رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العصر القبطى تاريخ من دموع ودم لا ندرك لماذا يستمر الشر؟، لماذا يغتال الفجر عند الصبح؟ هناك من يريد أن يستمر الليل وتصير دروبنا مظلمة، هذا هو حال تاريخنا، صراع ومؤامرات، وحشود وجنود يدخلون بلادنا ليغتالوا حلم الحضارة والنور الذي صارع لأجله أجدادنا، فذبحوا كل حلم حتي لا يولد وتعود حضارتنا من جديد. فدخلوا بلادنا بنوا القصور وجلسوا علي العروش، ولم تكن هذه إلا صوراً لنفوس مريضة لإذلال الشعوب ثم تتصارع العروش والجيوش ليأتي مريض أخر يحمل تشوهات نفسية وإنسانية. يدخل وبين يديه لجام جيوشه يطلقهم علي أجدادنا وبلادنا وحضارتنا يدمر ويسرق ويغتصب. هؤلاء الأباطرة والملوك لم يضعوا في حساباتهم أنهم يحكمون بشرا، بل الشعوب في تقديرهم ما هم إلا قطيع من الخراف يحكمونهم بعصا وسيف، وتكون المشكلة حين يكون للشعب وعي وحضارة، فيكون الصدام بين العصا وصمود الشعب، بين الوحشية والإنسانية، بين حاكم يريد أن يقهر شعب وشعبا له هوية وتاريخ يرفض الخنوع والقهر ويفضل الموت عن الاستسلام. مات جستنيان وقد كانت بيزنطة في حالة سيئة فقد ضعف الجيش من حروبه المتوالية، وفرغت خزينة الإمبراطورية. وفي مصر فقد ولَدت الوحشية التي تعامل بها مع الأقباط حالة من الغليان والنفور من كل ما هو روماني، فقد كان يريد أن يخضع الأقباط له ولإيمانه الخلقيدوني حتي إنه كان يرسل إلي رؤساء الأديرة ليأتوا إليه ومن يذهب يخيره بين الإيمان الخلقيدوني أو السجن، ومن لا يذهب إليه يطارده ويقتله. وبعد موته تولي جستين ابن أخيه العرش وانشغل بالصراعات الداخلية وتسديد ديون عمه، ولكنه أيضا عند رسامة البابا بطرس الرابع رفض أن يدخل الإسكندرية ليُثبت مكانة البطريرك الخلقيدوني الموجود بالإسكندرية. فظل البابا طريدا في الأديرة حتي نياحته. كما أنه استولي علي القمح من كل حقول مصر حتي يسد المجاعة الحادثة في الإمبراطورية مما أشعل الغليان في كل ربوع مصر. وحين استولي الفرس علي سوريا فقد عقله ومات مجنونا. وفي هذه الأثناء كان صديقه تيبريوس الثاني قد سيطر علي كل مفاصل الحكم بمساعدة زوجة الإمبراطور التي بعد موته تزوجت تيبريوس وصار امبراطورا عام 578م. وقد أنفق كثيرا لشراء ولاء الجيش وأحبه الشعب لأنه أبطل ضريبة الخبز التي فرضها جستين. وزوج ابنته إلي قائد الجيوش موريس وأعلنه أغسطس، وفي اليوم التالي مات تيبريوس ليجلس موريس علي العرش عام 582م. وكان عصره من أسوأ العصور واهتز العرش بثورات داخلية وحروب خارجية. وفي مصر خرجت ثورة عام 582م كادت تنهي الاستعمار الروماني تماما ولكنها لم تنجح. فقد قاد الثورة ثلاثة أخوة من البحيرة وهم ابسخيرون ومينا ويعقوب، وجمعوا جيشا من المصريين وأخذوا يحاربون الجيش الروماني وطردوه من الوجه البحري وأخذوا الجزية التي جمعها الرومان من المصريين. وزحفوا علي الإسكندرية فهرب الوالي وأرسل موريس جيشاً إضافيا ولكنهم استطاعوا محاصرته وهجموا عليه فتقهقر حتي قبرص. وكادت تنجح الثورة لولا إرسال موريس مندوبين يطلبون الصلح والمفاوضات وكانت هذه خدعة، فحين وافق الإخوة الثلاثة وأوقفوا الحرب كان جيشا آخر من القسطنطينية في الطريق وقبضوا عليهم وقتلوهم ودخلوا الإسكندرية مرة أخري. ولكنهم ذهبوا إلي البحيرة وحرقوا القري التي منها الثوار، وأصدر الإمبراطور مرسوماً بطرد كل الأقباط من كل الوظائف. وقامت ثورات أخري في أخميم وجرجا وكانت في كل مرة تفشل لضعف التسليح وعدم التدريب الجيد لأنها كانت ثورة شعب أعزل أمام جيوش مسلحة ومدربة علي الحروب، وكانت النتيجة هي حرق وقتل وإبادة جماعية. وفي القسطنطينية كان الشعب قد مل من كثرة الحروب التي بلا داع حتي إن الشباب كان يهرب من الجيش بذهابه إلي الأديرة، فأمر موريس بمنع الرهبنة. مما أثار استياء الشعب والكنيسة وتمرد عليه الجيش بقيادة فوكاس الذي كان عنده مائة عام ودخلوا إلي القصر وقبضوا علي موريس وعائلته وذبحوا أولاده الستة أمام عينيه وبعدها أعدموه. وصار فوكاس إمبراطوراً عام 602م وكان أشد قساوة من سابقيه واضطهد المصريين وازداد حال الشعب بؤسا أكثر، فقد أرسل أوامره بمضاعفة الفتك بالمصريين وخاصة البابا والأساقفة والكهنة لأنه كان خلقيدوني، والاستيلاء علي الكنائس وإعطائها للخلقيدونيين. وكان يحكم إفريقيا هرقل الكبير الذي جمع جيشا وحاول الاستقلال عن القسطنطينية وناصره المصريون واعترفوا به إلا أنه هُزم. وفي هذه الأثناء هجم الفرس علي أورشليم واستطاعوا الاستيلاء عليها وحرقوا ونهبوا كنائسها واستولوا علي خشبة الصليب المقدس وأخفوها في بلاد فارس إمعانا في إذلال القسطنطينية. وهرب سكان أورشليم وما حولها إلي مصر فاستقبلهم البابا وتضافر المصريون جميعا في استضافتهم لأنهم كانوا مئات الآلاف. لكن حدث ما هو أسوأ فقد زحف الفرس إلي الإسكندرية وهزموا جيوش بيزنطة، وفي طريقهم داست أقدامهم الوحشية كل ما وجدوه وهدموا ستمائة دير وكنيسة إلي أن دخلوا الإسكندرية. وهرب الوالي والجيش الروماني وحين دخلوها نادوا في كل الشوارع أن كل رجل يتراوح عمره ما بين ثمانية عشر حتي الخمسين يذهب إلي ساحة المدينة لأنهم سيوزعون عليهم أموالا وطعاما وكل ما فيه خير لهم، فتجمع ثمانون ألفا فحاصرهم جيش فارس وقتلهم كلهم وكانت الدماء تسير في الشوارع والأزقة في كل الإسكندرية. وظل الفرس يذهبون إلي كل مدن مصر حتي أسوان يقتلون ويهدمون الكنائس والأديرة طيلة مدة ست سنوات حتي طردهم هرقل الذي مع جلوسه علي العرش بدأت حلقة اضطهاد أخري للأقباط. والآن عزيزي القارئ أرجو أن ترهف السمع خلف أوراق التاريخ وداخل الكلمات المكتوبة لتجدها تنبض بدموع وآلام هذا الشعب الذي عاني كثيرا، وخلف الأبواب والجدران تستطيع أن تسمع أصوات آلام وصلوات ودموع الأقباط الذين ظُلموا واضُطهدوا عبر الزمن وطول التاريخ. مقالة بجريدة الاهرام بقلم |
17 - 09 - 2017, 07:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: العصر القبطى
ميرسى على الموضوع الجميل مرمر ربنا يبارك تعبك |
||||
18 - 09 - 2017, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العصر القبطى
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تُسمى الوصايا العشر بالكلمات العشر Decalogue في الكتاب المقدس |
الحضارة القبطية ( حذاء نسائى من العصر القبطى ) |
العصر الكربوني ” العصر الذهبي لأسماك القرش “ |
مرض العصر |
العصر القبطى المسيحى فى مصر |