منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 02 - 2018, 01:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

هذا ما قالة وكتبة نبيل شرف الدين عن دير الانبا صموئيل المعترف

هذا ما قالة وكتبة نبيل شرف الدين عن دير الانبا صموئيل المعترف






بالقرب من قريتي التي عشت جانبًا من طفولتي بها قبل انتقالنا للقاهرة يقف دير الأنبا صموئيل المعترف أو كما يُطلق عليه «بستان القلمون» زهرة مُشرقة وسط صحراء جرداء خالية من كافة مظاهر الحياة ، ولا يقطنها سوى بعض البدو الذين احترفوا كافة الجرائم وانتهاك القوانين والأعراف من السطو والسرقة بالإكراة وتهريب الأسلحة والمخدرات من ليبيا القريبة لهذه المنطقة ، وبالطبع فهؤلاء لا يحملون أي وثائق رسمية وكانوا دائمًا مصدر إزعاج للقرى الواقعة بين الوادي النيل وتخوم الصحراء ، وكلها بالمناسبة قديمة ترجع إلى العصر الفرعوني ، ويبدو هذا واضحًا من عدة شواهد تبدأ بأسمائها غير العربية وهي غالبًا أسماء قبطية ، مرورًا بما ترقد عليه من آثار فرعونية ورومانية وقبطية ، وصولاً إلى سمات وملامح وسلوك أهلها لهذا فقد كانت هناك تنافر بين الفلاحين المصريين الأصلاء وأولئك البدو المجرمين ، وفي المقابل رأيت في طفولتي مدى التبجيل والاحترام الفطري الذي يُكنّه البسطاء للدير والآباء الرهبان الذين كانوا يعتمدون حينذاك على منتجات تلك القرى فقد كان الدير قد أعيد إعماره على يد الراهب «القمص مينا المتوحد» الذي صار لاحقًا «البابا كيرلس السادس» بعدما خرّبه البدو والأمازيغ القادمين من الغرب، وعرفت لاحقًا بعد قراءتي لتاريخ الدير والمناقشات التي دارت مع الآباء الرهبان ــ وكنت طفلاً فضوليًا أتردد على الدير مع صديق عمري د. مكرم معوض ــ أن الأنبا ابرآم أسقف الفيوم بذل جهودًا جبّارة لإحياء الدير، فبعد خرابه زمانًا طويلًا حدث في عهد بطريركية الأنبا كيرلس الخامس وبفضل جهوده ومعه القمص إسحق البارموسي إعادة إعمار الدير.
وأتذكر أن كبار السن ومنهم جدي الذي كان قاضيًا متقاعدًا ، يتحدثون عن مغارة خارج الدير كان يقطنها راهب يُدعى (مهنا) ولم يغادرها رغم هجمات البدو الوحشية على الدير ونهب ممتلكاته المتواضعة، وكان ذلك الراهب المتوحد يصوم دائمًا ويرفض أن يخدمه بعض الشباب المسيحي، ويبدو بجسده النحيل ومظهره المتواضع وصمته الدائم كأنه لغزٌ بالنسبة للأهالي من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فقد كان المجتمع يختلف جذريًا عما عليه الآن ، وكان الأهالي البسطاء الذين يعانون أمراضًا أو مشكلات يقصدونه حتى يصلي لهم ويحملون بعض الهدايا البسيطة فهم أصلاً فقراء ، وهي عبارة عن مخبوزات ريفية وبلح ، لكنه كان يتعفف عن قبولها إلا في حالات نادرة فقد كان حول مغارته بعض النخيل المثمر الذي يعيش عليه كانت أيامًا رائعة رغم بساطتها ولم يكن أحد يتشدق بتعبيرات كالمواطنة وإصلاح الخطاب الديني وهذا اللغو الفارغ ، لأن المجتمع حينها كان متصالحًا ولا يحتاج لهذه العبارات فقد كان يطبقها عمليًا بشكل فطري دون خطب أو عظات غير مُجدية في تقديري المتواضع ، فالأهم هو بناء الإنسان ونبذ التعصب بشتى صوره الآن تغير الحال تمامًا وصارت كل نساء تلك القرى منتقبات ورجالها متطرفين ويتحدثون لغة طائفية بغيضة عن المسيحيين والدير والرهبان ، وأتحسر على زمن عشت آخر أيامه حين كان هؤلاء البسطاء ينادون الراهب المتوحد بلقبه (أبونا) دون أدنى حرج بل ويبجلونه ويحترمونه بصدق وكنت أسمعهم يتحدثون عنه بكل خير في مجالسهم الخاصة
هذا ما قالة وكتبة نبيل شرف الدين عن دير الانبا صموئيل المعترف
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عين المعترف تحمل اولاده المعترفين والشهداء (شهداء دير الانبا صموئيل المعترف 2017)
الانبا صموئيل المعترف
الانبا صموئيل المعترف
تمجيد الانبا صموئيل المعترف
الانبا صموئيل المعترف


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025