بالصور.. لاول مرة نكشف أسرار من داخل دير سانت كاترين
مكتبة دير سانت كاترين، بمحافظة جنوب سيناء، بعد الإعلان عن النجاح في قراءة مخطوط "بالميسست"، لإلقاء الضوء على المخطوط الذي يعود إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي، والإضافة التي يمكن أن يضيفها هذا الاكتشاف لدير سانت كاترين والسياحة عامة بجنوب سيناء.
وأكد توني كازامياس، مستشار الأنبا داميانوس رئيس أساقفة سيناء للروم الأرثوذوكس ورئيس دير سانت كاترين، أن مكتبة دير سانت كاترين تتضمن كنوزا كثيرة ومن ضمنها مخطوطات "الرق" والتي عرفت باسم "بالميسست"، وهو مصطلح يقصد به المخطوط الذي يتكون من طبقتين للكتابة، الأولى هى كتابة تم محوها وهى الأقدم وعادة ما تكون باهتة ومن الصعب قراءتها، حيث أن هذه الطبقة الممحاة من الممكن أن تقدم معلومات هامة عن تاريخ الدير أثناء العصور الوسطى وكذلك من الممكن أن تحفظ هذه الطبقة بنصوص قديمة ولم تتم دراستها بعد، ثم الطبقة الثانية وتنتمي كتابتها إلى تاريخ أحدث ومخطوط كان يصنع من جلود الحيوانات.
وأشار كازامياس، إلى أن مخطوطات "بالميسست" ظهرت عندما قام بعض الكتاب بالعصور الوسطى بمحو الكتابة الأصلية من صفحات مصنوعة من الرق خاصة بمخطوطات قديمة وأعادوا استخدام الصفحات لكتابة مخطوطات جديدة، ونظرا للتكلفة العالية للرق فإن عادة المسح كانت منتشرة حيث يتم إعادة استخدام صفحات المخطوطة بعد المسح.
وأوضح كازامياس، أن دير القديسة "كاترينا" المقدس قام باستخدام طريقة تيسر من قراءة طبقات الكتابة الأصلية منذ محوها قبل عدة قرون مضت، لافتا إلى أن تكنولوجيا التصوير متعدد الأطياف كانت تستخدم على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا الشمالية، من أجل استعادة النصوص الممحاة من مخطوطات "بالميسست"، بالإضافة إلى استعادة نصوص مخطوطات أصابها الضرر نتيجة النيران أو المياه.
وأكد كازامياس، أن الدير قام بإضافة أضواء وكاميرا جديدة إلى النظام القائم للتصوير الرقمي وكذلك بمساعدة متخصصون باستخدام معدات التصوير متعدد الأطياف من أجل تيسير قراءة النصوص الممسوحة حيث أنها تطلب تخصص تقني، كما قامت منظمة Early Manuscripts Electronic Library، المتخصصة في التصوير متعدد الأطياف ومعاونيها بتقديم المشورة العلمية لمعالجة هذه الصور.
وعن الأهمية التاريخية لمخطوط "بالميسست" قال كازامياس: "هذا المخطوط المكتشف حديثا يتضمن أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس أو السادس الميلاديين، وهذه النصوص تتضمن أجزاء بحث الطبيب العظيم هيبوقراط، بالإضافة إلى ثلاثة نصوص طبية لكاتب مجهول تم اكتشافها للمرة الأولى في هذا المخطوط".
وأشار كازامياس، إلى أن أحد هذه النصوص الطبية يتضمن رسومات بكامل الصفحة لأعشاب طبية كانت قد مسحت، إلا أن هذه النصوص الطبية غير كاملة وتوجد أجزاء منها فقط، وتمثل إسهاما جديدا لمصر في الحفاظ على المعرفة العلمية في العصر القديم ودراستها.
كان الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، قد كشف في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، عن نجاح رهبان دير سانت كاترين في قراءة الكتابات الممحاة على مخطوط أثري، يعرف باسم "بالميسست"، كان موجودا بمكتبة الدير، ويعود إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي، عن طريق استخدام تكنولوجيا التصوير متعدد الأطياف، وهو الكشف الأثرى الذي شارك فيه باحثون من مختلف الجنسيات، بحسب الأب جاستين، الراهب الأمريكى وأمين مكتبة دير سانت كاترين.
05 - 08 - 2017, 02:29 PM
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
العرض العادي
