سلبته حريّته كيف يحبّك
يذهلني لمّا أسمع شخصًا يقول أنّ عصفوره في القفص يحبّه جدّا و يعرفه جدّا و يبادله الزّقزقة و أطراف الحديث و كأنّه عصفور مثله؟!
بربّكم هل رأيتم يوما أو سمعتم أنّ سجينا يُحِـبّ سجّانـَه ؟! عجبـًا كيف يخفق القلب لجلاّده ؟!كيف هكذا يفكّر ؟! ألا يدري هذا الإنسان المستبدّ أنّه سلب هذا المخلوق الصّغير حريّتَه و أنّه حرمـه من أعزّ ما وهبه اللّه سبحانه و تعالى ... ألم يُخْـلـَق هذا الكائن الحيّ الصّغير ليعيش حُـرّا طليقا يرفرف بجناحيه و يتعملق في السّماء ؟! ألا يـدري هذا الرّجُـل أنّ عصفورَه لم يكن يبادله الزّقزقة كما فهمها هو ! إنّما في حقيقة الأمر , كان يقول له : (( أعطني حُـريّتي أطلق جناحيّ إنّني ميّت و لو كنتُ حـيّا )) ثمّ يقول له و دمع العين تسبقه يا هذا ألم تسمع ماذا قال الخليفة عمر رضي اللّه عنهُ :متى أستعبدتم النّاس و قد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا ...
وقوله رضي اللّه عنه : لو عـثرت بغـلة في العراق لسألنى الله تعالى عنها لِمَا لَـمْ تمهّـد لها الطّـريق يا عمر .
26 - 11 - 2017, 11:00 PM
العرض الشجري