رأيت امرأة محجبة تدخل الكنيسة وبدت كأنها تُخفي شيئاً فخفت وتبعتها
ليس من الغريب أن ترى مسلمين في روما يزورون الفاتيكان او الكنائس الكبيرة مثل بازيليك مريم الكبرى أو يوحنا اللاتران او القديس بولس خارج الأسوار، فعدا عن أنها كنائس هي أيضاً كنوز من الفن والتراث الكنسي يتأمله كل إنسان. وبالتالي ترى أناساً من كل ناحية وصوب ومن كل دين فيها. يكفي أن تجلس في ساحة القديس بطرس لفترة قصيرة لتلحظ بنفسك ليس عدد القادمين وحسب بل وجنسياتهم ودينهم!
ولكن لنعد الى صلب الموضوع. مساء الأحد، قمت بزيارة كنيسة سانتا ماريا في تراستيفيري وهي أقدم كنيسة على اسم مريم في روما. آية في الفن والفسيفساء فيها تأخذ من ينظر إليها الى عالم آخر.
ونحن نخرج من الكنيسة بعد زيارتها استوقفني مشهد أخافني للوهلة الأولى. امرأة محجبة عند مدخل الكنيسة تنظر من حولها وكأنها تخفي شيئاً أو أنها خائفة من ان يكتشف أحد ما ستقدم عليه.
شعرت للوهلة الأولى بخوف، ذلك الخوف الذي تقول لدى الشعور به “يا عدرا”، واستأذنت ممن كان معي وتبعتها خلسة داخل الكنيسة!
كانت لا تزال تنظر من حولها بخوف وكان الوقت متأخراً، عند حدود السابعة والنصف مساء. ثم رأيتها ترتمي على ركبتيها في زاوية بعيدة عن الأنظار ورأسها محني كمن انهمرت دموعه. بالفعل كانت تلك المحجبة تبكي، وكانت تتمتم شيئاً، بالتأكيد كانت تصلي ولكن لا أعرف ماذا كانت تقول.
تنفست الصعداء، ولكن في الوقت عينه شعرت بالذنب وقلت في نفسي: أنا شخصياً لم أرتم على ركبتي عندما زرت، ولم أبك مثلها وشككت بها! اكتشفت أنها حاولت الدخول خلسة لأنها لم ترد أن يراها أحد خاصة وانها محجبة تدخل الى كنيسة للصلاة!
طبعاً ما يحدث في العالم يبعث في داخلنا الخوف من الآخر، ويجعلنا نفرط في التحليلات والتأويلات والأحكام وننسى ان هناك أشخاص من الديانات الأخرى هم أيضاً ضحايا الإرهاب والعنف.
لا ألوم من مثلي شك في بادىء الأمر، فقد بات من الطبيعي أخذ الحيطة والحذر، فنحن نعيش في عالم أجبرنا على الاتصال بالشرطة إذا ما رأينا كيساً أو حقيبة منسية على حافة الطريق، فكم بالحري إذا ما شككنا بشخص لدينا عليه أحكاماً مسبقة!
نطلب من الرب أن يمنحنا جميعاً روح الحكمة والتمييز!