من هو البلد الأول عربياً من حيث نسبة المصابين بالسرطان؟
سبعة آلاف مريض بالسرطان ينضم سنوياً الى لائحة المصابين بهذا المرض القاتل والموجع والمستشفيات بالكاد باستطاعتها استيعاب هذا العدد الهائل في بلد لا يتعدى عدد سكانه الاربعة ملايين شخص،ويبدو حسب احصائيات وزارة الصحة اللبنانية ان العدد في ارتفاع دائم بفعل مسببات اساسية كان يمكن تفاديها لو وضعت الدولة خطة طوارىء صحية منذ سنوات عديدة، ويعود هذا الكلام عن هذا المرض الذي لا شفاء منه على الاطلاق وما يرافق المصاب من عذابات لا تنحصر بشخصه فقط انما في عائلته والمحيط بكامله الى ان وزارة الزراعة في جانب من المشكلة الاساس اعادت قرار استيراد بعض الادوية الزراعية والتي كانت ممنوعة منذ العام 2014 مستندة الى تقرير صادر عن لجنة الادوية الزراعية التي تضم مندوبة عن وزارة الصحة وآخرين عن وزارات ومؤسسات تؤكد فيه ان هذه الادوية ليست مسرطنة وتستعمل في بلدان المنشأ ولاقى هذا القرار اعتراضات خصوصاً من الوزير وائل ابو فاعور الذي يجزم انها مسرطنة، واذا كانت ستستعمل في بعض الدول ولكن بناء على ارشادات وتعليمات استثنائية في حين ان الرقابة لدينا منعدمة.
هذا جانب من الحكاية المؤلمة التي نشرتها صحيفة الديار بحيث تتعدى اسباب الاصابة هذه الادوية لمسببات اساسية متواجدة في طبيعة الارض والهواء والمياه اللبنانية وفق التالي:
– اولاً: ان بلدة مثل زوق مكايل كانت اعداد الوفيات فيها تتم بشكل طبيعي بسبب الشيخوخة او امراض القلب انما خلال السنوات الماضية وارتفع عدد الاصابات بالسرطان بشكل مخيف بحيث ازداد عدد الوفيات من مختلف الاعمار الى حدود العشر مرات مضاعفة كما يقول رئيس البلدية ايلي بعينو الذي حذر عشرات المرات من الدخان المتصاعد من معمل الزوق الحراري والذي يغطي البلدة بكاملها وصولا الي معظم البلدات حتى ساحل جبيل واعالي كسروان وحتى الساعة يضيف بعينو: لا علاج لهذه الازمة المستعصية لارتباطها بتأمين الكهرباء من المعمل لمختلف المناطق اللبنانية فيما الضرر الاكبر يقع على معظم اهالي البلدة وسكانها داعياً الى الاسراع في وضع فيلترات كي لا يتفاهم الوضع اكثر مما هو عيه.
– ثانياً: المياه في لبنان معظمها ملوث حسب معظم الفحوصات المخبرية وحتى مياه الشركات لا تتطابق في العديد منها مع الشروط الصحية الواجب اتباعها ناهيك عن ان معظم شبكات المياه قديمة وتتداخل مع المياه الآسنة والامطار وهي بالكاد يمكن الاستعانة بها لقضاء الحاجات المنزلية ولكن هناك فئة من الناس وعددها كبير ليس باستطاعتها شراء المياه من الشركات فتضطر الى شرب هذه المياه كباراً وصغاراً مما يعرضها الى الاصابة بأمراض مختلفة وفي طليعتها مرض السرطان.
– ثالثاً: لا شك ان الكثير من الاطعمة التي يتناولها اللبنانيون غير مطابقة للشروط الصحية وذلك لانعدام الرقابة الذاتية ومن قبل الاجهزة المعنية في الدولة خصوصاً وان اللبناني في طبيعته يسهر مع عائلته في المطاعم بشكل دوري ويتناول الاطعمة المجلدة والتي لا تصل الى البرادات الموضوعة فيها الكهرباء بصورة منتظمة مما يعرضها الى تواجد الجراثيم فيها التي تدخل جسم الانسان يوماً بعد الاخر لتسبب له الالتهاب الذي يتحول رويداً رويداً الى مرض قاتل.
رابعاً: الهواء في لبنان معظمه ملوث جراء المعامل والمصانع التي تجاور المنازل والبيوت وتنفث سمومها في الهواء لتحط في داخل البيوتات ويتنشقها الناس مما يعرضهم الى امراض الربو والسرطان وغيرها من الامراض الخطيرة.
خامساً: الا ان الاخطر على صحة الناس هي تلك السموم المتصاعدة من الجو السياسي على مدى عشرات السنين يضاف اليها الحروب والاصابات المزمنة، ومعظم الاطباء يصرحون ان مسألة الارق والتعب والتعصيب سبباً في الاصابة بأنواع شتى من السرطان خصوصاً ان اللبناني مسيس في طبيعته ويلاحق الاخبار بشكل دوري مما يجعله في حالة ضغط دائم وانهيار تام للمناعة الصحية، والا ما معنى ان يكون لبنان من اوائل الدول الذي يسجل اعلى اصابات في السرطان في الشرق الاوسط وهذا يشكل عبئاً مادياً وصحياً على المصاب والدولة معاً التي من واجباتها حزم أمرها ورفع الاضرار السياسية والصناعية رحمة بالناس والعباد.