الوسادة....!!!
37فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟»
معجزة مثل الكثير من المعجزات التي صنعها الرب يسوع.. لكن شدني ان يذكر مرقس الرسول بالروح القدس المرشد والموحي لكلمات الكتاب المقدس ان السيد كان نائما في اخر السفينة علي وسادة...!!!
اولا ماكنش الكتاب يذكر انه نام علي وسادة الا اذا كان امر غير معتاد اصل طبيعي يعني اقولك نمت امبارح نوم لكن اكيد مش محتاج اقولك نمت علي السرير او المخدة ممكن اقولك نمت علي الارض او في البلكونة ده حدث مش عادي ...طب ليه قال الوسادة.. قالها لانه مش ده العادي للمسيح لان السيد نفسه قال " و اما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه " يعني مش من عادته يحط راسه علي مخدة و ما كنش ليه بيت او مسكن لدرجة لما سالوه اين يمكث قال لهم تعالوا و انظروا.. ما فيش عنوان يعني... والقديس مرقس معروف انه بيذكر الحدث بالتفصيل و بدقة.. فذكر الوسادة
طبعا بسهولة للمؤمنين يفهموا ازاي المسيح الله الظاهر بالجسد ممكن ينام بناسوته لكن لاهوته ما ينمش زي ما يذوق الموت بالجسد بس اللاهوت ما يموتش.. و دي معضلة غير المؤمنين و اللي مش قادرين يفهموها.
نرجع للوسادة.. يعني معقولة يبقي نايم و مش حاسس بالصوت و لا اهتزاز المركب و لا صرخات السفن الصغيرة اللي مشيت وراه و اكيد برده عندها هرج و مرج .. نايم..؟!!! و نايم براحة علي مخدة!!!!!! يبدو المنظر كانه لا يهتم...
الكنيسه و النفس اللي تفقد الروحانيات وتتحول لمجرد بيت مبني من الحجاره الصماء زي المركب المبني من الخشب لا يظهر للمسيح وجودآ فيها.. نائم في اخر السفينة .... التلاميذ والجمع هما احنا اللي لا نشعر بوجود المسيح في حياتنا إلا لما نواجه الأخطار.. يسوع بالنسبة لينا تميمة حظ نحتفظ به تحسبا للمخاطر... صورة نحطها في العربية و نسوق مسافات و لا يخطر علي بالنا نسمع شوية كلمته او نشغل ترنيمة... شغالين fm و بس لكن صورته و انجيله و صور قديسيه و زيت البركة مغرقين العربية علشان ما تتخبطش و لا تتسرق و لا نعمل حادثة .. قيس علي كده حاجات كتير صور في الشنطة و المحفظة و الكتب و درج المكتب و تحت الهدوم و...و...و...كلها علشان بس يحفظنا من المخاطر ..ناخده معانا و لكننا نضعه في اخر السفينة الي ان يهيج البحر اللي هو عالمنا نتيجه أعمالنا الشريره و انغماسنا فيه والرياح تتحرك و تعصف.. و الريح هي الشيطان اللي يهيج العالم لانه اتقال عنه رئيس سلطان الهواء....و نعتمد علي المجداف و قدراتنا و هو في اخر السفينة .. نروح و صورته في المحفظة ندور علي واسطة و لا سكة معووجة لحل مشكلة و سايبينه نايم علي الوسادة... خدمة و انشطة و نبسط الاولاد و رحلات و مسابقات " مهم جدا و انا مش ضدها لكن ضد تهديفها " بس علشان نبسطهم لازم نخليه بعيد في اخر السفينة .. احبائي مش طبيعي ان المسيح ينام علي وسادة... مش طبيعي انه اخر من نلجأ له.. كان الافضل ان يذهبوا اليه قبل ان يشارف الامر علي الهلاك... من بدري روح صحيه.. العجيب انهم حملوه المسئولية مع انهم ما طلبوش و لا جريوا عليه.. لم ياتي السيد ليرتاح علي وسادة بل يبحث و يفتش عن كل نفس موجوعة و كل خروف ضال و كل درهم مفقود.. فقط علينا ان نوقظه مبكرا قبل ان نهلك فهو نفسه الذي لا ينعس و لا ينام... لن يوقظه الا صراخنا.. لن ينقذني ان اعتمد علي نفسي و اقول انضف شوية و اروح له.. مش حنضف و حغرق و اهلك.. هم من محبتهم استحوا يصحوه لكن في الخلاص لا استحياء زي ما انا بعبلي كده اقتحمه و اوقظه بايماني انه لا خلاص الا فيه و به
نبيل شحاتة
25 - 10 - 2017, 11:47 AM
رد: الوسادة
العرض العادي
