أول الأسبوع .. هل هو عيدٌ لنا؟
«ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع .. أرَاهم يديهِ وجنبَهُ، ففرحَ التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يوحنا 20: 19 ، 20)
لليوم الأول من الأسبوع مركز ممتاز، وهذا نستمده من الحقائق الآتية: أولاً: لأن المسيح قام من الأموات في أول الأسبوع، وشغَل مركزه كالإنسان الثاني رأس الجنس الجديد ( يو 20: 1 ، 9، 22؛ أف1: 20).
ثانيًا: لأن المؤمنين بالمسيح لم يشغَلوا مركزهم، مركز الخليقة الجديدة إلاَّ في المسيح الذي قام من الأموات في أول الأسبوع ( 2كو 5: 16 ، 17).
ثالثًا: لأن المؤمنين لم يصيروا جسده وهو رأسهم إلا بسُكنى روحه القدوس فيهم ( 1كو 12: 13 ، 27)، وكان ذلك يوم الخمسين، وهو أيضًا أول الأسبوع.
رابعًا: إن المسيح في قيامته في أول الأسبوع شغَل التلاميذ بشخصه أفرادًا ( مر 16: 9 )، وعائلات ( مر 16: 12 )، وجماعة ( مر 16: 14 ). وهذا من فجر اليوم إلى مسائه ( مر 16: 9 ؛ يو20: 19). فلم يَدَع لأحبائه من أول اليوم لآخره فرصة ليصرفوهـا في غير الشركة معه، ومع بعضهم في التمتع به، أي أنه خصَّصه لهم للعبادة.
خامسًا: إنه لم يُطلِعهم على جراحه إلا في «أول الأسبوع». ولمَّا لم يكن توما معهم، ورغم أن الأمر كان يتطلَّب إقناعه بقيامة المسيح من الأموات لم يظهر لهم مرة أخرى ليُطلعهم على آثار جراحه إلا في «أول الأسبوع» التالي ( يو 20: 19 -29).
سادسًا: من الشواهد السابقة نتعلَّم أن الرب خصَّص «أول الأسبوع» للاطلاع رمزيًا على جسده المبذول وذلك في صُنع عشاء الرب. والروح القدس فهَّم التلاميذ وألهَمهم باتباع هذه الخطة لأننا نقرأ «وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مُجتمعين ليكسروا خبزًا، خاطبَهم بولس» ( أع 20: 7 )، ولم يظهر الرب مرةً ثانية في اليوم نفسه لأجل توما، مما يدُّل على أن الجماعة لا يصح لها أن تصنع التذكار في «أول الأسبوع» إلا مرة واحدة. ولم يتجاوز الرب «أول الأسبوع» التالي كما تجاوز الستة الأيام التي سبقته، مما يدُّل على أنه رتَّب أن يصنع العشاء كل «أول الأسبوع».
سابعًا: وأخيرًا لأن الرسول بولس مُلهَمًا بالروح القدس علَّم أن يكون جمع العطاء للرب «في كل أول أسبوع» ( 1كو 16: 2 ).
فأوَّل الأسبُوع هو بطبيعته يوم الرب؛ يوم قيامته وقيامتنا معه، هو يوم بداءة تكوين جسده، الكنيسة جماعة المؤمنين به، وهو يوم عبادته وصُنع تذكار موته، ويوم جمع العطاء له.