ما روته لوسيا في فاطيما هو نفسه ما رواه النبي دانيال الذي التقى الملاك جبريائل
قد یتساءل البعض عند قراءة ھذا العنوان عن الفائدة من معرفة العلاقة التي تجمع بین الملائكة إلا ان ذلك یسمح لنا باكتشاف عالم من ٌّ الغنى والمواھب والتأكد من ان الملائكة تتدخل في مراحل عدیدة من حیاتنا كل ّ حسب المھمة التي أولاھا الله إیاھا
وفي هذا السياق، يعطينا الرعيان لوسيا، خاسينتا وفرنسيسكو عناصر مهمة جداً للتفكير في الموضوع.
وتروي لوسيا في يومياتها ان الظهور الأوّل للملاك كان على شكل نور أنصع من الثلج وكأنه بلور، وجهه متوهج وعيناه كأنها شعاعَي شمس… إن ما روته لوسيا رواه أيضاً دانيال الذي التقى بجبرائيل، رئيس الملائكة: “فعت طرفي ونظرت، فإذا برجل لابس كتانا، يشد وسطه بذهب خالص من أوفاز، وجسمه كالزبرجد، ووجهه كمنظر البرق، وعيناه كمشعلي نار، وذراعاه ورجلاه كمنظر النحاس الصقيل، وصوت أقواله كصوت جمهور.” (دانيال ١٠، ٥ – ٦)
إن القديس جبرائيل، مرسال اللّه هو رئيس الملائكة الذي يكتنز هذا النور الآتي من الأعالي، من اللّه الذي أصبح انسان. وهذا يعني ان جبرائيل يتمتع بدور أساسي في عمليّة الخلاص فهو من بشر العذراء بولادة يسوع…
إن الرسالة التي نقلها القديس جبرائيل هي أهم رسائل الخليقة: التجسد وهي رسالة نور. فهذا ما قاله بندكتس السادس عشر “إن مجيء المسيح يبدد ظلمات العالم وينشر على البشر نور الآب….”
يحمل الملائكة النور معهم، النور الذي وحده اللّه يعطيه لكن لا أيّة صورة للّه، بل اللّه المتجسد، اللّه الذي أصبح انساناً من خلال ابنه يسوع المسيح. يحمل كلّ من القديس جبرائيل وملاك البرتغال هذا النور، فهما يحملان النور. لكن من الواجب الحذر، ان مهمة الملائكة هي بنقل يسوع المتجسد لا الطاقة.
إن العلاقة البديهيّة بين القديس جبرائيل والبرتغال هي انه كما كان القديس جبرائيل مرسل اللّه لدى السيدة العذراء، هكذا في البرتغال، حضّر الملاك الأطفال لظهورات السيدة.
لا يعرف الملائكة ما في قلب الإنسان ولذلك تتنتظر رده وهنا قُدسيّة وجمال العلاقة بين الطرفين فكما يقول بندكتس السادس عشر:تكتنز الإفخارستيا قوة عضويّة تحوّل كلّ شيء، ومن خلال هذا التحوّل أراد اللّه نفسه ان يجمع ملائكته بالملاك جبرائيل في التجسد وفي البرتغال مع فاطيما.