ماهي اسباب الحرب الكورية ؟ وما هي تفاصيلها
في منتصف القرن الذي شهد بالفعل اثنين من اكثر الصراعات العالمية المدمرة والمروعة والمكلفة، اندلعت حرب وحشية في بلد بعيد في اقصى آسيا ، والتي بدأت فعليا خلال الحرب العالمية ما بين عامي 1939 - 1945، عندما تم تحديد مستقبل الامبراطورية اليابانية في اجتماعات قمة الحلفاء، وعلى المدى القصير، كانوا في انتظار عودة الاستقلال الكوري، فقد كانت كوريا مستعمرة يابانية منذ عام 1910 .
والحرب الكورية بدأت من يونيو 1950 الى يوليو 1953، وشهدت الحرب الكورية الشيوعية غزو الجنوب، التي كانت لديها دعم من الامم المتحدة، فقد قدمت الولايات المتحدة الكثير من المساعدات ،وقد قاومت كوريا الجنوبية وانحسر القتال ، واثناء الحرب الكورية ، كانت الولايات المتحدة تقوم باتباع سياستها في الاحتواء كما عملت على منع العدوان ووقف انتشار الشيوعية ، وعلى هذا النحو، يمكن النظر الى الحرب الكورية باعتبارها واحدة من العديد من الحروب الهامة التي جاءت خلال الحرب الباردة .
اسباب الحرب الكورية :
تحررت كوريا من اليابان في عام 1945 اثناء الايام الاخيرة من الحرب العالمية الثانية، واصبحت كوريا مقسمة على اثنين من الحلفاء ، فالاراضي الجنوبية كانت مع الولايات المتحدة ، والاراضي الشمالية كانت مع الاتحاد السوفيتي، وفي وقت لاحق من ذلك العام ، قرروا ان يقوموا بلم شملهم وجعلهم بلاد مستقلة بعد فترة خمس سنوات، وبالفعل قاموا بعمل انتخابات في امريكا الشمالية وكوريا الجنوبية والتي عقدت في عام 1948 ، وبينما كان الشيوعيين يستولون على السلطة في الشمال، اصبح الجنوب ديمقراطي بدعم من كفلائه ، وكانت الحكومتين تريد اعادة توحيد شبه الجزيرة تحت ايديولوجية معينة، وبعد عدة مناوشات على الحدود، غزت كوريا الشمالية الجنوب يوم 25 يونيو 1950، ومن هنا فتح الصراع .
الحرب الكورية
اولى المشاهد في نهر يالو من 25 يونيو 1950 الى اكتوبر 1950 :
بدأ الغزو الكوري الشمالي على الفور، واصدرت الامم المتحدة قرار رقم 83 بتقديم المساعدات العسكرية لكوريا الجنوبية، وتحت راية الامم المتحدة، امر الرئيس هاري ترومان القوات الامريكية بقيادة الجنوب، والطغى على الكوريين الشماليين واجبروهم على العيش في منطقة صغيرة حول ميناء بوسان، وبينما كان القتال حول بوسان، كان قائد قوات الامم المتحدة الجنرال دوغلاس ماك آرثر هو العقل المدبر في الهبوط على انشون ، وحطم هذا الهبوط الهجوم الكوري الشمالي وكان الكثير لديهم امل في ان قوات الامم المتحدة تقوم بانهاء الحرب بحلول عيد الميلاد ، وبدأت من بعدها التحذيرات الصينية في التدخل .
تدخل الصين من اكتوبر 1950 الى يونيو 1951 :
على الرغم من ان الصين كانت قد حذرت من التدخل ، الا ان ماك آرثر رفض كل هذه التهديدات ، وفي اكتوبر عبرت القوات الصينية نهر يالو ودخلت وسط القتال، وفي الشهر التالي، اطلقت العنان لهجوم واسع النطاق ، ودخلت مع قوات الامم المتحدة في معركة الخزان تشوسين ، واجبروهم على التراجع الى الجنوب من سيول، وكان ماك آرثر قادر على تحقيق الاستقرار في خط الهجوم المضاد ، وقوات الامم المتحدة دفعت مرة اخرى الى الشمال ، واشتبك كل من ماك آرثر وترومان، وصد الهجوم وقتها ماثيو ريدجواي من القوات الصينية .
تتبع الازمة ، ما بين 27 يوليو 1951 وحتي يوليو 1953 :
الحرب وصلت على نحو فعال الى طريق مسدود ، وكأنها لعبة شطرنج ، ومن هنا فُتحت مفاوضات الهدنة في يوليو 1951 في كايسونج وبعدها انتقلت المفاوضات في بانمونجوم ، واعاقت هذه المحادثات قضايا الاسرى ، فلم يرغب العديد من السجناء الكوريين الشماليين والصينيين العودة الى ديارهم ، وعلى الجبهة، واصلت القوات الجوية للامم المتحدة الهجوم على العدو بينما كانت الهجمات على الارض محدودة نسبيا ، كان كلا من الجانبين يقاتلون فوق التلال والارض المرتفعة على طول الجبهة، وشملت المشاحنات في هذه الفترة معارك مثل معركة ريدج (1951)، ومعركة وايت هورس (1952)، ومعركة مثلث هيل (1952) .
اعقاب الحرب الكورية :
المفاوضات في بانمونجوم اخيرا اثمرت في عام 1953 ، واخذت الهدنة حيز التنفيذ في 27 يوليو ، وعلى الرغم من انتهاء القتال، الا ان الحرب لم تنتهي باي معاهدة سلام رسمية، وبدلا من ذلك، اتفق الجانبان على انشاء منطقة منزوعة السلاح على طول الجبهة ، وتبقى هذه المنطقة واحدة من اكثر الحدود عسكرة بشكل كبير في العالم مع الجانبين، اما عن الخسائر التي نتجت عن هذه الحرب كانت حوالي 778000 الف شخص للقوات الكورية الجنوبية والتي ساعدتها الامم المتحدة ، في حين ان كوريا الشمالية والصين خسروا حوالي 1.1 الى 1.5 مليون شخص في اعقاب الصراع، واصبحت كوريا الجنوبية واحدة من اقوى الاقتصادات في العالم في حين لا تزال كوريا الشمالية دولة منبوذة ومعزولة .