قيل إن إنساناً مُحبا للقراءة، دخل يوماً إلى مكتبته الخاصة، وتطلع إلى إحدى زواياها التى لم يسحب منها كتاباً منذ شهور.
تطلع إلى الكتب، ثم سحب كتاباً يقرأ فيه، فشعر كأن دبوساً قد وخز إصبعه.
لم يُعطِ الرجل اهتماماً لذلك، ظاناً أن إنساناً مهمِلاً استعار منه كتاباً وترك فيه دبوس إبرة مًلتصقاً بإحدى الصفحات.
ٍ في اليوم التالى بدأت علامات الورم تظهر على إصبعه، وإذ لم يُبالِ أُصيب ذراعه بورم، ثم جسمه كله، وبعد أيام قليلة مات الرجل.
لم تكن إصابته بسبب دبوس إبرة، وإنما بلسعة عقرب قاتلة مختفية وراء الكتب، وقد أهمل الرجل في العلاج.
حقاً، تحمل كثير من الكتب سموماً قاتلة، أكثر خطورة من سموم العقرب، متى لدغت فكر إنسان ٍ تصيبه بأمراض ٍ خفية، وقد تقضي لا على حياته الزمنية فحسب، بل وعلى أبديته. من بين هذه الكتب ما ورد عنها في سفر الأعمال: " وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع، وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفاً من الفضة. هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة " (أع 20،19 : 19 ).
+ تريدنى ألا أكف عن القراءة أيها المُلم الفائق. تهيبني الفهم الحق أيها الحكمة الإلهى. لأللقرأ بلا رخاوة، ولأسهر بلا كسل!
هب لى روح التمييز فلا تستهوينى الفلسفات الخادعة، ولا تلدغ الحيات و العقارب ذهنى.
بل أتمتع بكلمتك وأحيا إلى الأبد! لتشرق على ياشمس البر، فأتمتع بالمعرفة الحقة، ولا تستطيع الحية القديمة أن تلدغنى، كما لدغت أمى حواء بالمعرفة الباطلة! .
لأقيتيك فأجد فيك كل الحق! أنت هو كتاب قلبى المفتوح। بك أنعم بالمعرفة و الحق!