اذكر لكي تعرف إجادة الرب
«يا شعبي اذكر بماذا تآمر بالاق ... وبماذا أجابَهُ بلعام ..
لكي تعرف إجادة الرب»
( ميخا 6: 5 )
اذكر لكي تعرف إجادة الربنحتاج نحن البشر – لنقص أصيل في طبيعتنا – إلى دوام الذكـرى. وإذ رأى الرب يسوع ذلك، رسم لنا عشاءه في الليلة الأخيرة من حياته المباركة فوق الأرض، قائلاً لنا: «اصنعوا هذا لذكري» ( لو 22: 19 ). وبالحقيقة أن اجتماع المؤمنين معًا في أول كل أسبوع لكسر الخبز ( أع 20: 7 )، لهو أفعل وسائط النعمة، لأن ذكرى الرب في موته لأجلنا، تضرم عواطف القلب، وتُنشط قوى النفس. وعن طريق السجود في حضرة الرب نُجدِّد القوة الروحية، ونرفع أجنحة كالنسور، فنذهب من أسبوع إلى أسبوع «من قوة إلى قوة» ( مز 84: 7 ).
ومن المفيد لنا أن نقف بين آن وآخر لنتأمل إحسانات الرب ومراحمه علينا. جديرٌ بنا، لا سيما ونحن في بداية عام جديد، أن نقف هنية لنذكـر؛ نُلقي نظرة إلى العام الماضي ونستعيد لذاكرتنا أعمال الرب معنا «أذكر أعمال الرب. إذ أتذكَّر عجائبك منذ القِدَم، وألهج بجميع أفعالك، وبصنائعك أُناجي» ( مز 77: 11 ، 12).
لقد طلب الرب من الشعب في ختام رحلة البرية قائلاً: «وتتذكَّـر كل الطريق التي فيها سارَ بكَ الرب إلهُكَ هذه الأربعين سنة في القفر» ( تث 8: 2 يش 5: 9 يوجّه الرب نظر شعبه إلى حادثة مُعيَّنة فيها انبرى الرب للدفاع عنهم أمام مؤامرة خبيثة قوية كانت تُدبَّر ضدهم في الخفاء وهم لا يدرون (عد23، 24). «يا شعبي اذكر بماذا تآمر بالاق ملك موآب، وبماذا أجابَهُ بلعام بن بعور». ولكن الرب – دون أن يعلم الشعب – تصدَّى لهما. «من شطيم إلى الجلجال»؛ أي من وقت تلك المؤامرة، إلى أن دخلوا بسلام الأرض، وحلُّوا في الجلجال ( تث 32: 4 ). «لكي تعرف إجادة الرب»؛ أي أن مراجعة أعمال الله بتأمل، ترسم أمامنا بوضوح أن الرب كامل في طرقه، لا يفعل شيئًا ليس في محله، بل كل أعماله بحكمة صنعها. فنهتف مع موسى قائلين: «هو الصخـر الكامل صنيعه. إن جميع سُبُله عدلٌ. إلهُ أمانة لا جورَ فيه. صدِّيقٌ وعادلٌ هو» (تث32: 4). ونترنم مع داود قائلين:
«باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمَهُ القدوس. باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسنَاته» ( مز 103: 1 ، 2)