيد فقط؛ نقرة.. نقرة.. كانت تطبع الصفحات المُترجَّمة. إن أجزاء من الكتاب المُقدَّس، وكُتُب بِلي جراهام، وواتشمان ني، وكوري تن بوم... كلّها خرجت مُترجَمَة من آلتها الكاتبة، لتكون طعامًا للمؤمنين.
وقال زوجها:
إنها لا تترجم كتب هؤلاء فقط، لكنها تُصلي لأجلهم، ولأجل خدام الرب في كل العالم، أثناء الكتابة. في بعض الأحيان كانت تستغرق وقتًا طويلاً، وبمعاناة شديدة، لتنقر على الأزرار، أو لتضع الورقة في الآلة، ولكنها طوال الوقت كانت تُصلي لأجل هؤلاء التي تعمل لترجمة وكتابة كُتبهم!

نظرت إلى جسدها البالي المُشوَّه على الأريكة، حيث كان رأسها منخفضًا لأسفل، وكانت قدماها ملتفة تحت جسدها. أخذت أبكي بداخلي:
“يا رب.. لماذا لا تشفيها؟!
أحسَّ زوجها بالألم النفسي الذي انتابني، فقدَّم الجواب:
“للرب غرض في مرضها. إن كل مسيحي آخر في المدينة مُراقَب من البوليس السري الشيوعي، ولكنها لأنها مريضة لفترة طويلة، لا أحد يتحرى عنها. إنهم يتركوننا لحال سبيلنا. وهي الإنسانة الوحيدة في كل المدينة التي تستطيع أن تكتب على الآلة الكاتبة بهدوء، ودون أن تُكتشف ”.

وبعد شهور قليلة من عودة “كوري” إلى هولندا، وصلها خطاب من الزوج يقول عنها إنها في ساعات الصباح الباكر من أحد أيام الأسبوع الماضي، غادرت الأرض وانطلقت لتكون مع الرب. وقال:
“لقد عملت حتى منتصف الليل من نفس تلك الليلة، وهي تكتب بذلك الإصبع الواحد، لمجد الرب”.

عندما قرأت هذه القصة تخيّلت الرب يسوع يصنع له منزلاً ويُقيم إقامة كاملة في هذه الغرفة :
(يوحنا14: 23)،

وهو يجلس يُراقب بفرح هذه السيدة العجوز المريضة، ويُهوّن عليها آلامها وأتعابها، ويقول عنها:
«قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا! ... عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا»
(مرقس 14: 6-8).

وتذكَّرت أيضًا الرب يسوع وهو يجلس في الهيكل تجاه الخزانة، ينظر كيف يُلقي الجمع أموالاً في الصندوق، وفرح عندما سمعت الرب يسوع يُبارك الأرملة الفقيرة التي :
«أَلْقَتْ فَلْسَيْنِ»،
والتي - مثل هذه السيدة المريضة - :
«مِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا»،
فوجد الرب فيها كل مسرته
(مرقس12: 41-44؛ لوقا21: 1-4).
إن الفقر والحزن لم يُفسِدا قلب هذه الأرملة، ولم تَجفّ منها ينابيع الشكر للرب، فلم تتخلَّ عن لذة العطاء للرب المُعطي الأعظم، فذهبت إلى بيت الرب بتقدمتها، وأعطت فلسيها الصغيرين. وبعد أن أَلْقَتْ تقدمتها، خرجت خالية الوفاض من كل الوسائل المنظورة للإعالة في المستقبل. لقد :
«أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا»
لكي تُبرهن بعطيتها على حبها العظيم للرب؛ لم تنظر إلى نفسها وما يلزمها قَطّ، ولم تحتفظ لنفسها بأي احتياطي بالمرة، وهو ما يؤكد على ثقتها الكاملة في إلهها الذي في مقدوره أن يسدد أعوازها.

أيها الأحباء:
ليتنا نتفكَّر معًا في كم يساوي التكريس القلبي في موازين الأقداس، وكم هو مُسرّ لقلب الرب، فتتولد في قلوبنا رغبة مُلحة عظيمة لخدمة الرب. إن الرب يسوع قد أخلى نفسه مع كونهِ مَنْ سما، وجال في الدنيا يحتمل العَنا، ثم أَراق دَمَهُ الثمين مِن أجلي، فِدى لكي أنجو أنا مِن الهَوْلِ، وقد أتى لي بالغفران والنجاة، ووهبني الخلاص والحياة. فأمام هذه الحقيقة ليتني أسأل نفسي:
وأنا ماذا يا تُرى تَرَكتُ مِنْ أَجْلِهِ؟
وأنا ماذا يا تُرى فَعَلْتُ مِنْ أَجْلِهِ؟
وأنا ماذا يا تُرى قَاسَيتُ مِنْ أَجْلِهِ؟
وأنا ماذا يا تُرى وَهَبْتُ مِنْ أَجْلِهِ؟

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 07 - 03 - 2018, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 20290 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أشكرك يا أبي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في اسم يسوع لأنني تحررت من كل عمل شرير
أمجدك لأن فرح الرب هوقوتي
وحصني يارب دوقني حلاوة العيش معاك.
يارب علمني احبك.
يارب قدسني فيك.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025