رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يمكن لشخص مؤمن أن يتزوج من غير عذراء؟ الجواب: إن الحالة المثالية في الزواج المسيحي هي أن يكون الطرفين عذراوين، على أساس أن الزواج هو البيئة الوحيدة التي حددها الله للعلاقات الجنسية. ولكننا لا نعيش في عالم مثالي. أحياناً كثيرة يرغب طرف تربى في بيت متدين وقبل المسيح مخلصاً منذ طفولته أن يتزوج بطرف عرف الرب في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، ويحمل معه ماض عاشه وفق معايير العالم. وفي حين أن الله يبعد عنا خطايانا كبعد المشرق عن المغرب عندما نأتي إليه تائبين ومؤمنين بالمسيح (مزمور 103: 12)، إلا أن ذاكرة البشر ممتدة، وقد يكون نسيان ماضي شخص ما ليس بالأمر الهين. إن عدم المقدرة على غفران ونسيان أخطاء ماضي أحر الطرفين في الزواج سوف يؤثر سلبياً بكل تأكيد على علاقة الزواج. من المهم جداً قبل الزواج بشخص له ماضي جنسي أن ندرك أن الخلاص وغفران الخطايا ممنوح لنا بالنعمة. " لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ الله. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. " (أفسس 2: 8-9). عندما ندرك فعلاً معنى أن ننال الغفران، نبدأ في رؤية الأمور من منظور الله وندرك كم يحبنا، وهذا يساعدنا أن نغفر للآخرين. إن الغفران يعني التخلي عن ماضي الطرف الآخر وأن نعتبره خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17). لقد مات المسيح من أجل خطايا هذا الشخص، ويجب أن يقرر الشخص المقدم على الزواج إذا كان يستطيع العيش مع ذكرى تلك الخطية. وهنا تنتقل العقيدة من كونها نظرية نؤمن بها إلى الحياة العملية. وفي ما يتعلق بالغفران، من الأفضل دائماً أن نرى ماضينا من منظور الله. إن الخطايا الجنسية بالتأكيد تحزن قلب الله، وكذلك أيضاَ الكذب والغش والأفكار الشريرة والإدمان والكبرياء وعدم الغفران. من منا بلا خطية ويستطيع "أن يرمي الحجر الأول"؟ قبل أن نأتي إلى المسيح، كنا كلنا "أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا" وقد صرنا أحياء فقط بنعمة المسيح (أفسس 2: 1-5). والسؤال هنا هو هل نستطيع أن نغفر للآخرين كما غفر المسيح لنا؟ إن القدرة على الغفران هي من سمات المؤمن الحقيقي. قال يسوع أننا إذا لم نغفر للآخرين لن يغفر الله لنا (متى 6: 14-15). لم يقصد الله هنا أن غفراننا للآخرين هو الطريق للحصول على غفران الله، لأننا نعرف أنه يغفر لنا فقط بنعمته، ولكن القلب الغافر هو علامة على حضور روح الله في قلب المؤمن الحقيقي. إن الإستمرار في عدم الغفران هو علامة على القلب القاسي غير المتجدد. يجب الصلاة والتفكير ملياً قبل الدخول في علاقة زواج مع طرف غير بكر. تقول رسالة يعقوب 1: 5 أن الله يعطي الحكمة مجاناً لكل من يطلبونها. وقد يكون من المفيد مناقشة الأمر مع راعي أو خادم تقي في كنيسة تقدم تعاليم الكتاب المقدس. بعض الكنائس تقدم أيضاً دراسات ممتازة قبل الإقدام على الخطوبة. كما أن الحوار الصريح مع الطرف الآخر يكشف كل الأمور التي يجب التعامل معها ومغفرتها. إن الزواج هو تحدى حتى في أفضل الأحوال، ويتطلب جهداً لإنجاحه. فيحتاج الطرفان، ويستحقان، المحبة غير المشروطة. تصف رسالة أفسس 5 دور كل من الزوج والزوجة في الزواج، ولكن تبدأ الفقرة بمبدأ عام ينطبق على كليهما "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ." (أفسس 5: 21). إن التضحية من القلب، والقوة لإختيار الإنسان أن يكون خادماً للآخر لصالح العلاقة الزوجية هي من سمات النضوج الروحي وإكرام الله. إن الإختيار الحكيم لشريك الحياة بناء على المواصفات الكتابية هام جداً، ولكن أيضاً الإستمرار في النمو الروحي والخضوع لإرادة الله في حياتنا هو بنفس القدر من الأهمية. إن الرجل الذي يسعى أن يكون الإنسان الذي يريده الله سوف يتمكن من مساعدة زوجته أن تكون إمرأة حسب قلب الله، وبغض النظر على أي ماض سوف يتمكنان من بناء زواجهما ليصبح إتحاداً يكرم الله ويسعدهما كليهما. |
|