8 فبراير
هؤلاء كُلُّهم مشهوداً لهم بالإيمان
عب11: 39
ربما تبدو طرق الروحانيين وحزمهم في تطبيقهم لوصايا الإنجيل صعبة وغير معقولة أحياناً، والسبب في هذا هو نظرتنا إليها بمنطق العقل والحكمة البشرية ...
في حين لو نظرنا إليها في واقعها الروحي بالإيمان نجد أنها كانت سهلة وبسيطة وناجحة لهم، لأنهم عاشوها وعملوها بقوة الإيمان. قوة الإيمان الذي يُذلل القوى الطبيعية وقوانينها ويُخضعها لكي تشهد لصدق الإنجيل.
أننسى كيف سار بطرس على الماء؟ وكيف خطف الروح فيلبس وعبر به في الهواء من غزة إلى أشدود؟ وكيف فتح الملاك أبواب السجن المغلقة وأخرج بطرس ليلاً؟ وكيف سار إيليا 40 يوماً بأكلة واحدة؟ وكيف لم تبلَ ثياب شعب بني إسرائيل أو تنقطع سيور أحذيتهم أو يجوعوا ويعطشوا طوال سني غربتهم في البرية؟!
واضح إذن أن الرب أدخل قوة الإيمان إلى عالم الإنسان لكي يتحرر بها الإنسان نفسه من ثقله المادي وخضوعه لالتزامات الجسد وأعوازه ومخاوفه وأوهامه. والإنجيل كله عبارة عن وصايا تحض الإنسان على أن يتحرر من قيود الجسد.
فالله يوصي أن لا نهتم بالجسد، ولا بالطعام والشراب، ولا بالملابس، ولا نلجأ للتخزين، ولا نتكالب على كنز الأموال، ولا نجزع من الذي يغتصب ما نرتديه بل نكون على استعداد لخلع الرداء أيضاً.
فالله يريد قبل كل شيء أن يحررنا من مذلة الحاجة وإضاعة العمر في تخزين الأشياء، لأن بالإيمان نستطيع أن ننالها من الله عندما نحتاجها أكثر مما نوفرها الآن.
المرجع عن كتاب | في التدبير الروحي ص47
عن كتاب الإنجيل في واقع حياتنا | متوفر بمكتبة دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت ومكتبة المحبه فرع شبرا