بمجرد ما نادى يونان بالتوبة كان رد الفعل بمنتهى الإيجابية: "فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم.." كان صوماً نقياً صادقاً.. لا نعلم من أين ومتى تعلموه! عن هذا الصوم شهد ربنا يسوع "رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه. لأنهم تابوا بمناداة يونان"(لو32:11). لم يستهينوا بالمناداة لكن أخذوها على محمل الجد. كلمة "نادوا بصوم" هذه تشبه دولة تعلن حالة طوارئ فيتحول كل فرد فيها إلى مواطن متيقظ وفي أعلى درجات الاستعداد.. فياليتني اعلن هذه الحالة الروحية الجادة في داخلي.
إلهنا البار، أعرف أنك تشتاق إلى أصوام حارة منا، أصوام نتعب فيها ونبذل ونترك فيها راحتنا وأفكارنا وانشغالنا بأمور كثيرة عنك، وكسلنا وكبرياء قلوبنا. أقول لك ربي يسوع، أنا أيضاً أشتاق أن أقدم لك صوماً طاهراً يرضيك. كل مرة أشكو وأستثقل الصوم، فهذا لأني لم أفهم بعد ماذا يفعل الصوم فينا وكيف يغير قلوبنا بل كيف يستمطر مراحمك علينا. من أجل الكنيسة نصوم ومن أجل إصلاح نفوسنا ومن أجل خلاص العالم أجمع ومن أجل اسمك القدوس الذي دعي علينا، فأعطنا مذاقة خاصة لنتمتع بصومنا.