بئر السيدة العذراء ببيت ساحور في القدس
لا عجب ان نرى مريم العذراء تظهر فى هذا المكان الذى ارتبط باسمها فى الماضى لكى ترشد الناس وتدعوهم إلى الصلاة والإيمان. فقد أصبحت هذه البئر روح مدينة ساحور وقلبها النابض وضميرها الحى ومكانا يجمع أهلها فى صلواتهم وفى أوقات الشدة والخطر . ويقام فى كل عام قداس احتفالى فى هذا المقام المقدس فى ذكرى عيد رقاد السيدة العذراء وذلك يوم 28 أغسطس من كل عام للروم الأرثوذكس حيث تجرى بعد هذا القداس مسيرة دينية يطوف فيها الكهنة مع جمهور المؤمنين فى إحياء مدينة بيت ساحور وشوارعها مرورا بجميع الكنائس …
حاورت وطنى السيد سمير قمصية أمين سر لجنة بئر السيدة العذراء و صاحب و مدير تليفزيون المهد فى بيت لحم
بدايةً حدثنا عن مدينة بيت ساحور : فقال تقع مدينة بيت ساحور الحديثة على ربوة تتدرج فى الارتفاع من حقل الرعاة متجهة غربا نحو مرتفعات بيت لحم , وأقيمت بيوتها الأولى على تلة مرتفعة تطل على كنيسة المهد فى بيت لحم , وانتشرت حتى وصلت الى المكان الذى يقع فيه بئر السيدة العذراء والسوق القديم.
أما عن معنى “بيت ساحور” أوضح قمصية :اختلف الباحثون حول المعنى الاشتقاقي لاسم بيت ساحور . أرجعه البعض إلى اللغة اليونانية اى ” بيت المجوس ” , المجوس هم الاسم الذى كان يطلق قديما على كهنة الفرس . وقال آخرون انه ” بيت السهر ” نسبة إلى الرعاة الذين يسهرون على قطعان أغنامهم حتى آخر الليل قبيل الصبح موعد صلاة السحور , ويرى اخرون انها مشتقة من كلمة سريانية تعنى الحراس .
مما يتألف سكان بيت ساحور؟ قال قمصية : سكنتها القبائل الكنعانية الأولى سنة 3000 قبل الميلاد – وكانوا يعملون بالزراعة ورعى الأغنام , كما يشير إنجيل لوقا. وعندما اعتنق الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية فى عام 313م , أرسل والدته هيلانة لبناء كنيسة المهد عام 326م , وجاء بعدها عدد كبير من النساك الذين سكنوا المنطقة متعبدين , وفى طليعتهم القديس ثيوذوسيوس الذى أقام ديره فى العبيدية , ثم جاء القديس سابا وأقام ديره فى مار سابا .
يواصل قمصية حديثه : تشير المراجع الدينية إلى أن بيت ساحور كانت فى الماضى موقعا عامرا بالسكان , يعمل اهلها بالزراعة وتربية الماشية والأغنام . ويشيرالى ذلك آبار الماء الكثيرة المنتشرة , وأثار معاصر الزيتون . وكانت بيت ساحور فى أواخر العهد العثمانى قرية صغيرة يشتغل أهلها بالزراعة وتربية الماشية وقطع الحجارة والبناء . ويبلغ عدد سكان بيت ساحور اليوم 13500 نسمة , ومعظمهم من المسيحيين .وقد توالت على المنطقة نتيجة للحروب تقلبات سكانية مختلفة , فقد وفد اليها مطلع القرن السادس عشر موجات من السكان من عرب القبائل العربية التى بقيت تدين بالمسيحية , وكانت تقيم فى جنوب الأردن فى وادى موسى والشوبك , واستقر قسم منها فى بيت ساحور وبيت لحم وبيت جالا .
ما قصة تاريخ “بئر العذراء” أوضح لنا سمير قمصية : يقع هذا البئر فى وسط البلدة القديمة و هو على شكل كهف لا احد يعلم من أين تأتيه المياه التي تتوقف عند حد معين منذ الأزل .
قصة البئر ظهر الملاك ليوسف طالبا منه الهروب الى مصر لأن الملك هيرودس ينوى قتل الطفل المقدس و أثناء الطريق عطشت العذراء و معها يوسف و الطفل فضربت الأرض بيدها طالبة خروج الماء و هذا ما حصل فشربوا جميعا و منذ هذا التاريخ لم تنقطع المياه و الأرض التي يقع عليها البئر كانت لعائلة مسلمة شهد أفرادها معجزات و طهورات للعذراء فقاموا بالتبرع بالأرض لصالح بلدية بيت ساحور و كثيرا ما ياتى مسلمون لإضاءة شموع فى البئر .
وتختلف الصلوات فى بئر السيدة عن غيرها من أماكن العبادة الأخرى، فعندها يجتمع أبناء جميع الطوائف دون تمييز , المسيحيون والمسلمون , والأغنياء والفقراء , والمحليون والغرباء, والصغار والكبار . ويشرف على بئر السيدة العذراء لجنة مكونة من خمسة أشخاص يمثلون جميع الطوائف المسيحية فى المدينة , إضافة الى ممثل عن بلدية بيت ساحور .
أهم شيء يحب يعرفه و يسمعه بشغف الشعب القبطى هى عجائب العذراء مريم حدثنا عنها فقال قمصية عجائب العذراء مريم كتيرة جدا : كان رجل تعمرى مسلم قد ذهب الى بيت جالا مع جماعة منهم ليطحنوا القمح فى البابورحيث لا يوجد بابور للقمح فى بيت ساحور قبل حوالى 56 عاما , وجاءوا فى ساعة متاخرة من الليل الى بيت ساحور ليناموا هناك ليلتها , وكان هناك تحت دار السيد جريس الأعمى من عائلة عواد قوس مبنى من الحجار , وصل التعامرة ونزلوا الأحمال عن البهائم وجلسوا تحت القوس الموجود هناك , وحضرت العذراء وهى تلبس ملابس بيضاء ومعها 7 أولاد وداروا حول البئر ثلاث مرت ثم رمت العذراء نفسها مع الأولاد فى البئر وتناثر الماء عليهم ولما شاهدوا هذا المنظر خافوا وغادروا بيت ساحور فى الليل الى بلدهم وثانى يوم جاءوا ليعرفوا ماذا حدث للراهبة التي رمت نفسها فى البئر وعرفوا من الناس المجاورين ان العذراء مريم دائما تتردد على هذا البئر .
وحدثت معجزة أخرى قبل سنوات قليلة فقط لأحد أبناء بيت ساحور المعروفين . فقد شخص احد الأطباء مرضه بانه سرطان القولون . وظهر ذلك واضحا فى صور الأشعة والفحوصات التى قام بها , وخاصة عن طريق فحص >> الناظور << . ولا زالت وثائق هذه الفحوصات موجودة بحوزته . وقبل ان يذهب المريض الى المستشفى هداسا فى مدينة القدس لإجراء المزيد من الفحوصات الطبية قبل القيام بعملية جراحية , ذهب الى بئر السيدة العذراء , ووقف اما هيكل العذراء وطلب منها بحرارة ان تقوم بشفائه , وشرب من ماء البئر . وذهب بعد ذلك الى المستشفى >> هداسا << , وقام الطبيب المعروف ايران غولدن بفحصه , ولكنه فوجىء بعدم وجود اى اثر للمرض إطلاقا , ولم يجد اى تفسير علمى لما حدث . ولا يزال هذا الشخص يتمتع بصحة جيدة حتى يومنا هذا .
يستطرد قمصية فى سرد عجائب العذراء مريم : ظهرت العذراء فى عام 1950م لوالدة ميخائيل عطاالله الرشماوى . وكان ميخائيل عضوا فى المجلس البلدى آنذاك . وكانت النفايات والأتربة والأوساخ منتشرة فى كل المنطقة المحيطة ببئر السيدة العذراء بالقرب من السوق فى مركز المدينة . فقالت العذراء لها : ” اطلبى من ابنك ميخائيل ان ينظف الاوساخ أمام البئر “وأخبرت الأم ابنها بما قالته لها العذراء , ولكنه غفل عن ذلك ولم يفعل شيئا . وبعد مرور عدة أيام ظهرت العذراء لها مرة ثانية وأخبرتها مرة أخرى ان تطلب من ابنها ان يزيل النفايات والأتربة التى تحيط بالبئر , وعندما أخبرت ابنها فى المرة الثانية عن ظهور العذراء لها وتكرار طلبها منه ازالة الاوساخ , قام بإحضار إحدى سيارات النقل الكبيرة وأزال كمية كبيرة من النفايات والأتربة .
وتناقلت الأخبار عن عجائب السيدة العذراء إحداها انه كان هناك سيدات مسلمات يقطن بجوار البئر وهن أخوات واحدة اسمها حلوة الجادالله والثانية زريفة الجادالله وكان عندهن شباك يطل على البئر رأت واحدة من الأخوات سيدة تلبس ملابس بيضاء مثل الراهبات وتحمل مسبحة وهذا شاهدته بام عينها , وقالت ان هذه الراهبة نزلت الى البئر وقد ذهلت من هذا المنظر الغريب لان البئر مليئة بالمياه وتكرر هذا المشهد عدة مرات .
وايضا مما روته السيدة زريفة الجادالله وحنة الجادالله و أنهما كانتا فى الأعياد والآحاد تشاهدن دائما العذراء مريم تأتى إلى البئر باستمرار وبصحبتها أطفال صغار يقيمون الصلاة فى البئر وما شاهدته هاتان السيدتان من عجائب العذراء كثير وكانتا تقومان بتنظيف محيط البئر باستمرار وبانارة قنديل من الزيت فى البئر دائما . وذكر ابراهيم منصور وعيسى منصور المجاورين مشاهد كانا يرويانهم على اقاربهم , اذا انه فى احد الايام جاء عندهم رجل من التعامرة وكانا نائمين ولم يجد مكانا يأويه فذهب الرجل الى مغارة كانت موجودة فى ذلك الوقت ملاصقة للبئر . وروى الرجل التعمرى ماذا رأى قبل الفجر صباحا حيث ظهرت العذراء مريم وبصحبتها ملائكة وكانت رائحة البخور تتصاعد من داخل البئر بكثرة ومكثت هى والملائكة داخل البئر فنهض مرعوبا وذهب الى بيت السيد ابراهيم منصور المجاور للكنيسة وهو يرتعد من الخوف حيث انه لم يكن يعرف انها العذراء واخبرهم ما شاهده بام عينه ومعتقدا انها سيدة تريد الانتحار فخاف خوفا شديدا , وطلب من السيد ابراهيم ان يبعده عن المكان لخوفه مما حدث وهذه الاعجوبة حدثت عام 1945م .
ومنذ قديم الزمان اعتمد أجدادنا هذا البئر للسيدة العذراء مكانا مقدسا من كثرة العجائب التى شاهدوها بام اعينهم فى زمنهم , حيث يوجد تحت باب البئر شق صغير يشبه الرف كان المؤمنون يشعلون سراج الزيت ويضعونه عليه عندما كانوا يطلبون منها النعمة والرحمة وشفاء مريض وكان القنديل يبقى مشتعلا دلالة على ان هذا المريض يشفى واذا انطفأ النور علامة عدم الشفاء كما اسلقنا سابقا .
مازال عندى الكثير لعجائب العذراء- يقول قمصية – : فى يوم من الأيام بعد انتهاء مراسيم القداس فى هذا المقام نزل صبى عمره 12 عاما ليستقى من البئر كعادته ورأى السيدة العذراء تمشى على الماء فى البئر فنادي الكاهن الذى عمل القداس فى تلك اللحظة ثم ركع الخورى على الأرض وبدأ يصلى وذهب الولد إلى أهله وذويه وقال لهم تعالوا لتروا العذراء تمشى على الماء وذاع الخبر إلى جميع اهالى المنطقة وهرع جمع غفير لمشاهدة هذا الحدث .
هنا يحضرنى شىء اود ذكره : قبل ان يكتشفوا الكنيسة كان الجيران المجاورين لهذا البئر يطرحون القمامة على ساحة البئر لأنه لم يكن فى زمنهم مراحيض , والسبب الثانى لأنهم كانوا يجهلون عظمة هذا المكان وفى يوم من الأيام ظهرت العذراء للمجاورين وانذرتهم بعدم تكرار مثل هذه الأعمال وقالت سوف أقاطعكم اذ لم ترجعوا عن مثل هذه الأعمال , وكانت هناك سيدة من مسلمات البلد وروت ما شاهدت بام عينها عن كلام العذراء للمجاورين ولم يرتدوا وحصلت لهم كوارث عدة لإهمالهم كلام السيدة العذراء .
وما حدث سنة 1972 وعلى لسان السيد مترى الياس بولص وزوجته نعمة عيسي منصور من اهالى بيت ساحور والمجاورين للبئر حيث قاما بزيارة لابنته سعاد مترى فى الليل ليسهرا عندها , وبعد رجوعه للبيت حوالى الساعة الحادية عشر ليلا عندما اقتربا من البيت اشتما رائحة بخور تتدفق من شباك صغير فى البئر يطل على الشارع ومع العلم انه لا يوجد احد فى البئر والكنيسة مقفلة تماما فوقف هو وزوجته إجلالا واحتراما لهذا الحدث العظيم وقاموا بتلاوة الصلاة بحرارة إلى العذراء مريم حيث تكررت هذه العملية مرات عديدة وبمشاهدة الكثير من الجيران .
ومن العجائب التى حدثت على زمن بلديية بيت ساحور برئاسة السيد نقولا ابو عيطة يواصل قمصة حديثه : انه كانت راهبة قبرصية فنانة ترسم إيقونات تمثل والدة الإله والقديسين , وفى يوم من الأيام داهمها مرض وعجز الأطباء عن علاجها كحالة ميئوس منها وكانت هذه السيدة مؤمنة بالعذراء وتكرمها وتؤمن بشفاعتها وتطلب منها بإيمان قوى لأنها واثقة بان العذراء سوف تشفيها.
وفى يوم من الأيام ظهرت لها العذراء وقالت لها اذهبي الى بئر السيدة فى فلسطين واحضري معك ماء وعندما تشربينه على فترات سوف تبرأى من مرضك , وفى ذلك الوقت زارت الاراضى المقدسة مجموعة قبرصية وطلبت من احدهم ان يحضر لها ماء من بئر السيدة فى فلسطين فاحضروا لها ماء شربته ولم تبرأ , وبعدها عادت تطلب من العذراء وتستغيث بها لأنها عملت ما أوصتها به ولم تستفد فظهرت لها العذراء مرة أخرى وقالت اذهبي إلى بيت ساحور هناك بئر على اسمي واشربي من مائه واغتسلي , فحضرت إلى بيت ساحور هى نفسها ومعها صديقة مرافقة لها فى رحلتها الى بيت ساحور . وصلت الى البئر وجدت دلوا اسود مربوطا بحبل وأنزلته الى البئر وأخرجت ماء ورسمت أشارة الصليب على وجهها ثلاث مرات وشربت منه وسكبت باقى المياه على رأسها , وهذا المشهد روته سيدة مسلمة بائعة خضار فى بيت ساحور شاهدت الحدث بأم عينها وهى امرأة عبد بائع الخضار حيث طلبت منها القبرصية بان تعطيها إناء لتضع به المياه لتأخذها معها الى قبرص فقالت هذه المرأة أثناء سردها لهذه الحادثة عندى قنانى عصير أعطيتها إياها وملأتها من البئر , وذهبت إلى قبرص منفذة وصية السيدة العذراء . وبعدها من الله عليها بالشفاء والعذراء مريم أم الإله ففرحت كثيرا وحضرت إلى بيت ساحور هى ووالدتها وأخوتها وذهبوا إلى بلدية بيت ساحور حيث كان السيد نقولا أبو عطية وقتها رئيس البلدية فى سنة 1969 حيث استضافهم فى بيته وكانت بحوزتهم وثائق وفيلم عن مرضها المستعصى تبين ان شفائها مستحيل , ولكن أخبرت الراهبة السيد نقولا ابو عيطة بان والدها مليونير وهم مستعدون أن يشيدوا كنيسة على هذا البئر , حيث قامت البلدية بردم الجدار واكتشفوا أن الكنيسة موجودة من قبل والهيكل موجود ايضا وكانت مقاعد موجودة فى دائر الكنيسة ودل هذا المنظر أن المكان كان كنيسة منذ قديم الزمان , وقامت البلدية بنحض الماء من البئر ونشفوه جيدا وكان بلاطه من جهة اليمين فى الأرض عليها دعسة رجل جففوها بالمماسح وصبروا بضع ايام حتى يكتشفوا من اين يأتى الماء وبعد مضى شهر تقريبا فتحوا البئر ليراقبوا ماذا إذا حدث تطور فجدوها قليلا من الماء على البلاطة التى فوقها الدعسة فصبروا مدة أطول حتى يعرفوا حقيقة البئر فلما رجعوا ثانية وجدوا ان الماء ازداد فى المكان, واخذوا عينة منه وفحصوها فى دائرة الصحة , جاء التقرير بأن هذا الماء ماء نبع صافى مئة بالمئة صالح للشرب وبعدها رجعت الماء تتكاثر الى حد معين كما هى عليه لا تزيد ولا تنقص ولم يعملوا شئ وابقوا القديم على قدمه ولكن هذه الآنسة القبرصية التى شفتها العذراء كتبت باليونانية قصتها اى العجيبة التى حصلت معها عن شفاعة العذراء على الأيقونة الموجودة للعذراء مريم فى كنيسة البئر فوق الهيكل وايضا توجد هذه العجيبة مدونة فى بلدية بيت ساحور فى سنة 1969-1970 .
سيدة مسلمة من بتونيا قضاء رام الله تبلغ من العمر حوالى ثلاثين عاما لها اعوام سبعة متزوجة ولم ترزق بأطفال وكانت تتوسل إلى الله بان يرزقها أطفالا , وفى ليلة من الليالي حلمت بان البيت يشع نورا وإذا بوالدة اللاله العذراء مريم ترفع رأس المرأة وتقول لها إذهبى الى بئرى فى بيت ساحور واجلبي منه ماء وادهني به جسدك , وجاءت الى البئر فى بيت ساحور وبكت بكاء مرا وأضاءت الشموع وطلبت مياه تأخذها عها كما قالت لها العذراء , فنزل السيد عمر من مجاورى البئر وهو من مسلمى بيت ساحور واحضر لها ماء أخذته وذهبت , ثم ورجعت بعد شهرين الى البئر وهى حامل وهذه الأعجوبة حصلت فى شهر مايو 2007 فى وقتنا هذا وشكرت الله ووالدة اللاله العذراء مريم وعمر يشهد على صحة هذا الواقعة .
يختتم سمير قمصية حديثه بقوله : ان للمهد والاراضى والمناطق المحيطة به قدسية رائعة وشامخة فى العالم وتنظر لهم كل شعوب العالم بقدسية واحترام, إلى كل زاوية من زوايا الأماكن التى ترتبط بحياة السيد المسيح وأمه مريم العذراء , لكي تظل شعلة للنور فى العالم, ان العذراء هى أم الكنيسة , وان ظهورها فى بئر السيدة فى بيت ساحور يقدم لنا رسالة هامة , ظهرت العذراء مرات عديدة , شاهدها الصغار والكبار , والرجال والنساء , والمسلمون والمسيحيون, والمحليون والغرباء وكانت تدعو السكان المجاورين الى الصلاة والتوبة والإيمان , وظهور مريم العذراء المتتالى فى بئر السيدة , إشارة واضحة لنا من اجل المحافظة على الأماكن المقدسة واحترامها, والدعوة التى توجهها لنا العذراء هى دعوة عامة للمسلمين والمسيحيين من اهالى البلدة وغيرهم من سكان المناطق المجاورة , فقد ظهرت لجميع ابناء الطوائف والأديان .
أن العذراء تأتى وتدعونا إلى الصلاة , انها تأتى لتقول لنا : ” انا معكم فى هذه الصعوبات والشدائد التى تحيط بكم”وهى بظهورها هذا , تعبر عن محبتها وتقديرها لنا . هذه الظهورات تجعل البئر رمزا لوحدة ابناء المدينة بطوائفها المختلفة , ولا عجب ان يكون عدد كبير ممن شاهدوا العذراء من المجاورين والغرباء هم من المسلمين .
وقد اصبح بئر السيدة العذراء المكان الذى يمثل نبض الحياة الروحية فى المدينة والذى يعبر عن وجدان السكان ومشاعرهم ومخاوفهم . فى كنيسة بئر السيدة يتواجد ابناء الطواف فى اوقات الشدة , وفى هذا المكان يرون انفسهم جميعا فى خندق واحد يواجهون مصيرا واحدا
|