متعة في المشاجرة!
قالت إحداهن: أجد نفسي منساقة إلى المشاجرة بسرعة، وأفقد أعصابي بسرعة وأثور في وجه الآخرين.. هذه الشخصية من السيدات تكون عادة تعيسة لأنها تحاول ألا تكون هكذا، فهي تدرك الخسارة في العلاقات والجروح التي تسببها قلة ضبط النفس، حيث أن الإنسان الذي يفقد أعصابه بسرعة عادة ما يندم على ثورات الغضب التي تجتاحه في مواقف معينة.
وقد أكد علماء النفس أن كبت العواطف هو وراء الثوران المستمرّ في بعض الأحيان، فقد تكبت المرأة عواطفها لفترة معينة ثم تجد نفسها تثور لأتفه الأسباب. ومع تكرار هذا الشيء في حياتها يتحوّل إلى سلوك دائم وتعتاد على الثوران في وجه الآخرين حتى عند حصول أي تضارب في الآراء أو المواقف، ويليق بها الوصف أنها عدوانية وتتقن فنّ المشاجرة.
وهناك زوجات تكون حياتهنّ سلسلة من المشاحنات المتكرّرة، حيث يفقدن مهارة التعبير عن نفوسهنّ بكلمات لائقة وبطريقة هادئة متزنة. وطبعاً يكون الأطفال أول الضحايا لهذا السلوك القاسي، حيث أنّ الأم تعتمد على الصراخ في تربية طفلها، وقد تصل بها الأمور إلى استعمال الضرب نتيجة عصبيتها وانفعالاتها غير المسيطر عليها.متعة في المشاجرة!
والسؤال هنا لك عزيزتي: هل أنتِ ممن يجدن سهولة في تحويل المناقشة إلى مشاجرة وعراك؟ وهل أصبح هذا الشيء يتكرّر في حياتك اليومية؟ إذاً، حاولي أن تقفي وتستديري إلى الوراء وتغيّري اتجاهك فوراً لأنك في أول طريق الدمار، ولن يتركك هذا الأمر إلا امرأة وحيدة وغير محبوبة أولاً من عائلتك وثانياً من الأصدقاء، وهذا ما لا تريدينه حتماً.
والخطوة الأولى التي يجب أن تتخذيها هي أن تعرفي إذا كان هذا الأمر نتيجة ظروف تمُرّين بها، عندئذ عليك طلب المساعدة والدعم ممن حولك كعائلتك أو زوجك مثلاً للتخفيف عنك وإعطائك فترة من الراحة والهدوء إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها. اشرحي لهم موقفك وانزعاجك من بعض الأمور حتى يمدّوا لك يد المساعدة، أما إذا كنتِ تجدين أنّ غريزة العراك أقوى منك، وأنك تجدين لذة خفيفة وثقة زائدة بالنفس نتيجة صراخك ومشاجرتك، فهنا عليك أن تلجئي إلى بعض المختصّين وتطلبي المعالجة من حالة العنف لديكِ، لأنّ هذا السلوك سيعود عليك بالسوء والخسارة.
ولكن في كل الأحوال الجئي إلى الصلاة وطلب العون من الله الذي سيساعدك حتماً في المحافظة على هدوء النفس والسكينة، وكلّما قرأتِ في كلمة الله أكثر ستجدين الأمثلة على أنّ الأشخاص الصبورين الهادئين هم من أكثر الأشخاص تأثيراً بالناس وإثماراً في حياتهم الخاصة والعامة.