كلمة سماوية لفظتها الشفاه الإلهية الأزلية ثم أعادتها إلى سكينة الأبدية! قدوس نزل من السماء ونمى في بطن العذراء، فدُعى ابن الله وابن الإنسان!
فى قصر حبكت زواياه يد شيطان ماهر لم يولد، فهو كهف ضيق، مظلم لا يسـعه، فى ظلاله تذبـل زهور الشباب، وفى زواياه يترمد جمر الحب، بل فى وادي ظل الحياة المرصوف بالألم عاش غريباً، وهناك على نهر الدماء والدموع، كان يقف مصغياً لهمسات قلبه !
رفض أن يعانق الشهوات، فنفثته الثعابين البشرية بسمومها، لكن شعلة حبه السمائية لم ولن ينطفئ لهيبها من قلبه! على صليب العار مات شاحباً الوجه، غارقاً في دمائه، تُحيط بجثته شموع ضئيلة من بنى البشر، فأفصح بسكوت الموت ورهبته وجلاله، عن معنى الحب ومفهوم الحياة، وشرح لنا سر السعادة والخلود!
كم مرة نظرت إليه نظرة غريق نحو نجم لامع فى قبة السماء، فمد يده الطاهرة وانتشلني! وعندما تلاعبت أفكار الشك بعواطفي مثلما تتلاعب العواصف بأوراق الخريف أرسل روح قدسه وهدأني!
لقد أعطاني أكثر مما أستحق والآن أشتهي أن أرفع فى مدينة الأموات تمثالاً للحب الإلهي، لكنى أحتاج إلى كلمات ذهبية ذات أحرف نورانية.. أحتاج إلى لغة سماوية تضم كل كلمات الحب فى معانيها!
فاحملني يا رب على أجنحة حبك البيضاء لأطير نحو الزهور، لأمتص منها رحيق الحياة لأقدمه لإخوتي ليتذوقوا حلاوتك! إسمح لي برشفة من كأس حبك، لكى أملأ بها كاسات البشر فيرتوا وتهدأ نفوسهم الحائرة!
إرسم بريشة حبك صورة من تُحِبّه نفسى واطبعها على قلبى، أغرسنى وردة صغيرة فى بستانك السماوى، وإن لم تكن ساعتى قد جاءت بعد فاقبل توسلاتى إليك، واجعلني جزيرة تحيط بها جداول الماء العذب، ماء الحب الإلهي، لأعيش فى عالم سكانه شخص واحد هو أنت.
شد أوتار قلبي وقوى خيوط فكرى، ولا تجعل القلم يرتعش بين أصابعي، لأكتب فصل من كتاب الحياة، أُعبّر فيه عن حلاوتك، وأصف للناس عظم محبتك، فباركه يارب وبارك كل من انتفعت بأقوالهم. آمين.