«أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي» ( يوحنا 17: 24 )
من حقنا أن نشيد بالفرحة والبركة اللتين سنفوز بهما عند مجيء سيدنا. غير أن فرحتنا الكبرى ستكون بشخص الرب الحبيب نفسه الذي هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. إن دهور الأبدية لن تستنفد الملء الذي في شخصه المجيد. وهكذا تستطيع نفوسنا أن تتغذَّى إلى الأبد بذاك الذي هو فرحنا ومجدنا وموضوع سجودنا المُتصل. سنكون مع مُخلِّصنا المبارك الذي أحبَّنا وهو يعرف ما كنا عليه، وبذل نفسه لأجلنا. نعم «نكون كل حين مع الرب».
ويا له إعلانًا عظيمًا عن حب سيدنا، ذاك الذي نجده في يوحنا 17، إذ يُبدي رغبته للآب ويقول: «أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا»! ليس من عجَب أن نشتهي نحن أن نكون معه، نحن الذين نعرف مبلَغ حُبه لنا. لكن العجيب حقًا أن ابن الله نفسه هو الذي يريد أننا نكون معه!
وجدير بالذكـر أن هذه العبارة من يوحنا 17 هي العبارة الوحيدة في الكتاب المقدس التي نقرأ فيها عن إرادة الرب يسوع، ومن عجَب نكون نحن محور تلك الإرادة «أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم».
نحن نعلم أن اليوم قادم حين يُستعلَن مجد الرب يسوع في هذا العالم، ويومئذٍ تراه كل عين في مجدهِ. بيد أن حُبه لنا هو من القوة بحيث لا يرضيه، له المجد، أن ننتظر حتى ذاك اليوم لكي نرى مجده. وهكذا أعلن إرادته في أن نكون معه في بيت الآب، لكي ننظر مجده المستور عن العالم. أجَلْ، فنحن نراه كما هو. أما هذا العالم فلن يرى الذي سنراه.
إذ نفكِّر في حقيقة أنفسنا، كم يبدو عجيبًا أن ابن الله يريدنا أن نراه كما هو، وأنه تبارك اسمه يريدنا أن نعرف هذا! إن هذه المحبة أعظم بكثير من مجرَّد الرحمة الإلهية ولو أن الاثنين معًا! إنه شيء يَسمو على كل ما عدَاه، أن الرب يسوع يُحبنا بهذا القدر، بحيث إنه يريدنا أن نكون معه لننظر مجده، وإذ أعلن لنا رغبته السامية هذه، يحسب أن قلوبنا سوف تبتهج بها وبإتمامها.
وقريبًا سنراهُ ونرى أمجادَهُ
ونظل للدهور شاكرين فضلهُ