انا عجبتني المقارانات دي لما قرأتها ، لانها كشفت لي اني مش عايز اعترف بمحدوديتي .رغم كل الحق اللي عرفته عن الله
حين أُلقِىَ يعقوب فى السجن صَلَّت الكنيسة إلى الله كى ينقذه ، لكن هيرودس أمر بقتلِه ..
و حين تكرر نفس الشيئ مع بطرس أرسل الله ملاكاً و أخرجه من السجن !
حين فسد أولاد عالى الكاهن ، عاقَبَه الله "مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، ولَمْ يَرْدَعْهُمْ" (1صم3: 13)
أما صموئيل فلم يعاقبه الله رغم أن ابنَيه لمْ يَسْلُكا فِي طَرِيقِهِ، بَلْ مَالاَ وَرَاءَ الْمَكْسَبِ، وَأَخَذَا رَشْوَةً وَعَوَّجَا الْقَضَاءَ ! (1صم8: 3)
حين قدَّم قايين ذبيحة "غير حيوانية" رفضها الله .. أما حين قدَّمَها ملكى صادق قَبِلها الله ، بل و قيل: أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ» ! (مز110: 4)
حين قال موسى لله «لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ»(خر4: 10) أرسل الله معه هارون ليتكلم ..
أما حين فعل أرميا نفس الشيئ ، لَمَسَ الرَّبُّ فَمِه، وَقَالَ له: "هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ" (ار1: 9)
حين سأل زَكَرِيَّا الملاك "كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟" أجَابه "هَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِيِ" (لو1: 20-18)
أما حين سألته العذراء "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟" أجابها "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ"! (لو1: 35-34)
حين "أَحْصَى دَاوُدُ الشَّعْبَ الَّذِي مَعَهُ" بعد فتنة أبشالوم ، لم يعاقبه الله (2صم18: 1) .. لكن حين قال ليوآب :«امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا» (2صم24: 1) خيَّرَه الله بين ثلاث عقوبات !
وسط انشغال متَّى قال له المسيح "اتْبَعْنِي" .. أما حين قال له أحدهم: «أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي» رفض قائلاً «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» (مت 8: 20)
شفى الله المرضى بعصائب من جسد بولس .. لكن حين طلب بولس شفاء جسده قال له "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي" !
حين شك جدعون فى كلام الله قدَّم له الله دليلاً مرة و اثنان و ثلاثة كى يصدِّق .. أما حين شك موسى أن الصخرة ستخرج ماءا "بكلمة" و ليس "بالعصا" ، عاقبه الله بعدم الدخول إلى أرض الموعد !
حين نحكم بحسب "معرفتنا" فلن تعجبنا قرارات الله !
قد نجدها جائرة أو متحيزة .. لكن حين ندرك أن الله لديه كل "المعلومات" ، فسنكتشف صحة قراراته حتى لو لم نتفهم توقيتها أو ندرك أبعادها ..
هو يعرف الوقت الأمثل لتنتهى رسالة يعقوب على الأرض ، كما يعرف كيف ينقذ بطرس بمعجزة ليستكمل رسالته ..
يعرف متى تكون سوء التربية تقصيراً من الآباء ، و متى تكون عصياناً من الأبناء ..
يعرف أن قايين قد خالف مشيئته عمداً ، أما ملكى صادق فقد تصرَّف بإرشاد منه إشارةً إلى العهد الجديد ..
يعرف متى يعامِل موسى بحسب قدراته ، و متى يمنح أرميا قدرات جديدة ..
يعرف أن سؤال زكريا كان يحمل الشك ، بينما سؤال مريم كان يحمل الاستفسار ..
يعرف متَى يُحصى داود شعبه استعداداً لما هو آتٍ ، و متى يُحصيه تفاخراً به و اتكالاً عليه ..
يعرف أن متَّى سيتبعه للنهاية ، بينما يطلب آخر أن يتبعه ثم يتراجع ..
يعرف أهمية "الشفاء" لخلاص شخص ما ، و يعرف أهمية "المرض" لخلاص شخص آخر قد يرتفع من فرط الاعلانات ..
يعرف كيف يشدد إيمان جدعون الضعيف حتى يقوى ، و كيف يهذِّب إيمان موسى القوى حتى يخضع ..
نقيِّم أموراً كبيرة بأقل قدر من المعلومات ، فتخرج أحكامنا بلا معنى .. أما التفاصيل فلا يعرفها سوى فاحص القلوب .. العارف بالعمق و العلو و الإرتفاع .. كاشف الزمن بأبعاده الثلاث ..
إن "كمال المعرفة" هى سبب كافى للثقة فى قرارات الله ..
فالحقيقة لا يدركها إلا من يرى الصورة كاملة ..
فيتخذ القرارات الصائبة ..
و الصالحة ..