حياة الشكر
Vتعريف :
X فى اللغة العربية ، الشكر : هو التعبير عن الحمد والثناء والاعتراف بالجميل والإجلال لله
X فى اللغة اليونانية ، نعمة او شكر:Kharis (خاريس)
X فى اللغة الانجليزية ، شكر او حمد : Sanks
Vمفهوم الشكر
X شكر كل حين : أن نشكر الله فى كل وقت معترفين بإحساناته علينا لأنه يستحق الشكر والتمجيد . لذلك صلاة الشكر تتقدم كل صلاة من صلوات الاجبية ، وصلوات القداس الالهى "شاكرين كل حين ، على كل شيء "(أف5: 20)
X شكر على كل شيء : نشكر الله على كل حال ومن اجل كل حال وفى كل حال ، لأن كل الأشياء تعمل للخير "اشكروا فى كل شيء "(1تس5: 18)
X شكر فى كل عمل : فى كل عمل شاكرين الله حتى يتم على خير. كما يجب شكر اى إنسان يقدم خدمة او مساعدة لنا " وكل ما عملتم بقول او بفعل فأعملوا الكل باسم الرب شاكرين الله"(كو3: 17)
X شكر فى الضيق : اعلي درجات الشكر هى الشكر على الضيقات القائمة التى مازال الإنسان يعيش فيها ويحتملها . فأن الشكر فى الضيقة يجعل الله يرفعها او يحولها الى بركة "لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله ( أع14: 22)
X سر الشكر : يسمى سر التناول بسر الشكر ( الافخارستيا) لان الرب يسوع عندما أسس هذا السر شكر وبارك "اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر ...وقال هذا هو جسدي . واخذ الكأس وشكر ..هذا هو دمى .."(مت26: 26 -28) فى التناول نتقابل مع المسيح لأنه طعام الروح الذى أعده لنا. ومن بركاته النمو الروحى والثمر الكثير.
V الرب يسوع مثلنا الأعلى فى الشكر
X شكره الدائم للآب : لأن الآب يؤيده دائما ومسرته به فكان يشكر الآب دائما " وفى تلك الساعة تهلل يسوع وقال أحمدك أيها ألآب رب السماء والأرض .. هكذا صارت المسرة أمامك " (لو10: 21)
X شكره للآب فى المعجزات : كان يشكر الأب فى عمل المعجزات ففى معجزة إشباع خمسة آلاف بخمس أرغفة وسمكتين " اخذ يسوع الأرغفة وشكر ووزع على التلاميذ .."(يو6: 10 -13)
X التسليم لمشيئة الآب فى الصلب : ففى صلاته فى بستان جثسيمانى خضع لمشيئة ألآب قائلا " فلتكن مشيئتك "(مت26: 42) وقبل الألم والصلب بكل شكر.
Xيمتدح الشاكرين : فى معجزة شفاء عشرة رجال برص امتدح المسيح الرجل الذى جاء له شاكرا "خر على وجهه عند رجليه شاكرا له "(لو17: 11- 18)
Vالشكر فى الصلاة
X صلاة الشكر : يجب فى كل صلاة أن تشتمل على الشكر لله "واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر"(كو4: 2) لذلك صلاة الشكر تكون بداية كل صلاة من الصلوات الكنسية وصلوات الاجبية " فلنشكر صانع الخيرات الرحوم الله ...لأنه سترنا وأعاننا وحفظتا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا واتى بنا الى هذه الساعة ..." قال القديس انطونيوس " إن أول كل شيء هو أن تصلى بلا ملل وتشكر الله على كل ما يأتي عليك." إن التقدمات وصلوات الشكر هى بالحقيقة بخور عطر يصعد أمام الله أثناء اليوم المليء بالمشاغل .
ان إبطاء الله فى استجابة الصلاة ليس معناه الرفض او حتى حجز العطية عنكم ، ولكنها هى الفرصة المناسبة لله لكى يجد حلا لمشكلتكم ويكمل تحقيق رغباتكم فى أكمل صورة ومناسبة لكم .
V سمات الشكر المسيحي :
الشكر كل حين وعلى كل شيء : يجب أن نشكر الله على كل شيء حتى فى الأشياء التى قد تبدو لنا إنها تجارب وإحزان . فالفرح هو موقف الإنسان الدائم الشكر لله فى كل حين "شاكرين كل حين ، على كل شيء "(أف5: 20)إن حياة الشكر الدائم ترتبط بحياة التسليم لله .
الشكر من القلب : إن الشكر نابع من قلب النفوس الهائمة بحب الله ، وفى ثقة كاملة فى الله وفى محبته لنا ، وانه يعمل الخير والصالح لنا لذلك نشكره ونحمده بكل القلب " احمد الرب بكل قلبي احدث بجميع عجائبك"(مز9 :1) إن الله يبارك القلوب المبتهجة الشاكرة .
الشكر مع الايمان : الإيمان بالله ضابط الكل ومحب البشر وصانع الخيرات لنا " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" (رو8: 28) فأن الإيمان هو يرى ما لا تدركه الحواس. إن الله لا يعطى بركته للإنسان البليد المستكين ولكن لمن يقبل من يديه كل أمر بسرور ويشكر مسبقا على كل شيء" نشكر الله بلا انقطاع " (1تس2: 13) إن الرب مستعد أن يسمع ويستجيب أكثر مما تسألون لذلك عليكم أن تعيشوا فى فرح وشكر دائمين.
الشكر مع الصبر : ينبغي أن يكون الإنسان صبورا ليرى عمل الله لأن "الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص"(مت10: 22) فبالصبر مع الشكر ينال الإنسان مواعيد الله وبركاته " لك يا رب صبرت أنت تستجيب يا رب الهي" (مز 38 : 15) خلال أحداث اليوم التى تمر بكم ابحثوا عن الأمور التى تبعث فيكم الفرح والشكر. فأن بواعث الفرح والعرفان بالجميل تغمركم .
V مجالات الشكر :
نشكر الله لأجل محبته وفداؤه لنا : حتى انه دعانا أولاده " انظروا أية محبة أعطانا الاب حتى ندعى أولاد الله"(1يو3: 1)وانه أحبنا الى النهاية " أحب خاصته الذين في العالم أحبهم الى المنتهى"(يو13: 1) وعلمنا الرب أن نصلى قائلين "أبانا الذى فى السموات.." نشكر الله لأجل محبته لنا والفداء العظيم الذى قدمه لنا "الله بين محبته لنا لأنه و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا"( رو5: 8)شكر للذي مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا "متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو3: 24) لذلك وضعت الكنيسة صلاة الساعة السادسة من النهار لكى نتذكر هذا الفداء العظيم وتمتلئ قلوبنا شكرا.
نشكر الله لأجل وعوده لنا : ان وعود الله حقائق لا تسقط"لأنه قال لا أهملك ولا أتركك " (عب13: 5) فقد وعدنا أن يكون معنا كل الأيام والى انقضاء الدهر(مت 28: 20) ووعوده كثيرة لنا فى الأرض وفى الأبدية "وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية." (1يو2: 25) إن الله يقدم الوعد والإيمان يثبته والرجاء يتوقعه والصبر ينتظره بهدوء وشكر.
نشكر الله فى التجارب :إن الشكر فى الضيقة او التجربة يعين على الخلاص منها او يحولها الله الى بركة ، وتقبل التجارب بفرح " احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2) عن فائدة التجارب قال القديس باخوميوس " تقبل كل التجارب بفرح (وشكر) عالما بالمجد الذى يتبعها فأنكإن تحققت من ذلك فلن تمل من احتمالها لدرجة انك تطلب من الله أن لا يصرفها عنك ." !
V بركات حياة الشكر :
النعمة والبركة المتزايدة : لأنه ليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر"لأن جميع الأشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين تزيد الشكر لمجد الله" (2كو 4 : 15)قال القديس ماراسحق"ليست موهبة بلا نمو وازدياد إلا التى ينقصها الشكر . فم يشكر دائما يقبل البركة من الله تعالى ، وقلب يلازم الحمد والشكر تحل فيه النعمة." فالتسبيح والشكر هو التعبير عن الاعتراف بالجميل لما يقدمه الله لنا ونتيجة الشكر والتسبيح يغمر الله بركته وعطيته للإنسان أكثر فأكثر .
الأمان والاطمئنان : هو نتيجة طبيعية لحياة التسليم والشكر "ونحن نعلم إن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده"(رو8: 28)فأن قوة الله العظيمة تحيط بنا وتحرسنا لذلك نشكره دائما " الرب نوري و خلاصي ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب" (مز27: 1) قال القديس الأنبا شنودة "كل ما يحل عليك من خير أو شر أقبله بالشكر وأعلم أنه لن ينالك شيء إلا بسماح من اللـــه."
استجابة الصلوات :يجب أن تكون صلواتنا حسب مشيئته الله مع الشكر لأنه يعلم الصالح لنا " لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله." (في 4 : 6) وان تكون صلاتنا بثقة وإيمان "هذه هي الثقة التي لنا عنده انه إن طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا." (1يو 5 : 14)لذلك نشكر الله من كل قلوبنا لأنه يسمع صلاتنا "سمع الرب تضرعي الرب يقبل صلاتى"(مز6: 9) الهدف أن تتحول الصلاة فى حياتنا الى تسبيح وشكر دائمين ، وهذه هى الغاية الوحيدة التى يجب أن تهدف إليها الصلاة الحقيقية .
يا يسوع نشكرك لأنك ساهر علينا وتباركنا وتعنى بنا