رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يعني تغيير نمط التفكير والسلوك عدم الاعتراف بالمشاعر سواء كانت ألم أم غضب أم خوف، أم إحباط وإنما يعني اتخاذ القرار السليم والمفيد بالرغم من هذه المشاعر.على سبيل المثال، عندما نشعر بالغضب من شخص ما: • بعضنا يكبت هذا الغضب ولا يعترف به حتى لنفسه، وربما يبالغ في التقرب من هذا الشخص، لكي لا يشعر بالغضب أو لكونه يشعر بالذنب لكونه غاضب. ولكنه يشعر بالضغط يزداد داخله ويخرج هذا الضغط دون أن يدري في صور أخرى تبدو لا علاقة لها بالغضب مثل الإفراط في الطعام أو الجنس أو التدخين أو غير ذلك. • البعض الآخر لا يعترف لنفسه بالغضب، وإنما تلقائياً يتجنب الشخص الذي يشعر نحوه بالغضب، وذلك ليشعر بالسلامة وحتى لا يخطئ في حق أحد. ويتكرر ذلك حتى يصير نمطاً متكرراً في علاقاته، وتدريجياً و دون أن يدري يصبح وحيداً بلا أصدقاء. • آخرون يثورون ويخطئون، سواء بطريقة مباشرة مع الشخص نفسه، أو بطريقة خبيثة غير مباشرة من خلال النميمة وتشويه صورته أمام الآخرين. قد يتم هذا تحت شعار التعبير عن المشاعر وعدم كبتها، ولكن دون أن يدري ذلك الشخص أنه يخطئ في حق الآخرين ويخلق مجتمعاً مليء بعدم الأمان والإساءات المتبادلة والتحزب والعلاقات المشوهة. ما هو إذاً التصرف الصحي في مثل هذا الموقف؟ التصرف الصحي هو: 1) الاعتراف بالمشاعر هو أن نعترف لأنفسنا بحقيقة الغضب ولا نكبته بل نعبّر عنه. وأسلم طريقة لهذا التعبير هو أن نعبر عن غضبنا بيننا وبين أنفسنا ويمكننا القيام بذلك من خلال الكتابة. 2) فحص الموقف (هل من حقي أن أغضب أم لا؟) غالباً ما نحتاج لفحص الموقف مع شخص آخر لتحديد ما إذا كان الغضب مبرراً وحجمه مناسباً. نحن نحتاج في ذلك أن يكون توجهنا هو الرغبة في إدارة مشاعرنا بطريقة سليمة وليس الهجوم على الشخص الآخر أو تشويه صورته. عندما يكون لدينا توجه آخر غير هذه التوجهات سواء كان توجه انتقام أو مجرد رغبة في "فش الغلّ" فهذه التوجهات توجهات خاطئة تؤدي إلى سلوكيات خاطئة مثل النميمة وبالتالي إلى مجتمع مريض. وهذا بالحقيقة ما نحتاج لتغييره! التغيير يتضمن تخلي خطوة التغيير يجب أن تتضمن الاستعداد لعمل عكس ما تشعر بالرغبة في عمله. هذا لا يعني إنكار الغضب وعدم التعبير عنه وإنما يعني أننا عندما نغضب، يجب أن نميت رغبتنا في الانتقام والإساءة لآخرين حتى ولو كانت هذه الرغبة قد أصبحت مع الوقت جزءاً من كياننا. التغيير يتضمن تحرك لا يتحقق التغيير بمجرد التخلي عن التوجهات والسلوكيات القديمة وإنما يحتاج إلى ممارسة توجهات وسلوكيات جديدة. • الاستياء لن يختفي بمجرد التعامل مع مشاعر االغضب، وإنما يحتاج إلى ممارسة الاحتمال والصبر والقبول. على سبيل المثال، عدم الرد بسرعة على كل كلمة لا تعجبني، قبول عيوب الآخرين وعدم محاولة تغييرهم. التماس الأعذار للناس في أخطائهم ومحاولة رؤية الموقف من جانبهم وما يعانونه من صعوبات هم أيضاً. عدم أخذ كل المواقف بصورة شخصية. ما يقوله الآخرون وما يفعلونه هو أمر يخصهم. (في كل موقف علينا أن نزن الأمور من ثلاث جهات وهي مصلحة الطرف الآخر وعلاقتنا به، وأيضاً مصلحتنا وعلاقتنا بأنفسنا، والمصلحة العامة ونستجيب بأفضل طريقة تحقق مصلحة كل هذه الأطراف بقدر الاستطاعة. على سبيل المثال، طلب زوج من زوجته أن تشاركه في عمل ما وتترك ما تفعله، معتبراً أن ما يفعله أهم مما تفعله هي. فتركت ما كانت تفعله، وحاولت مشاركته فيما يعمل خضوعاً له وربما خشية أن يغضب، وربما أيضاً لأنها تحترم ما يفعله وتعترف بأنه للمصلحة العامة. لكن في النفس الوقت، حافظت على علاقتها بنفسها، واحتفظت بحقها في أن ترى الأمور بطريقة أخرى، فجلست معبّرة عن غضبها واستياءها من خلال تعبيرات وجهها (من الممكن أيضاً أن تقول أنه سوف تشاركه، لكنها غير مقتنعة أنها يجب أن تفعل ذلك). هذه الزوجة، استطاعت أن تتصرف عكس رغبتها المباشرة وتمارس القبول والصبر والاحتمال. وفي نفس الوقت تتمتع بالذكاء الوجداني فهي فتعبر عن مشاعرها بوضوح. (ربما لا تكتفي بهذا التعبير وتحتاج لمواصلة التعبير عن غضبها فيما بعد من خلال كتابة مذكراتها اليومية أو كتابة خطاب لزوجها ترسله أو لا ترسله، حتى تتأكد أنها أخرجت شحنة الغضب بالكامل). هنا الكرة في ملعب الزوج. فإذا كان هو الآخر يتمتع بالذكاء الوجداني والقدرة على التعرف على مشاعر الآخرين، فإنه يدرك أنها غير راضية، ويدرك أيضاً أنه كان يسيطر عليها ويحاول أن يفرض عليها "أجندته" الشخصية. وهذا جعلها غير متواجدة وجدانياً. هنا يسال الزوج نفسه: " أنا أريدها أن تكون موجودة معي، وهي الآن غير موجودة، و في نفس الوقت تركت ما هي مهتمة به، فلم يكسب أحد. الكل خاسر بسبب السيطرة." عندئذ يقبل ويحتمل أنها مختلفة عنه و يعطيها الحرية أن تختار كما تريد. هذه الحرية تزيد من اقترابهما لبعضهما البعض وحبهما واحترامهما لبعضهما البعض. هذا هو السيناريو الأكثر صحة الذي مارس فيه كلاً من الزوج والزوجة احترام المشاعر واحتمال الآخر في نفس الوقت. لكن هناك سيناريوهات أخرى خاطئة نمارسها كثيراً في مثل هذه المواقف. أولاً: سيناريوهات الزوجة o تكبت مشاعرها وتحاول تمثيل أنها مهتمة، دون أن تكون كذلك. وهذا شيئاً فشيئاً يجعلها وتبتعد عن مشاعرها، كما تبتعد أيضاً عن زوجها عاطفياً مكتفية فقط بإطاعته، وتعيش حياة جافة وفي علاقة وجدانية سيئة بنفسها وبزوجها. قد يخرج هذا الكبت دون أن تدري في صورة سلوكيات قهرية أو اكتئاب مزمن. o تعبر عن مشاعرها بانفجار و دون احتمال زوجها فتغادر المكان وتصفع الباب خلفها أو تتفوه بعبارات إهانة وإساءة له ولما يفعل. وهنا يبدأ الشجار وتنمو مشاعر الاستياء بينهما التي ربما تصل إلى الانفصال. ثانياً: سيناريوهات الزوج o لا يدرك غضبها ورفضها، ويستمر في فرض اختياراته عليها. هذا لأنه إما لا يستطيع أن يدرك مشاعرها، أو أنه لا يهتم بوجودها الفعلي بقدر ما يهتم بفرض سلطانه. o يستاء من تعبيرها عن مشاعرها ويطالبها بأن "تفرد وشها" و يهينها فيحدث شجار. وهذا السيناريو ربما يرغم الزوجة على لعب سيناريو الكبت، وربما تبادله الإهانة ويستمر الشجار. النتيجة الطبيعية لهذه السيناريوهات الخاطئة هي إما علاقة جافة لها صورة خارجية جيدة لكنها غير مشبعة للطرفين، و إما علاقة مضطربة متفجرة، يتكرر فيها الشجار. |
31 - 05 - 2017, 12:20 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التغيير مش معناه أبطل أحس أو أحتاج
النتيجة الطبيعية لهذه السيناريوهات الخاطئة هي إما علاقة جافة لها صورة خارجية جيدة لكنها غير مشبعة للطرفين، و إما علاقة مضطربة متفجرة، يتكرر فيها الشجار. |
||||
|