سؤال: أيه رأيك في البدلية العقابية، وموضوع الخطية الغير محدودة ومشكلة العدل والرحمة الذي صالح بينهما شخص المسيح الرب
_____ الإجابة _____
المشكلة التي أرقت الناس عبر العصور هي الفلسفة التي كانت أساس مشاكل الانقسامات، لأن رؤية إعلان كلمة الله حسب الوقائع التي حدثت صارت مشوشة بسبب إخضاع ما أُعلن في الكتاب المقدس للعقل والجدل الحادث بين أطراف كثيرة لكي يضع كل واحد وجهة نظره ليُجيب على أسئلة الناس، ومن هنا كانت بداية الأوجاع لهذا اليوم، مع أن الكتاب المقدس الذي فيه الإعلان الإلهي بطبعه بسيط، لا يحتاج لكل هذا التعقيد المبالغ فيه، لأن المشكلة كلها في عقل الإنسان الذي انغلق على النور الإلهي وتاه في خضم فلسفة الفلاسفة، فكان الرد عليهم بصورة تتناسب مع فلسفتهم مما أدى لتيه البشارة البسيطة المقدمة من الله للإنسان من أجل شفاء جرحه العميق الداخلي الذي أُصيب به من جراء طاعة صوت غريب عن الصوت الإلهي الذي يبث حياة ومحبة للإنسان.فاختراع الإنسان لبعض التعبيرات والألفاظ اللاهوتية وتمسكه بها هو الذي قضى على روح الإنجيل فيه، لأنه دخل في حالة من الصراع ما بين فكر اللاهوت الشرقي وفكر اللاهوت الغربي، لأن اللاهوت كل ما يختص بطبيعة وعمل الله، الذي ينبغي أن لا نخترع فيه أي شيء لا بالزيادة ولا بالنقصان حسب كلام الإنسانية المُقنع، بل حسب بشارة إعلان الإنجيل الحي نسير وفق البساطة التي لنا في المسيح يسوع، ونتلكم ببرهان الروح والقوة في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي، لنحيا - حسب قصد الله - في طهارة الجسد وقداسة النفس.
فالموضوع - عموماً - يتلخص في أن الإنسان أُصيب بسم قاتل سرى في كيانه، وانقطع عن الله مثل الجسد عن الرأس، إذ أن الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يصنع صلاح ليس ولا واحد، وذلك لأنهم كيف يصنعوا الصلاح حسب مسرة مشيئة الله وهم مقطوعين عنه، وكيف يحيا الإنسان معافاً وسم الحية يسري فيه وقد شل أعضاؤه الروحية، فلم يعد له القدرة ان يتحرك نحو الله، فتحرك الله نحوه كطبيب ليُشفي نفسه ويعطيه حياة تطرد الموت الذي فيه، ويملأ قلبه وفكره بالنور الطارد للظلمة.فالمسيح الرب في ملء الزمان بحسب التدبير غرس نفسه في طبيعتنا الميتة باتحاد غير قابل للافتراق، ودان الخطية في الجسد، إذ مات بحسب الجسد ولم يرى فساد، وانتصر على الموت فأنهى الدينونة بالتمام، وأقامنا معه ليُجلسنا معه، وهذا يحققه فينا حينما نتوب ونؤمن بالإنجيل ونتمسك بخلاصه بإيماننا انه هو القيامة والحياة، وهذا هو خلاصنا البسيط الذي لا يحتاج لكل هذا اللغو المعقد الذي صنع تلال ضخمة من المراجع التي صارت محل صراع وصعوبة في الفهم عند الكثيرين، بل وعثرة عند البسطاء في الإيمان، فتاهت النفوس عن خلاصها العملي لكي يظهر في حياتها الشخصية، وأضحت الفلسفة هي الأساس الذي يتعاملون به فأفقدهم البساطة التي في المسيح، لأن الحية القديمة ما زالت خداعة بمكرها النفوس التي تتحرك نحو مسيح القيامة والحياة فتوقعهم في فلسفة فكر ليس بذات قيمة يبعدهم عن خلاصهم، وهذه هي أساس المشكلة.
فلا تصدق أن هناك مشكلة حقيقية تحتاج لكتب وردود، بل المشكلة كلها تتلخص في الابتعاد عن بساطة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، لأن الحياة في المسيح تعطي سلام وتوحد لا تُفرق، اما الفلسفة والصراع على الألفاظ تفرق ولا توحد، وهذا عكس مشيئة الله المعلنة في إنجيل يوحنا في صلاة المسيح الرب، فأن كان كلامنا وصراعنا سبب الانقسام إذاً فنحن لم نعرف كيف نحيا بعد بشارة إنجيل خلاصنا.