منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 01 - 2017, 09:27 AM
 
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مورا مرمر غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,073

إجتذاب الآب

القديس أغسطينوس

"لا يقدر أحد أن يقبل إليَّ إن لم يجتذبه الأب الذي أرسلني" (يو 6).
إستحسان عظيم من النعمة! لا يقدر أحد أن يقبل ما لم يُجتذب!

من يُجتذب، ومن لا يُجتذب؟
لماذا يجذب الواحد ولا يجذب الآخر؟
لا تستعجل بالحكم إلا إذا كنت ترغب في الخطا، أقبل ذلك مرة وتفهم.

هل لم تُجتذب بعد؟ صلي لكي تُجتذب.

ماذا نقول هنا أيها الأخوة؟ إذا كنا نُجتذب للمسيح جذباً، إذن فنحن نؤمن كرهاً. وبالتالي القوة تُستعمل أما الإرادة لا تُستحث.
يستطيع الشخص أن يدخل الكنيسة كرهاً، يستطيع الشخص أن يتقدم للمذبح بشكل غير إرادي، يستطيع الشخص أن يتناول الأسرار رغماً عنه، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يؤمن إلا بإرادته الحرَّة. لو كان الإنسان يؤمن بالجسد، لكان من الممكن أن يحدث ذلك بشكل غير إرادي، لكن الإنسان لا يؤمن بالجسد. لنسمع الرسول: "لأن القلب يؤمن به للبر" وماذا يتبع ذلك؟ ... "والفم يعترف به للخلاص" (رو 10).

هذا الاعتراف يصدر من أعماق القلب. أحياناً تسمع إنسان يعترف، لكنك تعرف أنه ليس بمؤمن. ومن ثم لا تعتبر كلامه اعترافاً لأنك تعلم أنه ليس بمؤمن. لأن هذا هو الاعتراف: أن تقول ما لديك في قلبك، لكن إذا كان في قلبك شيء وتقول شيئاً آخر، فهذا مجرد كلام لا اعتراف. هكذا وبالتالي الإنسان يؤمن بالمسيح بقلبه، الأمر الذي بالطبع لا يفعله أحد كرهاً، أما الشخص الذي يُجتذب يبدو وكأنه يجبر على ذلك رغماً عن إرادته، كيف يمكننا حل هذه المسألة: "لا يقدر أحد أن يقبل إليَّ إن لم يجتذبه الأب الذي أرسلني"؟

لا تظن أنك تُجتذب بشكل غير إرادي، لأن الذهن يُجتذب أيضاً بالحب.

ولا يجب علينا أن نخاف إذ ربما نُنتقد بذكر هذا المقطع الإنجيلي بواسطة أناس يفحصون الكلام بشكل بعيد كل البعد عن فهم الأمور الإلهية، إذ ربما يقال لنا: "كيف يمكنني الإيمان بإرادتي إذا كنت اجتذب جذباً إليه؟

أقول لكم، الأمر ليس كافِ بواسطة الإرادة، إذ أنك تُجتذب أيضاً بواسطة الملذات.

ماذا يعني أن تُجتذَّب بواسطة الملذات؟

"تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز 37).
هناك متعة خاصة بالقلب يكون فيها ذلك الخبز السماوي خبزاً حلواً.

علاوة على ذلك، إذا كان الشاعر يقول: "ملذته الخاصة تجتذب كل إنسان"، ليس الإحتياج بل الملذة، ليس الواجب بل المسرة، فكم بالحري ينبغي علينا أن نقول وبقوة أن الإنسان الذي ينجذب نحو المسيح هو إنسان يتلذذ بالحق، يتلذذ بالسعادة، يتلذذ بالبر، يتلذذ بالحياة الأبدية – وكل هذا هو المسيح؟

أم أن حواس الجسد لها ملذاتها الخاصة والذهن ليس له ملذاته الخاصة
إذا كان الذهن ليس له ملذاته الخاصة، كيف إذاً قيل في المزمور: "فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون. يروون من دسم بيتك ومن نهر نعمتك تسقيهم، لأن عندك ينبوع الحياة. بنورك نرى نوراً" (مز 36)؟

أعطني شخصاً يحب، فهو يشعر بما أقوله. أعطني شخصاً مشتاقاً، أعطني شخصاً متعطشاً، أعطني شخصاً مسافراً عطشاناً في هذا القفر، ويتلهف بتوق نحو ينبوع الوطن السماوي، أعطني مثل هذا الشخص، فهو يعرف ما أقوله. لكن إذا كنت أتحدث مع شخص ببرودة لا يبالي، فهو لا يعرف ما أتكلم عنه. هكذا كان أولئك الذين تذمروا فيما بينهم (يو 6: 43).

لكن ماذا يعني "يجتذبه الآب" إذا كان المسيح نفسه يجتذب؟ لماذا أراد أن يقول "يجتذبه الآب"؟ إذا كان لابد من الاجتذاب، فلنجتذب بواسطة ذاك الذي قيل له من قبل امرأة تحبه: "لرائحة أدهانك الطيبة .. أجذبني وراءك فنجري" (نش 1). لكن دعونا نلاحظ أيها الأخوة ما أرادنا الرب أن نفهمه، ولنستوعب بقدر ما نستطيع. الآب يجتذب للابن أولئك الذين يؤمنون بالابن لكونهم يعتقدون أن له الله كأب. إذ أن الله الآب ولد ابناً مساوياً له، بحيث أن الشخص الذي يعتقد ويدرك في إيمانه أن ذاك الذي آمن به هو مساوي للآب، هذا الشخص يجتذبه الآب نحو الابن.


اريوس أعتقد أنه مخلوق، هو لم يجتذبه الآب لأن الذي لا يؤمن بالابن مساوياً للآب لا يأخذ الآب بعين الاعتبار. ماذا تقول يا آريوس؟ بماذا تتكلم أيها الهرطوقي؟ من هو المسيح؟ يقول ليس بإله حقيقي لكنه مخلوق بواسطة الآب. لم يجتذبك الآب، لأنه بإنكارك الابن لم تفهم الآب. تظن أنه شيئاً أخر، وليس هو الابن ذاته. أنت لم تُجتذب من قبل الآب ولا أجتذبت نحو الابن. لأن ما تقوله هو شيء آخر غير الابن.

أما من يجتذبه الآب، فيقول: "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (مت 16). ليس كنبي، ليس كيوحنا، ليس كإنسان بار عظيم، بل كابن وحيد مساوي: "أنت هو المسيح ابن الله الحي". تأمل أنه أجتذب، تم إجتذاب بطرس من قبل الآب: "طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات" (مت 16).

هذا الإعلان ذاته هو الذي يجتذب.

أنت تُظهر لخروف فرعاً أخضراً فتجذبه. تعرض بعض المكسرات لطفل فينجذب. فالشخص ينجذب نحو ما يركض إليه، بواسطة المحبة ينجذب، بدون أذى للجسد ينجذب، من خلال قيود القلب ينجذب.

هكذا وبالتالي، إذا كانت تلك الأشياء التي تخص الملذات والمسرات الأرضية، عندما تُكشف لمن يحبها تجتذبه إليها، ألا يجتذب المسيح المعلن من قبل الآب؟ لأنه ما الذي تشتاق إليه النفس بشدة أكثر من الحق؟ لماذا يتعين للنفس أن يكون لها فكين جشعين، راغبة في أن يكون التذوق الداخلي – أي تمييز الأمور الحقيقية – بصحة جيدة، إلا لكي يمكنها أن تأكل وتشرب الحكمة والبر والحق والخلود؟

لكن أين تفعل ذلك؟ هناك (في الأبدية) بشكل أفضل، هناك بشكل حقيقي أكثر، هناك بشكل أكثر إكتمالاً. لأن هنا يمكننا أن نجوع بسهولة أكثر من أن نشبع، إذ أنه يقول: "طوبى للجياع والعطاش إلى البر" – لكن هنا! – "لأنهم يشبعون" – لكن هناك! لذلك بعدما قال: "لا يقدر أحد أن يقبل إليَّ إن لم يجتذبه الأب الذي أرسلني"، أضاف: "وأنا أقيمه في اليوم الأخير". سوف أقدم له ما يحب، سوف أعطيه كل ما يترجاه، سوف يرى ما آمن به عندما لم يكن يرى. سوف يأكل ما يشتاق إليه، سوف يمتلئ بما يتعطش إليه. أين ذلك؟ في قيامة الأموات، لأني "أنا أقيمه فى اليوم الاخير
رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2017, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إجتذاب الآب (القديس أغسطينوس )

  رد مع اقتباس
قديم 25 - 05 - 2017, 09:58 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
مورا مرمر Female
..::| العضوية الذهبية |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122630
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,073

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مورا مرمر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إجتذاب الآب (القديس أغسطينوس )

ميرسى على المرور الجميل
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أغسطينوس
إجتذاب الآب _ أغسطينوس
القديس أغسطينوس
القديس أغسطينوس
القديس أغسطينوس


الساعة الآن 07:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024