أحبائي، يحدثنا إنجيل الأحد الأول من الصوم (أحد الكنوز- أو ملكوت الله) وعندما يوجه الكتاب نظرنا إلى نوع الكنز الذي تكنزه، هل هو أرضي وزائل ونخاف أن تسرقه اللصوص، أم هو سمائي وروحي ولا نخاف عليه من السرقة...
أخي الحبيب أختي الحبيبية ، من حقك أن تدخر أموالاً، ومن حقك أن تعمل بجدية في حياتك العملية، ولكن يختلف الهدف هنا.
يوصينا السيد بأن [فَلاَ تَهْتَمْ لِلْغَدِ. لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمْ بِمِا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.] (مت 6: 34)
(لاَ تَهْتَمْ) بمعنى (ما تشيلش الهم)... هنا يريد السيد أن يلفت نظرك بأنه لابد وأن تعمل، ولكن لا تدخر من عملك بغرض الاهتمام بالغد!! معادلة صعبة؟ نعم، جدا، ولكن هنا يكمن الإيمان والاتكال على الله... وهذا يختلف بقدر ما بين مؤمن وآخر!!؟
أخي الحبيب أختي الحبيبة ، [بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ]!! هل تعلم معنى هذه الآية؟! تخيل نفسك وأنت أب، ويخبرك أحد أبناءك، بأنه يريد أن يترك دراسته ليعمل عمل ما، لأنه غير متأكد أنك سوف تفي بمصاريفه ومصاريف مدرسته!! ما هو رد فعلك نتيجة لهذا الخبر؟؟ أكيد سوف تشعر بخيبة أمل ومشاعر سلبية كثيرة...
هذا ما نفعله أحبائي، حين ندخر أموالاً بهدف الاتكال عليها في المستقبل...
أحبائي، [اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ] أنت تهتم باليوم فقط، ولكن الله يهتم بغدك.
أخي الحبيب أختي الحبيبة ، إن كنت تفكر بهذا الأسلوب، وتدخر لهذا الهدف، أرجوك قف أمام الله وأعترف له بأنك غير متكل عليه وغير متأكد بأنه سوف يعولك ويعول أسرتك غداً.
وأطلب منه أن يعطيك إيمان به، لكي يكون عملك ممسوح بلمسة يده المملوءة كل نعمة والتي تزيد كل قليل وتبارك في كوار الدقيق وكوز الزيت...
أذكـــــرونــــي فــــي صــلــواتـــكـــــم