زوادة اليوم: جرّة الميّ
بيخبرو عن رجّال كان كل يوم يروح ع العين، ويحمل معو جرتين، يربطهن بطرف عصا طويلة، ويحطّها ع كتافو، جرّة من اليمين وجرّة من الشمال.
المشكلة إنّو في جرّة من الجرّتين، كان فيها كِسر زغير، وكانت المي تزرزِب منها. وكان كل مرّة يروح هالرجّال ع البِير، يرجع بجرّة ونصّ. وكانت الجرّة يلّي مش مكسورة، تتكبّر ع رفيقتها المكسورة، لأنها عم توصل ونصّها فاضي، بوقت يلّي هيّي عم توصل مليانة، وهيك عم بتقوم بنص عمل، بوقت يلّي هيّي عم بتقوم بعمل كامل.
قرّرت الجرّة المكسورة تحكي مع صاحبها، وتعبّر عن خجلها من يلّي عم بتحِسّ فيه. ولـمّا سألها الرجّال عن السبب، خبّرتو شو صاير معها وقالتلو: «إنت عم تتعذّب وتملّيني، بس أنا عم قلِّلَّك من أهمية عملك وتعبك». جاوبها: «اليوم نحنا وراجعين، بدّي منّك تطلّعي ع ميلتِك، رح بتشوفي ورود كتير حلوة زهّرت ع الطريق. أنا كنت عارف إنّك مكسورة، وكرمال هيك، زرعت ورود ع كلّ الطريق وإنتي كنتي عم تسقيها شوي شوي. شوفي ميلتِك كيف كلّها ورود من البِير للبيت، بوقت يلّي ما في ولا وردة ع تاني ميل. ساعتها قدّرت الجرّة المكسورة هالدَور يلّي عم بتقوم فيه.
الزوّادة بتقلّي وبتقلّك:
«كل واحد منّا، عندو نَقص، بس لـمّا منسلّم نقصنا للربَ، بيتحوّل نقصنا لَزهور بتزيّن حياتنا وحياة الأشخاص يلّي عايشين حدُّن».