منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 06 - 2017, 02:12 PM   رقم المشاركة : ( 18371 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حياة القديس إغناطيوس دي لويولا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة القديس إغناطيوس دي لويولا
1522: شاب أسبانيّ يقضي حياته في القصر الملكيّ ويعشق السيف. في أثناء معركة ضدّ الفرنسيين انكسرت ساقه، فلم يتردد عن الخضوع لعمليّة جراحيّة مؤلمة لإعادة أناقة جسمه.
في أثناء أناقته الطويلة كان يبحث عن روايات غراميّة، لكنّه لم يجد في القصر إلا كتاباً واحداً: “سيرة المسيح والقديسين”. فأخذ يطالعه مرغماً، لكن، يا لها من مفاجأة! فحياة يسوع والقديسين هي أيضاً رواية حبّ. وإذ به يقتحم معركة أشدّ مشقّة من تلك التي أقعدته، فالقلعة التي تقاوم الآن هي قلبه الذي كان مجد العالم قد احتلّه. وفي هذا العالم، وجد اغناطيوس يسوع وأصدقاءاً له أوفياء سلكوا على درب الربّ مثل القديس فرنسيس والقديس دومينيك. وها هو يقول في نفسه: “لم لا أنا؟”. وما إن شفي حتّى انطلق إلى دير قريب، وبعد أن اعترف مطوّلاً بخطاياه أحيا الليل كلّه راكعاً أمام تمثال العذراء حيث ترك سيفه، وأعطى عابراً فقيراً ثوب الفارس الذي كان يرتديه.
1523: سار إغناطيوس بدون مال ولا زاد إلى أورشليم، وكأنّه مخطوف بالله، راغباً في أن يقضي حياته ماشياً على درب المسيح. لكنّ الأتراك منعوا إقامة المسيحيين في أورشليم، فعاد يسأل نفسه: ما العمل؟
فقرر إغناطيوس متابعة دروسه لأنّ كثيرين كانوا منكبّين على العلم والمعرفة، تحضيراً لبناء العالم الجديد.
1530: ها نحن في جامعة السوربون بباريس حيث يقيم إغناطيوس مع طالبين: بطرس (فرنسيّ) وفرنسيس (أسبانيّ). ثلاثتهم يتاونون في دروسهم ويتحادثون طويلاً. وسرعان ما أصبح يسوع محور أحاديثهم، حتّى أضحى أكيداً لديهم أن محبّتهم للمسيح لن تكون على هامش حياتهم.
1534: لقد أصبحوا الآن سبعة أصدقاء، تمتلكهم رغبة واحدة:إتّباع يسوع المسيح في ممارسة الفقر الإنجيليّ والعفّة والسير نحو الكهنوت.
في صباح 15 آب، في معبد صغير، قرروا بأجمعهم الالتحاق بيسوع الفقير، ووعدوا بأن يخدموه في الأشخاص الذين يكلّفهم مساعدتهم.
ثمّ توجّهوا إلى روما كي يتلقّوا رسالتهم على يدّ قداسة البابا خليفة القديس بطرس. ولم يسعهم إلّا أن يسمّوا تلك الجماعة الناشئة “رفاق يسوع”، إذ هو يسوع الذي جمعهم وجعلهم رفقاء.
1540: وافق البابا بولس الثالث على إنشاء الرهبانيّة اليسوعيّة.
1541: انتخب أغناطيوس دي لويولا في 8 أبريل 1541 أول رئيس عام للرهبانية اليسوعية.
1548: يوافق البابا بولس الثالث على كتاب الرياضات الأغناطية.
1556: كان همّ أغناطيوس تدبير شؤون رهبانيته ورهبانه وتأمين الرسالة بين المسيحيين ونقل البشارة إلى سائر بلاد المعمور، فكان بدء تبشير الهند واليابان ومزيد من الصلاة والتأمل.
1556: ألزم المرض أغناطيوس الفراش و توفي في 31 يوليو … وهو في الخامسة والستين بعد حياة مليئة بالمحبة والسخاء.
1609: تطويب أغناطيوس في 3 يناير على يد البابا بولس الخامس.
1622: تم إعلان قداسة أغناطيوس في 12 مارس عن يد البابا غريغوريوس الخامس عشر
صلاة القديس اغناطيوس دي لويولا
علمنا يا رب أن نكون أسخياء
ونخدمك كما تستحق
ونعطي بلا حساب
ونحارب فلا نبالي بالجراح
ونعمل فلا نبحث عن الراحة ونبذل أنفسنا فلا ننتظر أية مكافأة
سوى معرفتنا أننا نعمل مشيئتك المقدسة
 
قديم 20 - 06 - 2017, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 18372 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة اوفيمية الشهيدة Saint Euphemia
القديسة اوفيمية العظيمة في الشهيدات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت من مدينة خليكيدونة وقضت حياتها شهيدة بتولاً للمسيح الإله سنة ٣٠٧ م.
فتاة رومانية شهيدة انحنت الوحوش المفترسة عند قدميها تلثمهما، بينما تفنن بريسكوس الوالي العنيف في تعذيبها، في شراسة مرة، فغلبته بإيمانها وصبرها، وتمتعت بأمجاد أبدية وكرامة عبر الأزمنة
ولدت في مدينة خلكيدونية في أواخر القرن الثالث، والدها فيلوفرون من أشراف المملكة ووالدتها ثاؤدورا إنسانية تقية من أكثر الناس حباً بالفقير. وما كادت أوفيمية تبلغ العشرين من عمرها حتى اندلعت موجه اضطهاد على المسيحيين، إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحية يدفعه في ذلك شريكه مكسميانوس وشيطانه غالاريوس بقصد إبادة الإيمان تماماً، فتوارت عن الأنظار مع مجموعة رفضت حضور الاحتفالات وتقديم الذبائح للأوثان.

أصدر الحاكم آمراً بالبحث عنها وألقى الوالي بريسكوس القبض عليها. ولما مثلت المجموعة أمام الحاكم سأل اوفيميا لماذا عصيتم الأوامر؟ فكان جوابها : نطيع الأوامر شرط أن لا تكون مخالفة لأوامر السماء، وإلا فنحن لا نعصاها فقط بل نقاومها.

اغتاظ الحاكم، ولفته جمال طلعتها وطراوة عودها وحسن سلوكها. وإذ سُحر بجمالها ظن أنه قادر أن يخدع هذه الحمامة الوديعة ويسقطها في إشراكه، فكانت تسخر من خداعاته وتصّد هجماته بقوة، فلم يخدعها شره المعسول ولا أثناها قسوته العنيفة. فسلم الجميع إلى التعذيب. شيئاً غريباً بدأ يحدث. فكلما كان الحاكم يسلمها إلى نوع من العذاب، كان ملاك الرب يأتي ويعطل مفعوله. وضعها على عجلة، فجاء الملاك وكسر العجلة. ألقاها في النار فلم تصبها بأذى، ألقاها في جب ماء فيه كافة أنواع الزواحف السامة، فرسمت إشارة الصليب فوق الماء ونجت، تذكر سيرتها أنه عرّضها للنيران التي التهمت رجاله وخرجت هي سالمة، فآمن جنديان من رجاله: فيكتور وسوسثنيوس بالسيد المسيح واستشهدا بطرحهما للوحوش.

علقها أيضاً على دواليب مسننة (الهنبازين) فلم تؤذها، واستخدم معها الجلد وطرحها في جب الخ... وكان الرب ينقذها حتى ظنها الوالي ساحرة. اتسمت في جهادها بالسهر الدائم تستعد للمعارك اليومية، بالصلاة والتسبيح لله بغير انقطاع، فكانت محبة الله تلتهب فيها كل يوم، وكان السيد المسيح يتجلى خلال آلامها. أخيراً طُرحت للوحوش الضارية الجائعة، فجاءت إليها تنحني أمامها لتلثم قدميها وتحيط بها كمن تطلب صداقتها، وفي هدوء عجيب ركعت الفتاة لتصلي وتطلب رحيلها إلى عريسها،
أخيراً شاء الرب أن ينيّح أمته ويسكنها جواره، فأقبل عليها دُب وعضّها فأسلمت روحها في الحال. انتاب المدينة هزة أرضية أربكت الجميع حتى هرب الكثيرون إلى الحقول، فجاء أقارب الشهيدة أوفيمية، وحملوا جسدها، ودفنوها.

وفي عهد قسطنطين شُيّد فوق ضريحها كنيسة يقال أنها كانت من أعظم كنائس الشرق وأفخمها. وفي تلك الكنيسة بالذات اجتمع آباء المجمع المسكوني الرابع. ومن أخبار التي تناقلها التراث بشأن عجائب القديسة بعد استشهادها أن قبرها في عيدها السنوي، كان يفيض دماً حيّاً تفوح منه رائحة سماوية لا نظير لها. وكانوا يدهنون المرضى بهذا الدم فيشفون. جسدها لا يزال محفوظاً حتى اليوم في صندوق معدني بدون فساد وإنحلال مفيضاً طيباً عطراً.

تعيّد لها الكنيسة في ١٦ أيلول، ونعيد لها في يوم أخر للعجيبة التي أجراها الله بواسطة رفاتها المقدسة أثناء انعقاد المجمع المسكوني الرابع الخلقيدوني سنة ٤٥١ م
فإنه لمّا انعقد هذا المجمع في خلكيدونة ضد القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح وبعد محاورات عديدة بين المستقيمي الرأي الأرثوذكسي وبين أضدادهم أصحاب الرأي الخاطئ اتفق الطرفان على أن يحرر كل منهما حد إيمانه عن هذه القضية في كتاب خاص ويتضرعا إلى الله طالبين منه تثبيت الاعتقاد الصحيح وإيضاحه. فحرر الكتابين المشار إليهما ووضعاهما في الناووس الذي كان فيه جسد القديسة و تم وضع اللوحين على الذراعين الطاهرتين للقديسة أوفيمية .. فكانت ذراعاها متصالبتين على صدرها .. و تم وضع اللوحين فوقهما .. و تم ختم التابوت بحضور الفريقين وانصرفا.. و أقيمت الصلاة لمدة ثلاثة أيام .

وبعد الثلاثة أيام التى تواصلت فيها الإبتهالات الليلية إلى الله فتحا الناووس بحضرة الملك فوجدوا كتاب المعتقدين بالطبيعة الواحدة قانون الإيمان الهرطوقي (الطبيعة الواحدة ) مرميا ً أسفل قدميها عند رجلي الشهيدة تحت قدميها أما كتاب الأرثوذكسيين ففي يدها اليمنى قابضة عليه بشدة تحتضنه .

بشفاعة قديستك اللهم ارحمنا وخلصنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طروبارية القديسة اوفيمية باللحن الثالث
لقد ابهجت جداً المستقيمي الرأي، وخذلتِ ذوي الرأي الوخيم، يا أوفمية بتول المسيح الجميلة، لأنكِ قد أثبتِ المعتقد الحسن، معتقد آباءِ المجمع الرابع،
فيا أيتها الشهيدة المجيدة ابتهلي إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمةَ العظمى
 
قديم 20 - 06 - 2017, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 18373 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

احترام مشاعر الاخرين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
احترام مشاعر الاخرين
تعجبت جدًا وأنا أقرأ الحوار الذي دار بين بلعام العراف وحمارته!!
قد تندهش أن الحماره تتكلم..
ولكنك ستندهش أكثر حينما تستمع إلى إسلوب الحمارة الرقيق وهي تردّ على هذا “العرَّاف” الذي يصرخ فيها بكل قساوة وشراسة!!
وسأتركك قارئي لتحكم من يا تري أكثر رقة فيهما؟!!
تابع معي هذا الحوار:
بلعام:
«لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ»!!
يا للشراسة!!
والحمارة ترد على بلعام قائلة:
«أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟
هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟»

فيا للرِّقة!!
(راجع القصة في سفر العدد22: 21 30).
ألا تندهش معي قارئي الكريم من رقة هذا الحيوان، ومن شراسة ذلك الإنسان؟!
هذا هو حال الإنسان البعيد عن الله. لكن شكرًا للرب أنه يعطي فضيلة جميلة لمؤمنيه، ألا وهي رقَّة الطباع واحترام مشاعر الآخرين.
*
لماذا لا يقدر الكثيرين منا مشاعر الآخرين من حولهم؟
-1-
لإن بداخل الكثيرين منا ضيقًا وضغوطًا، بل والبعض لديهم متاعب نفسية. وللأسف، أحيانًا لا يجد هؤلاء منفسًا لهذا الضيق، إلا بتفريغه في الآخرين سواءً كان بسخرية لاذعة أو بكلام جارح، يؤذي حتمًا مشاعر من حولهم.
-2-
بسبب الخطية أيضًا، تحوَّل الإنسان إلى كائن أناني بطبيعته، يدور حول نفسه، فلا يهمه الآخر، ولسان حاله، نفسي والطوفان من بعدي!!
وهذا ما عبَّر عنه الكتاب :
«إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ»
(فيلبي2: 21).
-3-

كما أن القلب الممتلئ بالقسوة، يجعل الشخص غير مكترثًا بإيذاء مشاعر الآخرين، حتى في مزاحه وضحكه، كما قال الكتاب :
«يُوجَدُ مَنْ يَهْذُرُ مِثْلَ طَعْنِ السَّيْفِ»
(أمثال12: 18).
-4-

وأحيانا نتعجل الحكم على الآخرين، بحماس شديد، دون التروّي؛ فنُصدِر أحكامنا التي تؤذي مشاعرَ الآخرين، وغالبًا ما تكون خاطئة. وهذا ما فعله أصحاب أيوب عندما جاءوا ليعزّوه وقت تجاربه الكثيرة، فجرحوه بقولهم له :
«اُذْكُرْ: مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِيءٌ، وَأَيْنَ أُبِيدَ الْمُسْتَقِيمُونَ؟»
(أيوب4: 7)
أي أن الله أعطاك ما تستحق!!
*
المسيح المثال الأعظم في تقدير مشاعر الآخرين
ما أروع ذوقيات ربنا يسوع المسيح، ولاسيما في مراعاته لمشاعر من حوله. يمكننا أن نلحظ ذلك من مواقف عديدة:
-1-
في إحدى المرات اتهمه اليهود قائلين :
«إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟»،
لكنه في رِقّة عالية أجاب وقال :
«أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ»
(يوحنا8: 48) ،
ولم يَقُل أنا لست سامريًا حتى لا يجرح مشاعر السامريين!!
-2-

وما أروع شخصه الكريم، وهو يشارك مريم ومرثا مشاعر حزنهما على أخيهما ويبكي معهما، حتى أننا نقرأ هذين التعبيرين عنه :
«بَكَى يَسُوعُ»
وأيضًا تعليق الواقفين عند القبر :
«انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!»
(يوحنا11: 35)
-3-

وفي لقائه مع السامرية الخاطئة، كشف لها حالتها وحاجتها للخلاص ولم يجرح مشاعرها بكلمة اتهام أو تقريع لها، رغم محاولاتها إخفاء علاقاتها المتعدِّدة بالرجال، فيقول لها :
«حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ!! لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ... هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ»
(يوحنا4: 17).
أنه بحق يدعونا قائلاً :
«تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ»
(متى11: 29).
*
المؤمن التقي الحقيقي يقدِّر مشاعر الآخرين ويحترمها
-1-
الفضل كله لخلاص المسيح، وسكنى الروح القدس الذي يعطى للمؤمن مشاعر المسيح وأحاسيسه؛ فشاول الطرسوسي قَبْلَ خلاص المسيح له، يقول عن نفسه :
«أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَمُفْتَرِيًا...!!»
لكنه بقبوله المسيح أصبح متمثلاً بالمسيح :
«كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ»
(1كورنثوس11: 1).
-2-

كما أن كلمة الله تعلِّمنا أن نشارك الآخرين مشاعرهم بكل صدق :
«فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ»
(رومية12: 15) ، وأيضًا
«اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ»
(عبرانين13: 3).
-3-

وها هو بولس الرسول يقول :
«لِذلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ، لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي»
(1كورنثوس8: 13)
بمعنى لن أكل شيئًا قد يؤذي مشاعر أخي ويبعده عن المسيح

(كان الحديث هنا عن ما ذبح للأوثان).
-4-
المؤمن لديه إحساس مرهف بمشاعر المتألم ويقدِّره، وهذا سمو ورقي نحتاج إليه جميعًا. فعندما ذهبت الشونمية، بعد موت ابنها، لتقابل رجل الله أليشع، أراد غلامه أن يمنعها ويدفعها بعيدًا، لكن أليشع صاحب الأحاسيس الروحية المرهفة ينتهر غلامه قائلاً له :
«دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا»
(2ملوك4: 27).
-5-

كما أنه ضروري جدًا أن نراعي مشاعر من حولنا، بل ونقدِّر ظروفهم، فمثلا ًيجب أن نتكلم بصوت منخفض، ونستمع إلى موسيقانا وترانيمنا بصوت هادئ، حتى لا نُقلق نائمًا أو نُزعج مريضًا أو مُتعَبًا، فربنا الكريم قيل عنه :
«لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ»
(متى12: 19).
-6-

وكم أنه رائعٌ أيضًا، أن نراعي مشاعر المحرومين من أمور الزمان، أو الفقراء، أو من كان حظهم من التعليم قليلاً، وأيضًا أحبائنا ذوي الاحتياجات الخاصة، لئلا نجرحهم دون أن ندري. ولا ننسى قول السيد :
«طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، »
(متى5: 7).
*
أحبائي..
دعونا نقدِّر مشاعر الآخرين ونحترمها، بل ونعمل على إراحتهم، ولا سيما المحزون أو المضغوط أو المتألم منهم، فنحرص على ألا نزيدهم ألمًا، بل - وبنعمة الرب - وبكل طاقتنا، نجتهد أن نكون بلسانًا لهم. فما أروع ما تعلمنا إياه المبادئ الإلهيه :
«وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ»
(أفسس4: 32).
بصدق إننا في حاجة أن نصلي كل يوم هذه الصلاة :
«ذَوْقًا صَالِحًا وَمَعْرِفَةً عَلِّمْنِي»
(مزمور119: 66)

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 20 - 06 - 2017, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 18374 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Saint Euphemia
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Was in one of the city and spent her life Khalakidunh virgin martyr of the Christ of God 307 years AD.
Roman girl martyr had monsters bow to her feet,
while the governor excelled Brescus violent torture, in the viciousness time, Vglapth faith and patience, and enjoyed the glory and dignity of the eternal through time
she was born in Khalkidunah in the late third century, and her father Velovron the supervision of the kingdom and her mother Thaadora humanity of the most pious people love Bafiqir. And almost Euphemia of the twenty-year-old broke even persecution directed against Christians, as Diocletian persecution raised on Christianity paid the Shaytaan and his partner Maxmjnos Galarios faith with a view to exterminate completely, Vetoart of sight with the group refused to attend the ceremonies and sacrifices to idols.

Governor issued a warrant to search it and gave the governor Brescus arrested. As the group represented to the Governor asked why Euphemia rebelled against the orders?
Was her reply: obey the orders provided that they are not contrary to the orders of the sky, but we do not even except it.
Resented the ruling, and gesture Talaatha beauty and tenderness of promises and good behavior. Taking the magic beauty thought that he was able to deceive the pigeon shoot it down in the deposit and involvement, was a mockery of Khaddaath and strongly repel attacks, no tricking his evil Otnaha sweet and violent cruelty. Greeted everyone to torture. Something strange began to happen. The more the ruling was handed over to a kind of torment, the angel of the Lord come and disrupt the effect. Placed on the wheel, the angel came and broke the wheel. Delivered in the fire did not hurt, delivered at the Jeb water in which all types of reptiles, poisonous, so I drew a sign of the cross above the water and survived, remember her that he displayed in the fire that gutted his men and went out is safe, believed two of his men: Victor and Sostnius Christ and martyred Boutrhama of beasts.

Also hang it on a wheel gear (Hinbazin) were Tazha, and use the skin with it and put it into a pit, etc. ... He was saved by the Lord, even the governor thought it charming. Characterized by the struggle of ensuring permanent preparing for battles daily prayer and praise to God without interruption, was inflamed by the love of God every day, and Christ was manifested through her pain. Finally put to the beasts of the fierce hungry, so she came to bow before the Tlthm feet and surrounded by the one who requests friendship, and quietly wondrous bow girl to pray and ask her departure to her groom, finally willing Lord to Ainih the nation, and inhabited by his side, turned to the bear and bite submit, in Islam spirit immediately.
Impasse in the city Earthquake confused everyone, even many people fled to the fields, came as relatives of the martyr Euphemia, and carried her body, and buried her.

During the reign of Constantine built a church over the tomb was said to be of the greatest churches of the East and Euphemia. In that particular church fathers met the Fourth Ecumenical Council. News is circulating that heritage on the wonders of St.Euphemia after her death that her grave in the annual feast day, was awash with blood, alive, smells heavenly unparalleled. They Adhnon patients with this blood Vishvon.
Her body is still preserved today in a metal box without corruption and decay Mvidha a good fragrance.

Restore them to the church on 16 September, and we have another day of wonder made by God through the Holy her remains during the fourth Ecumenical Council Chalcedon in 451 AD
It is what took place this compound in the Khalkidunh against those who say that by nature one of Christ and after Mahorat many between rectal opinion, the Orthodox and the Oddadehm opinion makers the wrong parties agreed to free all of them end his faith on this issue in a special book and Atdharaa to God, asking him to install the correct beliefs and explained.
Euphemia referred to in the sarcophagus, which was the body of the saint and the tablets were put on the arms of St. Tahertyn Euphemia .. Was Mt.salaptan her arms on her chest .. And the tablets were put over them .. And seal the coffin was the presence of both parties and Anasrva .. And prayer was held for three days.

After three days, which continued the Litanies night to God opened the sarcophagus in the presence of the king and found a book of those who believe the law of nature, one faith heretic (one nature) lying at the feet of the bottom of her feet under her feet Martyr Orthodox As for the book In her right hand, holding it firmly embraced.

Kadicetk through the intercession of God have mercy on us and save us
 
قديم 20 - 06 - 2017, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 18375 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

The Relics of Saint Euphemia the Great Martyr

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة \
The Miracle of Saint Euphemia at the Synod of Chalcedon (Feast Day - July 11)

The Saint played a major role in inspiring the Fathers of the Fourth Ecumenical Council. During that council (451), St. Euphemia worked a miracle that determined the final doctrinal definition. The 630 Fathers, who gathered for this council in Chalcedon, were deliberating about the two natures of Christ. Eutyches and Dioscoros claimed that Christ possessed only a single nature. To test this teaching, the Holy Fathers inscribed the differing opinions on two separate decrees, which they placed inside the reliquary of St. Euphemia. When the reliquary was later opened, the decree of the heretics had fallen to the feet of the Saint, while the Orthodox doctrine rested in her hands. The Orthodox Church celebrates this miracle on July 11. The repose of St. Euphemia is commemorated on September 16.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

From Russian Travelers to Constantinople in the Fourteenth and Fifteenth Centuries, by George P. Majeska (Dumbarton Oaks, Washington DC, 1984) pp. 259-260.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 20 - 06 - 2017, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 18376 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيدة يوليانا واختها فى الاستشهاد القديسة بربارة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديسة يوليانا وهى فتاة كانت حاضرة وقت تعذيب الوالي مرقيان للقديسة بربارة في عهد الملك مكسيميانوس في القرن الثالث الميلادي. تأثرت يوليانا جدًا وآمنت بالمسيحية حين رأت السيد المسيح يعزي بربارة ويقويها
فقد رأتها يوليانة وسط العذبات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع القديسة بربارة، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل.
استشهادهما
أمر مرقيان الحاكم بقطع رأسيهما بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد.وقد هلك والدها بعد ذلك بقليل , وكذلك هلك الوالى الذى تولى تعذيبها , أما حوض الماء الذى علية الصليب المقدس , فقد صار لمائة قوة الشفاء لكل من يغتسل منة , وجعلوا جسدى هاتين القديستين فى كنيسة خارج مدينة غلاطية , وبعد سنين نقلو جسد القديسة بربارة الى مصر وهو موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت في السادس والعشرين من شهر كيهك وقد بُنيت كنيسة فوق موضع جسدها،يقال انها بهليوبوليس بمصر.
The light of the holy Trinity, has shone upon this virgin, Saint Barbara, the Bride of Christ.

+ She loved the holy Trinity, and hated her father, the lawless man, who cut her head with his hand.

Rejoice O true bride, who has become a sanctuary, for the Holy Spirit, since her early childhood.

+ For you became a daughter, of the heavenly Father, and you became a daughter, of Mary the Virgin.

We honor you joyfully, O brides of Christ, Saint Barbara, and Saint Juliana.

+ Pray to the Lord on our behalf, O brides of Christ, Barbara and Juliana, that He may forgive us our sins.
The light of the holy Trinity, has shone upon this virgin, Saint Barbara, the Bride of Christ.

+ She loved the holy Trinity, and hated her father, the lawless man, who cut her head with his hand.

Rejoice O true bride, who has become a sanctuary, for the Holy Spirit, since her early childhood.

+ For you became a daughter, of the heavenly Father, and you became a daughter, of Mary the Virgin.

We honor you joyfully, O brides of Christ, Saint Barbara, and Saint Juliana.

+ Pray to the Lord on our behalf, O brides of Christ, Barbara and Juliana, that He may forgive us our sins.
نور الثالوث الأقدس أشرق على هذه العذراء القديسة برباره عروس المسيح.

لأنها أحبت الثالوث الأقدس وأبغضت أباها. الرجل مخالف الناموس الذى قطع رأسها بيده.

افرحى أيتها العروس الحقيقية. التى صارت هيكلا للروح القدس منذ طفوليتها.

لأنك صرت ابنة للآب السماوى وصرت أيضا ابنة لمريم العذراء.

نكرمكما بابتهاج ياعروسا المسيح. أيتها القديسة الحقيقية بربارة والقديسة يوليانه.

أطلبا من الرب عنا ياعروسا المسيح برباره ويوليانه ليغفر.لنا خطايانا
 
قديم 21 - 06 - 2017, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 18377 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله هو إله كل نعمة!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».
لوقا 38:6

الله هو إله كل نعمة! (بطرس الأولى 10:5) هو يحب ان يعطي، ويبارك، ويدعم. أحد طرق الله ليقوم بهذه الأشياء الثلاثة هي من خلالنا؛ هو يريدنا ان نكون قنوات لبركاته. مثل الخدام المخلصين في مثل المواهب (متى 25)، عندما نكون مخلصين في استخدام ما اعطاه لنا، هو يباركنا بالمزيد لنستخدمه في مساعدة الناس ونمجده. بينما نعطي، ونشارك، ونبارك، الله يستمر في اعطائنا أكثر مما نتخيل! (انظر كورنثوس الثانية 6:9-11 & أفسس 20:3-21)
يا أبي، افتح قلبي وساعدني ان اكون شخص أكثر كرماً. اريد ان استخدم البركات الكثيرة والموارد، التي ائتمنتني عليها، لأبارك الآخرين وامجدك. من فضلك اعطني الشجاعة لكي لا اخاف من استخدام ما اعطيتني إياه بطرق جريئة في خدمتك. اعلم انه حينما يكون قلبي نقياً وأشارك نعمتك، فلن اتمكن أبداً من التفوق على عطائك! باسم يسوع أشكرك. آمين.
 
قديم 22 - 06 - 2017, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 18378 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة قداسة البابا في اجتماع الأربعاء الأسبوعي
والذي عقده بكنيسة الملاك ميخائيل ببيت الكرمة بكنج مريوط
الأربعاء 21 يونيو 2017
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أعيد على مسامعكم الجزء الذي قرأناه في الأسابيع الماضية من رسالة بولس الرسول الأولى لأهل تسالونيكي، آخر الإصحاح الخامس:
"ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ. انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ. افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ. لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ. لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ. امْتَحِنُواكُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. امْتَنِعُواعَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ." (12 - 22).
ذكرت أمامكم أن الرسول بولس كثيرًا ما تكلم عن وصايا قصيرة، الوصية كلمتين أو ثلاثة، وهذه الوصايا قصيرة في عدد الكلمات لكنها ثمينة في معناها. مثل اللآلئ، فاللؤلؤة قد تكون صغيرة حجمًا لكنها غالية ثمنًا.
والقديس بولس في هذا الإصحاح الأخير جمع مجموعة من هذه اللآلئ وقدمها لنا كعقد ملئ بالوصايا الصغيرة.
وسنتكلم اليوم عن "شجعوا صغار النفوس".
التشجيع فضيلة سامية يمكن أن تكون موجودة في بعض البشر، بينما هناك من لا يعرفون عنها شيئًا. بعض البشر عيونهم تلتقط الحاجة الجيدة وتشجع، أو النصف جيدة وتشجع أو الربع جيدة وتشجع. والبعض مهما شاهد من أمور جيدة لا يعرف التشجيع !!.
والإنسان بصفة عامة عنده مجموعة من الاحتياجات، أي واحد فينا له احتياجات جسدية، لازم يأكل ويشرب .إلخ. وله أيضًا احتياجات نفسية، الحب ، التقدير ، الحرية ، الأمان ، التشجيع
كما نحتاج إلى احتياجات عقلية ، التعلم والمعرفة الاستطلاع.
ونحتاج إلى احتياجات روحية، نحتاج إلى الله الخالق، أحيانًا كتب الفلسفة تسميه "المطلق".
ويحتاج الإنسان أيضًا إلى من يغفر خطيته. وإلى الحياة الأخرى أو الحياة الأبدية.
ومن أهم الاحتياجات الإنسانية الحاجة التشجيع
البعض يظن أن التشجيع للصغار فقط، لكن مهما كبر الإنسان فهو يحتاج إلى التشجيع. في البيت الواحد يحتاج الزوج إلى تشجيع زوجته، والزوجة نحتاج إلى تشجيع زوجها، ثم يشجعوا أولادهم. هكذا في الخدمة والكنيسة والدراسة والمجتمع بصفة عامة. وهكذا في الإنسانية
التشجيع من أجمل الموضوعات في الكتاب المقدس. وآية النهاردة "شجعوا صغار النفوس"، فمن هم صغار النفوس ؟
1- صغار السن الأطفال:
لذلك تشجيعهم في وعلى الحاجات البسيطة. وتشجيع الأطفال الصغار احتياج يساوي احتياج الطعام والشراب.
القصة البسيطة خالص، لما الطفل يبدأ يصلي ويقول أبانا الذي ويغلط انت ككبير لما تقوله اللي بتقوله ده غلط أو تقوله تعالى نقولها تاني وتيجي عند الكلمة وتروح تقولها، مجرد أنك تقولها تاني أنت بتشجعه على النطق السليم.
صغار السن هم نوع من أنواع "صغار النفوس".
2- صغار المكانة:
يسمونهم علماء الاجتماع الذين بلا صوت أو المهمشين، كالفقراء أو لفظ بيتكتب في كتب الأمم المتحدة وهو "الذين يعيشون على حافة الحياة".
3- صغار القامة النفسية:
ممكن تكون طويل القامة أو قصير مش ده المهم، المهم القامة النفسية بتاعتك ودي تعرفها إزاي ؟ القامة النفسية هي لما تلاقي واحد كتير بيزعل او يغضب أو يتضايق .
صغار القامة النفسية اللي بيتقال عنهم أنهم لهم نفسية هشَّة.
4- صغار القامة الجسدية:
ليس المقصود قصار القامة يعني اللي صحتهم الجسدية ليست في قمتها زي إخوتنا أصحاب الاحتياجات الخاصة، هو إنسان وعنده مشاعر لكن قامته الجسدية بها شكل من أشكال القصور والصغر.
يحكى عن إنسانة معاقة تمامًا بدأت تمشي بمساعدة أجهزة ، فمشت 3 أو 4 خطوات، فقام من حولها بتشجيعها بالتصفيق الشديد فما كان منها إلا أن رفعت يدها وبدأت تشير لهم !.
5- صغار الروح:
يعني إيه واحد روحه صغيرة ؟! يعني إنسان ضعيف، صغار الروح أو اللي إيمانه ضعيف أو اللي بيعيش حياته مهزوز.
لا يثق كثيرًا أن الله هو المدبر لهذه الحياة، وينسى إن ربنا هو صاحب الكون وينسى كثيرًا أن الله ضابط الكل.
وهذا الاهتزاز النفسي يصل إلى حد الترك الإلهي.
6- صغار العزيمة:
اللي بنقول عنهم أحيانًا إنهم قليلي الحيلة. وبيندرج تحت النوع ده الإنسان الواقع تحت نير الخطية، يسقط ولا يقوم. حتى لو جاء واحد يساعد لا يقدر أن يقوم. صغار العزيمة بيحتاجوا باستمرار نوع من التقوية، صغار العزيمة الخطاة، الساقطين، وبنقول (في الطلبة في القداس): "الساقطون أقمهم والقيام ثبتهم" الإنسان الخاطي لا يحتاج إلى إدانة. لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة. وفي سفر إشعياء النبي يقول إنه مازالت يده ممدودة وهذه تعتبر نبوة عن الصليب. أن يده مازالت ممدودة على الصليب لتضم الساقطين.
7- صغار الإمكانيات:
واحد بلا إمكانيات، لا إمكانية عقلية ولا مادية ولا علمية ولا نفسية هؤلاء هم ما تسميهم الآية صغار النفوس. وهم موجودين في كل مجتمع وممكن يكون منهم إنسان يعيش معك، زوجة أخ، ابن، ابنة، وعايزة تبقى انت قريب منه وتعيش الوصية شجعوا صغار النفوس.
تعالوا ندخل في بعض أحداث الكتاب المقدس اللي بتقرب لنا الفكرة.
في سفر الأمثال الموت والحياة في يد اللسان. يعني كلمة ترفع بيها الإنسان فوق خالص ، وكلمة أخرى تقتل الإنسان. وده فرق كبير خالص. تعالوا نتذكر بعض المشاهد في الكتاب المقدس، نرجع للعهد القديم، نحميا عندما ظهر وهو مصلح في زمنه وقائد سمع الاخبار في السبي في نواحي بابا وآشور وسمع إن بلده أسوارها متهدمة وأبوابها محروقة بالنار، أما نحميا لما ابتدى يجمع هذه البقايا قال يلا بينا نبني أسوار أورشليم وقال هذا التعبير المشجع: "هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَارًا". (نح 4 : 14). بما إن دي بلدي ومدينتي ووطني مش عايز وطنه عار محدش يسيب مكانه مهمل.
ويقول العبارة الجميلة: "إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي" (نح 2 : 20).
" نرى التدرج فى الآية البداية ان اله السماء يعطينا النجاح اخذنا المكافأة وهى النجاح ثم نحن عبيده نقوم ونبنى وقال أيضًا: وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ (نح 1 : 11).
مثال آخر: موسى كان ثقيل الفم واللسان فلما يدعوه الله لكي يقود شعبه يقول له يارب أنت نسيت أنا مين ؟! لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ". ١١فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: "مَنْ صَنَعَ لِلإِنْسَانِ فَمًا؟ أَوْ مَنْ يَصْنَعُ أَخْرَسَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟ أَمَا هُوَ أَنَا الرَّبُّ؟ (خر 4 : 10 - 11).
مثال آخر:
يشوع فى حربه أمام أريحا عندما قابله الملاك وشجعه
أما فى العهد الجديد فى مقابلات السيد المسيح:
قال: "وهذه الارض أعطت ثمراً ثلاثون وستون ومئة"
وأيضًا قال: "قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يُطفئ".
كما أنه فى مثل من البيئة المصرية وهو "النواية تسند الزير" بالرغم من حجمها الصغير جدًا مقارنةً بالزير بل النواية شجعت الزير كي لا يسقط.
من صور التشجيع التي صنعها السيد المسيح عندما ذهب إليه الأطفال الصغار قال "لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار" وأيضًا قال "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت 19 : 14). وهنا السيد المسيح يوضح لنا أهمية خدمة الطفولة
فى خدمة الأطفال، الأطفال هم الذين يخدموننا لأنهم يقدموا لنا صورة عن البراءة وبساطة القلب والفرحة. في الطفولة تعاليم كثيرة جدًا.
موقف آخر عندما أتوا إليه بالمرأة التي سقطت في الفعل لكي يفضحوها وينتقموا منها أراد المسيح أن يكسب هؤلاء الرجال وأيضًا يكسب المرأة الخاطئة فصمت وهدأ وجلس على الأرض وكتب على الأرض فعندما يرى الرجال المكتوب على الأرض يتذكر كل واحد منهم خطيته فيهدأ.
إذا وبخها المسيح توبيخًا شديدًا أو أغلق أمامها جميع أبواب الرجاء أو النجاة كان من الممكن أن تنتحر أو أن يرجمها هؤلاء الرجال ولكن المسيح له طريقة فى التشجيع.
حتى الله عندما كشف خطاياهم كشفها بالستر
السيد المسيح عندما تكلم عن ضعفات فى الكتاب المقدس لم يذكر أسمائهم. مثل المرأة السامرية. فعندما قابلها قال لها "حسنًا قلتِ" بالرغم من خطاياها الكثيرة لكنه شجعها.
يجب أن تلتقط عينك الأشياء الإيجابية فى الآخر
يجب أن تكون عينك إيجابية وهذا يحتاج إلى جهاد مع النفس.
يمكن أن نعتبر السيد المسيح هو المشجع الأول لقد شجع تلاميذه ونيقوديموس وزكا وبطرس الرسول.
عشرة نقاط تساعدك على تشجيع الآخرين:
1- الابتسامة وهى رخيصة وسهلة وبسيطة وممكنة فى أي وقت فهى لغة عالمية الابتسامة والبشاشة وروح الفرح هى الوسيلة الأولى للتشجيع.
2- كلمات المديح عندما تقال وأنت سعيد ومبتسم ويكون لها وقع على الشخص الآخر.
3- كتابة عبارات صغيرة ومهم جدًا ذكر الاسم عند كتابة العبارة لأن أغلى شىء عند الإنسان اسمه.
4- التصفيق فهو يشجع الكبار والصغار
5- تقديم شهادة مثل شهادة التقدير
6- حضن الابن وتقبيله (خاصة الآباء والأمهات) هذه إحدى وسائل التشجيع القوية جدًا كما أنها توضح للابن أنه مقبول تمامًا فهذه الوسيلة لها فاعلية كبيرة حتى مع الكبار.
7- تقديم هدية ولكن يجب أن تكون الهدية مناسبة للشخص والمناسبة
8- المكافأة قد تكون مادية أو عينية
9- المرافق وجود مرافق للإنسان هو أحد وسائل التشجيع القوية جدًا فعندما أرسل المسيح تلاميذه أرسلهم ثنائيات كما يقول الكتاب "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ." (جا 4 : 9 - 10) أي يشجعه ويسنده المرافق قد يكون من البشر أو من السمائيين مثل القديسين
10- التحدث عن إنسان في غيبته بإعجاب عندما تتحدث بإعجاب عن أحد فى عدم حضوره سيجد ذلك صدى جيد جدًا عند ذلك الشخص
ولنلاحظ أن الآية بها علامتان : شجعوا:
• صيغة الجمع
• صيغة الأمر
أحيانًا يحتاج الإنسان أن يشجع نفسه قد تكون أنت من صغار النفوس فلا تحبط نفسك وتصيب نفسك باليأس ولكن شجع نفسك بمواقف النجاح السابقة وبعملية التحدي لأي عقبة تكون أمامك
التشجيع يسهم فى احساس الإنسان بالرضا ويساعد الإنسان أن يكون لديه ثقة فى نفسه وأن يواجه الحياة
ابحث فى دائرة مجتمعك على صغار النفوس وشجعهم واسعى أن يكون إتجاهك وعملك إيجابيًّا
التشجيع أحد لوازم الحياة الإنسانية الناجحة.
 
قديم 22 - 06 - 2017, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 18379 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يَا ابْنِي، احْفَظْ وَصَايَا أَبِيكَ وَلاَ تَتْرُكْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ.
أمثال 20:6
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


غالباً ما ننتقص حكمة من سبقونا الذين يريدون ان يشاركوا معنا مجموع الحكمة التي استلموها ممن سبقهم. فلنكن منتبهين لمن هم أكبر مننا واثبتوا اخلاصهم. وفي نفس الوقت، فلنذكر أولادنا وأحفادنا بأهمية الطاعة عند الله، وخصوصاً طاعة الأبناء لوالديهم.
أبي في السماء، اسألك الغفران على الأوقات التي لم احترم فيها كلمة وحكمة والداي. اشكرك على محبتهم ورغبتهم لإرشادي في طريقك. من فضلك باركهم بنعمتك وباركني بينما اسعى لأكون أكثر طاعة لوصاياك. باسم يسوع اصلي. آمين.
 
قديم 22 - 06 - 2017, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 18380 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,609

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو معنى الصليب؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن معنى الصليب الأساسي هو الموت. فإنه منذ القرن السادس قبل الميلاد تقريباً وحتى القرن الرابع الميلادي كان الصليب أداة تنفيذ حكم الإعدام والموت بأكثر الطرق تعذيباً وألماً. فكان يتم الصلب إما بالتقييد أو التثبيت بمسامير في صليب خشبي ثم يترك الشخص معلقاً حتى يموت. وكان الموت بطيئاً ومؤلماً بصورة لا تطاق. ولكن معنى الصليب صار مختلفاً تماماً اليوم بسبب موت المسيح على الصليب.

إن الصليب، في المسيحية، هو المكان الذي تقابلت فيه محبة الله مع عدله. يسوع المسيح هو حمل الله الذي ينزع خطية العالم (يوحنا 1: 29). وترجع الإشارة إلى المسيح كحمل الله إلى تأسيس الفصح اليهودي في خروج 12. أمر الله شعب إسرائيل بتقديم حمل طاهر بلا عيب ذبيحة، ثم يضعون دم ذلك الحمل على قوائم بيوتهم. كان الدم علامة للملاك المهلك أن "يعبر" عن ذلك البيت تاركاً من غطاهم الدم في أمان. وعندما جاء المسيح إلى يوحنا لكي يعمده، فإن يوحنا عرفه وقال: "هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29)، وبهذا أعلن هويته وخطة الله له أن يكون ذبيحة للخطية.

قد نسأل لماذا لزم أن يموت المسيح في الأساس. وهذه هي الرسالة التي يقدمها الكتاب المقدس – قصة الفداء. خلق الله السموات والأرض وخلق الرجل والمرأة على صورته ووضعهما في جنة عدن ليكونا وكلاءه على الأرض. ولكن، بسبب إغراء الشيطان (الحية) لهما، فإن آدم وحواء وقعا في الخطية وسقطا من نعمة الله. وفوق ذلك، فإنهما قد أورثا أبناءهما لعنة الخطية، وبذلك يرث الجميع خطيتهما وذنبهما. ثم أرسل الله الآب إبنه الوحيد إلى العالم في صورة إنسان ليكون مخلصاً للعالم. وقد تجنب المسيح لعنة السقوط التي تصيب كل البشر عن طريق ميلاده العذراوي. ولكونه إبن الله الذي بلا خطية فقد إستطاع أن يقدم الذبيحة التي بلا عيب التي يتطلبها الله. لقد إستلزم عدل الله الدينونة وعقاب الخطية؛ أما محبنه فقد جعلته يرسل إبنه الوحيد كفارة عن الخطية.

وبسبب ذبيحة المسيح الكفارية على الصليب، فإن من يؤمنون به ويثقون فيه وحده للخلاص ينالون ضمان الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16). ولكن المسيح دعا تلاميذه لكي يحملوا صليبهم ويتبعوه (متى 16: 24). وقد فقد مفهوم "حمل الصليب" هذا، الكثير من معناه الأصلي. فنحن في العادة نستخدم تعبير "حمل الصليب" للإشارة إلى ظروف صعبة أو غير مرضية (فنقول مثلاً: "إبني المراهق المتعب هو صليبي الذي يجب أن أحمله"). ولكن يجب أن ننتبه أن المسيح يدعو تلاميذه إلى إنكار الذات بصورة جذرية. فالصليب بالنسبة لمن عاش في القرن الأول له معنى واحد فقط وهو الموت. "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (متى 16: 25). وتكرر رسالة غلاطية موضوع موت طبيعة الخطية والقيامة إلى حياة جديدة من خلال المسيح: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غلاطية 2: 20).

توجد أماكن في العالم حيث يواجه المسيحيون الإضطهاد حتى الموت بسبب إيمانهم. وهم يعرفون معنى أن يحملوا الصليب ويتبعوا المسيح بطريقة حقيقية. أما بالنسبة لمن لا يواجهون مثل هذا الإضطهاد فلا يزال مطلوباً منهم أن يظلوا أمناء للمسيح. وحتى إذا لم تكن دعوتنا أبداً أن نقدم تضحية كبرى، فإننا يجب أن نكون مستعدين لذلك بسبب محبتنا لمن خلصنا وقدم حياته من أجلنا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025