” مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ..”
إنجيل القدّيس متّى ٦ / ١ – ٤
قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُم أَمَامَ النَّاسِ لِيَراكُمُ النَّاس، وإِلاَّ فَلا أَجْرَ لَكُم عِنْدَ أَبِيكمُ الَّذي في السَّمَاوَات.
فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ في المَجَامِع، وفي الشَّوَارِع، لِكَي يُمَجِّدَهُمُ النَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ،لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
التامل: ” مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ..”
أجرت شركة “فورسا” استطلاعاً للرأي في المانيا شمل 1001 شخص درست فيه المأكولات والأمور التي سيمتنع عنها الألمانيون خلال فترة الصوم المبارك. وكشفت نتائج الاستطلاع أن أكثر من نصف الألمان يعتبرون أن التخلي عن تناول المأكولات أو سلع استهلاكية معينة خلال فترة الصيام فكرة جيدة، إضافة إلى الامتناع عن الإنترنت وقيادة السيارة التي يرون أنها من بين الأشياء التي يمكن الامتناع عنها خلال فترة الصوم. وأظهر الاستطلاع أن 43 بالمئة من الألمان يرون أن الامتناع عن تناول أصناف من الحلوى أو الكحول أو اللحوم أو حتى مشاهدة التليفزيون لعدة أسابيع أمر صائب وسليم.
إن الهدف من الامتناع عن الاكل والشرب وبعض العادات السلوكية والاستهلاكية في فترة الصوم المبارك ليس للتخفيف من استهلاك الطاقة وحسب بل لترويض النفس على فعل الخير الأعظم والانتصار على “الأنبياء الكذبة” الذين يستغلون المشاعر البشرية ويسلبون الانسان الحرية والكرامة، لذلك وصفهم البابا فرنسيس في رسالة الصوم الاخيرة ب “مرقصو الثعابين”!!..
كما وأن الامتناع عن الاكل والشرب ليس بخلاً ولا “ريجيماً” ولا أسلوب حياة بسيط بل إماتةً إرادية للتطور في المحبة.
لذلك تكثر في زمن الصوم أعمال البر والاحسان، في الخفاء، لأن المؤمن يعتبر أن كل شيء إمتنع عن أستهلاكه في زمن الصوم المبارك لم يعد ملكاً له بل لمشاركته مع المعوزين والمهمشين والفقراء.
فإذا كان الانسان يشاهد الاعمال بعينه وينساها في قلبه، أما الله فإنه يزن النوايا لتبقى حية في قلبه..
” الانسان انما ينظر الى الظواهر، وأما الرب فإنه ينظر الى القلب” ( ١ صم ١٦ / ٧)